رغم انتهاء الخلاف الذي طال عدة سنوات بين القس سامر عازر والمجمع الكنسي للكنيسة الإنجيلية اللوثرية لفلسطين والأردن، إلا أن التراشق الإعلامي وتبادل التهم لم يتوقف وقد تنتقل الأمور إلى المحاكم.
فبالإضافة إلى فصل القس عازر بعد خدمة دامت 24 عاما واستلام القس عماد حداد مكانه في رعاية الكنيسة اللوثرية في أم السماق أوائل العام الحالي، فقد تم إجبار القس عازر وعائلته على تسليم بيتهم الملاصق للكنيسة التي رعاها منذ عام 1996 في شهر أيار الماضي. وقد شارك عدد من أعضاء الطائفة بالتوجه برسالة للمطران سني عازر موقعة بتاريخ 31-5 طالبوا فيها بالعودة عن قرار الفصل على اساس أن النظام الداخلي للكنيسة اللوثرية لا يتضمن أي بند يسمح بفصل راعي كنيسة.
وقد رد المطران سني خوري على الرسالة في بيان أرسل نسخة منها إلى "عمان نت" بالقول إن "المجلس التنفيذي للكنيسة الانجيلية اللوثرية والمنتخب من المجمع الكنسي الذي يضم أعضاء يمثلون جميع الطوائف اللوثرية في الأردن وفلسطين والبالغ عددهم 38 عضواً قد قرر بعد التدقيق إعطاء القس سامر عازر المجال لأكثر من مرة أن يتراجع عن أفعاله ويعود إلى حضن الكنيسة، ولأن القس سامر عازر أيضاً بالإضافة إلى ما ذكر آنفاً لم يتراجع عن أفعاله فقد تم إنهاء خدماته في كنيسة الراعي الصالح الإنجيلية في الأردن."
ويستمر المطران في بيان له "إن المجمع الكنسي حجب الثقة عن القس عازر رئيساً وعضواً في المجمع الكنسي جراء أفعاله بأغلبية 30 عضواً من أصل 38 حيث غاب ستة أعضاء رغم دعوتهم مرتين متتاليتين للاجتماع واستنكف عن التصويت عضوان ليتأكد بهذا إجماع ممثلي الكنيسة على قرار إنهاء خدمة القس سامر المذكورة وسحب الثقة عن وجوده في المجمع الكنسي."
وليس واضحاً ما هي الأمور التي طالب المطران القس عازر "أن يتراجع عن أفعاله" ويقول القس عازر إن ما أغضب المطران والمقربين له قيامه بتقديم شكوى لدائرة الجرائم الإلكترونية ضد مجهولين قاموا بالتهجم عليه مستخدمين عبارات مسيئة جدا وغير لائقة.
وكان المطران سنى عازر قد أمر بنقل القس من عمان إلى رام الله وقد وافق القس سامر على ذلك مضطرا، ولكنه طلب مهلة لكي يتم خلالها ترتيب أوضاعه العائلية حيث تعمل زوجته في وظيفة عامة لا يمكنها العودة إليها إذا تركتها كما وهناك صعوبة في نقل أولاده من المدارس الأردنية.
ولكن حدة الخلاف تصاعدت بسبب وقفة احتجاجية في 12-1-2020 لعدد من أعضاء الرعية وعدد من رواد المركز الثقافي "الخيمة" الذي أنشأه القس عازر وكسب شعبية واسعة. ففي حين يصر مؤيدو القس أنهم نفذوا بالوقفة لوحدهم ولم يشارك القس بها إلا أن المطران سني ينفي أن الوقفة كانت سلمية، احتجاجاً على نقل القس سامر عازر. يقول المطران "تدلل الوقائع الحية التي ثبتت بالصوت والصورة وشهود الحال على أنها لم تكن كذلك، بل كانت في جلها تحريضا على الكنيسة ووجودها، وعلى قاماتها ورجالاتها ومطرانها."
إلا أن المشاركين بالوقفة الاحتجاجية من أعضاء الطائفة وأصدقائهم من أتباع الطوائف الأخرى ومن رواد المركز الثقافي يصرون على أنهم "اجتمعوا أمام باحة الكنيسة في تمام الساعة الثامنة إلا ربع مساء بعد انتهاء الخدمة الدينية التي ترأسها المطران داخل الكنيسة، ثم رفعوا شعارات تطالب المطران بعدم نقل القس سامر إلى الضفة الغربية بل تثبيته في منصبه راعيا لطائفة عمان استجابة لرغبة أغلبية أعضاء الطائفة ورواد المركز الثقافي من اكاديميين وإعلاميين ونواب ومثقفين، " ويعترف المعترضون أن بعض المشاركين في الوقفة وهم قلة قد رددوا هتافات تدعو لإسقاط المطران لبضع ثوان ولقد تم إسكاتهم من جانب المحتجين لأن هدف الوقفة هو توجيه رسالة للمطران بعدم نقل راعي الكنيسة وليس المس بشخصية المطران."
الخلاف انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي والبيانات من الطرفين. وقد علمت "عمان نت" أن القس عازر يفكر برفع قضية ضد المطران في عمان والقدس بسبب ما جرى لأن الفصل تمّ بصورة مخالفة لنظام الكنيسة والذي لا يشمل أصلا آلية لإيقاف قس مرسوم له سنوات طويلة في العمل الكنسي وقد وصل إلى موقع متقدم في المجمع الكنسي اللوثري. ويقول القس عازر إنه ضحية لنجاحه وأن قوى متنفذه في الكنيسة اللوثرية حرضت عليه لدى البطرك لمطامع شخصية. المطران ينفي بشدة وجود أي طرف أثر على قرار المجمع سوى تصرفات القس عازر حسب قوله ردا على سؤال لـ"عمان نت"