خياطو الألبسة..معاناة تبدأ من وخز الإبرة

الرابط المختصر

تبدأ معاناتهم، حيث وخز الابره، وتنتهي بمطلب قد يراه البعض بالترف ولكن بالنسبة لهم حق يمكن الحديث عنه "التأمين الصحي، الضمان الاجتماعي"..تتشابه معاناة الخياطين أينما تذهب، ولكننا اتخذنا من وسط البلد مكانا لتسليط الضوء على واقعهم عن قرب، فالخياط ياسين 65 عاما، يعمل ما يقارب العشر ساعات يوميا، وما يجنيه لا يكفي قوت يومه...الشيب غزى شعره، وملامح وجهه خارطة تحلق به لذكريات تاريخ مضى..

الإبرة وماكينة الخياطة رفقاء دربة لأكثر من عشرين سنة.

ياسين اختار من وسط البلد مكانا لفتح مخيطته، وكان هذا منذ عام 1975 وبإيجار سنوي يصل إلى 350 ويعمل بها لوحده منذ ذلك التاريخ دون مساعدة أي أحد، وقد عشق هذه المهنة منذ صغره.

"ماذا سأقول عن مهنة ترافقك يوميا فيها الإبرة والخيط، رغم الظروف الصعبة في عملنا ولكن الحمد الله مستورة، عملنا في السابق كان أفضل من الظروف الحالية، ففي السابق، كان يلجأ الجميع للخياطة ولكن في هذا الزمن أصبح كل شيء جاهز وأكثر المواسم التي ينشط علمنا به في الصيف".

ويتابع ياسين سرد قصته بمهنة لا تكل يداه من الحياكة ولملمت خيوط الأقمشة بألوانها المختلفة.."الان أصبح عملي يندرج فقط تحت تصليح الثياب وما اجنيه على كل قطعة، مبلغ نصف دينار وهذا الأمر لا يوفي معي ولكن ماذا سأفعل أفضل بكثير من لا شيء".

وحقوق الخياطين مهضومة، فأغلبهم لا يخضعون للضمان الاجتماعي وغير مشتركين بالتأمين الصحي وأي إصابة عمل تدفع من جيوبهم رغم خضوعهم للنقابة الغزل والنسيج، ويتابع ياسين:" أنا غير مشترك لا بالضمان الاجتماعي ولا بالتأمين الصحي، لأن ما اجنيه لا يكفي ان يقتطع من راتبي، فان أعاني من أوجاع في رأسي وفي بعض الأحيان لا استطيع حمل المكواة لآلم شديدة في كتفي... ولكن رغم ما أعانيه فأنني مصمم على العمل".

وياسين قصته متشابهة مع باقي الخياطين الذي يعملون لساعات طويلة بمرود مالي قليل، فالخياط احمد في الثلاثينيات من عمره يعمل هو الآخر لأكثر من عشرة ساعات يوميا، ويسرد ظروف عمله بقوله:" ما اجنيه في اليوم يتراوح من 10-12 دينار شهري وهذا المبلغ لا يكفي أبدا في ظل المصاريف والغلاء، وعملنا موسمي يكثر في فصل الصيف وأوائل الشتاء وفي بعض الأحيان نلجأ للبحث عن عمل أخر لسد المصاريف".

ويتابع:" نحن كخياطين لا نخضع للتامين الصحي ولا للضمان الاجتماعي... ولكننا نفضل إشراكنا بالتامين وخصوصا إذا تعرضنا لإصابة عمل... التي ندفعها من جيوبنا بمساعدة صاحب العمل في بعض الأحيان".

وتعتبر مهنة الخياطة مهنة الأجداد يتوارثها الأبناء عن الآباء، ألا يستحقوا من يعملوا بها رأفة من عند الجهات!

أضف تعليقك