خمس إعاقات سمعية وذهنية في عائلة سورية لاجئة بالمفرق- صوت
تعيش في قرية المسرب (شرقي مدينة المفرق ) عائلة سورية لاجئة ابتُلي خمسة من أفرادها بإعاقات ذهنية وسمعية إلى جانب إصابة والدهم بإعاقة بصرية تمنعه من العمل ، في ظاهرة غريبة من نوعها سببها زواج الاقارب.
تركة ثقيلة تلك التي حملها محمد خيرالمحمد( أبو صلاح ) بعد فراره من معتقل التعذيب في مدينة درعا إلى أقصى مدينة المفرق ليُوَاجه بالإهمال واللامبالاة من الجمعيات الخيرية رغم ظرفه الإجتماعي الإستثنائي وحاجة أفراد عائلته إلى رعاية نفسية وصحية .
تتألف أسرة أبو صلاح من سبعة أولاد خمسة منهم لديهم تخلف عقلي وسمعي ، وهم صلاح 24 سنة الذي يعاني بالإضافة الى التخلف العقلي من أن إحدى قدميه أطول من الأخرى، وهذه الحالة لديه منذ الولادة – بحسب والده - وفواز 21 سنة و ابراهيم 12 سنة وأحمد 8 سنوات واسامة 6 سنوات .
هذه الإعاقات العقلية والذهنية حرمت هؤلاء المعوقين من التسجيل في المدارس الرسمية ومدارس ذوي الإحتياجات الخاصة في الأردن - كما يقول والدهم - مضيفاً : " أولادي الكبار ضاع مستقبلهم وتعليمهم منذ كانوا في سورية التي واجهنا فيها مشكلة تكاليف التنقل والدراسة كما في الأردن ، وأنا عامل بسيط ومردودي المادي ضعيف ولدي تكاليف شهرية لبطاريات السماعات التي يستخدمها أولادي تبلغ اربعين ديناراً شهريا فمن أين آتي بهذه النفقات علماً أن لكل ولد سماعتان لا سماعة واحدة .
تجاهل الجمعيات الخيرية
هذا العدد الكبير من المعوقين داخل أسرة واحدة فرض عبئاً ثقيلاً على أبويهما
اللذين وجدا أنفسهما أمام واقع مؤلم زاده سوءاً تجاهل الجمعيات الخيرية وفي هذا السياق يقول أبو صلاح : " كنت أتوقع أن تقف كل الجمعيات معي نظراً لوضعي الخاص ولكن لم أجد واحدة من هذه الجمعيات تساعدني، وبخاصة أن لدي أيضاً إعاقة بصرية تمنعني من العمل .
ورغم مرور أشهر طويلة على وجود هؤلاء الأولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة في الاردن لم يستطيعوا التأقلم مع محيطهم - كما يقول والدهم - لأنهم بحسب قوله " انتقلوا من مجتمع إلى مجتمع مختلف، ولذلك وجدوا أنفسهم وكأنهم في سجن فلا صداقات ولا معارف ولا أقارب " .
" أم صالح " والدة الأولاد – بدورها - عانت الأمرين معهم ولا يكاد يوم يمر دون أن تبكي ( زور دموع ) – حسب تعبيرها - وتؤكد " أم صالح " ما ذهب إليه زوجها من أن أبنائها لم يستطيعوا التأقلم مع الوسط المحيط رغم مرور سبعة أشهر على وجودهم في الاردن بسبب إعاقاتهم التي تمنعهم من الإختلاط مع الجيران وهذا ما شكل عبئاً ثقيلاً عليها بشكل خاص وعلى أسرتها بشكل عام .
تجربة مؤلمة
ويُرجع " محمد خيرالمحمد " عدم تكيف أبنائه مع الوسط المحيط إلى تجربة أليمة مروا بها قبل مجيئهم الى الأردن عندما جاء عناصرمن الأمن السوري إلى مزرعة كان يعمل فيها حارساً ، وكان ابناؤه موجودين فيها لوحدهم وحينما وجد عناصر الأمن هؤلاءالمعاقين انهالوا بكعوب البنادق على رؤوسهم وأرجلهم وظهورهم وهم يصرخون من الخوف والألم ، ويضيف أبو صلاح : " عندما أتيت وجدتهم مكومين في زاوية الغرفة وهم يبكون ولما سالتهم ما بكم لم يستطع أحد منهم التكلم من الرعب الذي واجههوه "
هذه الحادثة المرعبة بالنسبة لهم جعلتهم عندما يسمعون صوت الرصاص او أي صوت يلمح إلى وجود الأمن يتحولون وكأنهم أطفال صغار في السنة الأولى من أعمارهم ، فينامون على الأرض وتصيبهم - بشكل جماعي- حالة من التشنج والعصبية رغم ان عمر بعضهم تجاوز العشرين ، هذه الحادثة الرهيبة – أثرّت بشكل كبير على عدم تكيفهم مع محيطهم الاجتماعي اليوم .
تقرير خاص ببرنامج "سوريون بيننا"
إستمع الآن