خلاف حول قرار الإطاحة برأس الأرجيلة !

خلاف حول قرار الإطاحة برأس الأرجيلة !
الرابط المختصر

تمضي سمر أوقات فراغها بعد ساعات العمل الطويلة والمرهقة في تدخين الأرجيلة في أحد مقاهي وسط البلد التي تعتبرها جزءً لا يتجزء من نمط حياتها.

لا تستطيع سمر الاستغناء عن الارجيلة كما لا يمكنها تصور المقاهي بدون توفر خدمة تقديم الأراجيل فيها.

حال سمر يشبه حال الكثير رواد المقاهي والمحال التي تتوفر فيها خدمة الأرجيلة الذين عبروا عن رفضهم لقرار وزارة الصحة القاضي بمنع ترخيص الاراجيل في الأماكن العامة.

وزارة الصحة أكدت ارتفاع نسبة تدخين الأرجيلة من 6% - 22% في غضون أربعة أعوام، شملت الفئة العمرية من 13 الى 15 سنة من طلبة المدارس البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون طالب.

و كشف مسح السكان والصحة الاسرية بان 9% من النساء الاردنيات يدخن السجائر مقابل 6% يدخن الارجيلة.

و يرى مواطنون اخرون أن القرار خاطئ و يحرم الكثير من مرتادي هذه المقاهي الراغبين في تناول الارجيلة من حقهم ويحد ويتعدى على حريتهم الشخصية.

فيما اقترح آخرون إيجاد حل وسط لا يحرم الراغبين في تدخين الأرجيلة ولا يسمح ذات الوقت بانتشارها من خلال إيجاد أماكن خاصة في المحلات للمدخنين و أخرى خالية منه.

وكانت أمانة عمان أكدت التزامها بتنفيذ قرار وزير الصحة المنبثق عن قانون الصحة العامة لعام 2008 و القاضي بعدم السماح بترخيص اماكن تقديم الارجيلة أو إعادة ترخيص أو نقل الرخصة من موقع الى آخر أو نقل ملكية الرخصة.

أصحاب المطاعم والمقاهي الشعبية رفضوا قرار وزير الصحة بمنعهم من تقديم الأراجيل في محلاتهم باعتبارها أماكن عامة ما يؤدي الى كارثة حقيقية تهدد 6000 مقهى على مستوى المملكة.

إضافة  الى أنهم حصلوا على تراخيص سابقا و يدفعون ضرائب ورسوم للدولة و لا يحق للحكومة سحب هذه التراخيص منهم وتكبيدهم خسائر مادية طائلة.

وأضاف حسن أبو شقرة الذي يمتلك 5 مقاهي أن لجنة ستشكل الثلاثاء من قبل من جمعية أصحاب المطاعم السياحية برئاسة النائب أمجد المسلماني لدراسة القرار.

وأكد أبو شقرة أن اللجنة ستضع "بدائل  واقتراحات ترفع لوزير الصحة تضمن استمرار  تقديم الاراجيل في ضمن شروط معينة كوضع قسم مخصص للتدخين واخر لغير المدخنين"

وكان وزير الصحة أكد على أن قانون منع التدخين الذي أصدره مجلس الوزراء عام  2008 مر بجميع القنوات التشريعية في مجلسي النواب والأعيان وأكتسب الصفة القانونية لتطبيقه، إلا أنه لم يفعل آنذاك.

وأشار إلى أن المملكة وقعت على اتفاقية دولية لمنع التدخين عام 2004 وهي ثاني دولة في المنطقة توقع الاتفاقية بعد دولة الإمارات العربية المتحدة.

فيما تشير الدراسات الى ارتفاع نسبة الأمراض غير السارية في الأردن من أمراض القلب و الجهاز التنفسي و السرطان و السكري بشكل كبير في الاونة الاخيرة بحسب د.فراس هواري مدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان.

وبين أن السبب الرئيس لانتشار هذه الأمراض هو التدخين مؤكدا اهمية اتخاذ الاجراءات الوقائية قبل حدوثها مشددا على أهمية قرار وزارة الصحة بمنع تجديد تراخيص الأراجيل في الأماكن العامة.

ويسري قرار حظر التدخين حسب قانون الصحة العامة على المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور السينما والمسارح والمكتبات العامة والمتاحف والمباني الحكومية وغير الحكومية العاملة، ووسائط نقل الركاب وقاعات القادمين والمغادرين في المطارات والملاعب المغلقة، وقاعات المحاضرات والحدائق والمتنزهات ورياض الأطفال في القطاعين العام والخاص، فضلا عن أي مكان آخر، يقرر الوزير اعتباره مكاناً عاماً، على أن ينشر قراره في الجريدة الرسمية.

فيما يتوقع أن تتجاوز كلفة علاج الأمراض  غير السارية في المنطقة الـ20 ترليون دولار خلال الـ15 سنة المقبلة بحسب دراسات المنتدى الاقتصادي العالمي.

 هذا و أشارت نتائج إحدى الإحصائيات أن 25% من الفتيان و 18% من الفتيات من الفئة العمرية "13 – 15" سنة يعتبروا من المدخنين ومرتادي المقاهي، وقد تتنامى هذه النسبة دون وجود قانون رادع بحسب وزير الصحة علي الحياصات.