خطط الثقافة لهذا العام: روتين البرامج والتجذير هو المطلوب

الرابط المختصر

مع بداية كل عام، تبدأ المؤسسات بكافة أشكالها بوضع خطط جديدة، وبرامج متكاملة لما تود تنفيذه على مدى عام كامل، وهذه البرامج والخطط ينبغي أن تكون متكاملة وشاملة ومنظمة وفعليّة، فما هي حال مؤسساتنا الثقافية بشكل خاص من برامج وخطط تنفيذية لعام 2006؟المؤسسات الثقافية الحكومية أو شبه الحكومية، والتي تسيطر على الساحة الثقافية وفعالياتها والأنشطة المعلن عنها دائماً، يفترض أن يكون لها برامج تشمل جميع فئات المجتمع، لكي تطبق التوجه الذي تتحدث عنه في الغالب، ضمن عملية التثقيف والتطوير التي تتبناها كل عام، والتي تُوجب أن يكونوا متجددين في الطرح ومتأصلين في المضامين.



برمجية الفعاليات أساس التجدد

الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لمؤسسة عبدالحميد شومان الثقافية، والتي بدأت بمشروعها الثقافي على أساس مؤسسي بآليات تعتمد الاستمرارية أكثر من مجرد التغير، لكن ذلك لا يكون على حساب مضمون ما يقدم؛ لذلك يرى المسؤول الإعلامي بمؤسسة عبدالحميد شومان أحمد طمليه أن المؤسسة "تعمل بشكل مؤسسي، ولهذا قمنا في نهاية العام الماضي بإعداد تصور لنشاطات عام 2006، وباشرنا بها باستضافة الأستاذ عبدالكريم الغرايبة حيث ألقى محاضرة حول التاريخ والإنسانية".



ومؤسسة شومان تقيم محاضرات بشكل مبرمج على مدار الأسابيع، فهناك محاضرة واحدة كل أسبوع مساء كل إثنين، وهناك برنامج سينمائي يعرض فيه فيلم سينمائي مساء كل ثلاثاء، ونشاطات المؤسسة تقام الساعة السادسة النصف مساءً بشكل دائم، وهناك توجه جديد لإقامة ندوات على شكل حلقات بحث حول المياه والزراعة والمرأة والجانب الصحي والشباب.



مشروع حصاد القرن الذي بدأته المؤسسة في عام 2005 يقوم باستضافة محاضرين للحديث عن أصول المعرفة المختلفة وما استجد فيها على مدار القرن العشرين، هذا ما قاله طمليه وأضاف "سنستمر هذا العام باستضافة محاضرين عرب لاتمام هذا المشروع الذي يتوزع على 20 عشرين بحثا".



التجذير أهم من التجديد

ويهم المؤسسة بالتالي؛ أن يعتاد الجمهور على فعالياتها التي تقام بشكل أسبوعي منظم، كي ترسخ المواعيد في إذهان المتلقين لذلك "نحن لا ننظر الى التجديد، بل ننظر الى التجذير"، وهو ما أكد عليه المسؤول الإعلامي في مؤسسة عبدالحميد شومان حين سألناه عن الجديد في خطط المؤسسة، بمعنى "أن يعتاد الجمهور المجئ الى شومان مساء كل إثنين ومساء كل ثلاثاء، ويكون مهتماً بمتابعة الندوات، وهذا كله يحتاج الى إعداد مسبق، لذا نلاحظ أن الحضور كل إثنين لا يقل عن 100 ضيف رغم المطر والأحوال الجوية السيئة، وهذا العدد يعتبر جيداً".



الجديد بمعنى التجذير، وليس بمعنى التغيير أيضاً، هو الهدف من وراء استمرار انتهاج البرمجية لدى المؤسسة، ويقول طمليه "أي الاستمرار بعمل ندوات بشكل أسبوعي وموسمي ومؤسسي، والعناية باستقطاب المحاضرين الذين يأتون بالجديد في ندواتهم باختيار المواضيع التي تهم المواطن، فتتوزع ندواتنا ما بين تاريخية واقتصادية وطبية وغيرها، فالجديد يكون في المحاضرات وفي ما لدى المحاضرين من أفكار جديدة".



قد لا يكون لقضايا الشباب ذلك الاهتمام الكبير من قبل مؤسسة عبدالحميد شومان، لكن هناك ندوات تقام حولهم، كما أنهم يعدون من أكبر الفئات التي تتواجد في محاضرات وندوات المؤسسة كما يشير أحمد طمليه.



كما أن فعاليات المؤسسة تقام في المحافظات أيضا، وقامت المؤسسة بافتتاح مكتبات في العقبة والسلط وعدد من المحافظات الأخرى، تقام فيها فعاليات تشبه ما يقام في العاصمة.



معارض وأفلام ونشاطات فنية

أما دارة الفنون- مؤسسة خالد شومان، فسيكون لديها برنامج حافل بالمعارض والأنشطة الفنية، فحتى الآن البرنامج يبدو شبه مكتمل، مبتدئا منذ بداية العام بإقامة الفعاليات والمعارض وعرض الأفلام، واستمراراً بالأنشطة على مدار السنة.



وبهذا الصدد قال ابراهيم نصر الله نائب رئيس مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون إنه "استمرارا لبرنامجنا الحالي الذي نقيمه هذه الأيام والذي يتضمن عددا من الفعاليات التي ستستمر حتى بداية العام المقبل، ومنها المعرض الفني أضواء المدينة للفنانة سيما زريقات، ومعرض أجنحة ومدارات للفنان محمد نصرالله، ولقاء الخميس التشكيلي حول تاريخ التصوير الفوتوتغرافي، والاحتفالية المقامة تحية للمخرج مصطفى العقاد".



بالإضافة إلى أنه "ومع بداية شهر شباط ستكون هناك مجموعة من النشاطات تستمر حتى نهاية شهر نيسان، تبدأ بمجموعة من المعارض حول الجدار الفاصل والحواجز، وتتناول هذه المعارض الكيفية التي يرى فيها الفنانون الفلسطينيون في الداخل جدار الفصل العنصري من خلال فنهم، وسيكون هناك معارض صور للفنانة الفلسطينية إميلي جاسر وللفنانة رلى حلواني والفنان طارق الغصين والفنانة دانه عريقات، وفيلم فيديو آرت عنوانه (عبور فرده)، وسيكون هناك عرض مستمر لفيلم توتر للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي".



وفي مجال سلسلة الأفلام التي تقدمها المؤسسة ضمن لقاء الخميس الفني، ستعرض مجموعة منها تتناول عددا من الموضوعات المهمة التي تشغل بال الفنانين والحركة الفنية في العالم من بينها الزمن والعواطف وتعامل الفنان مع الإبداعات الفنية بشكل عام".



وهناك نشاطات مرافقة للمعارض تعزز فكرة وموضوع كل معرض وتكملها، فسيعرض في المؤسسة فيلم (مملكة السماء) واحتفالية بصدور كتاب (آفاق ومرايا مقالات في الفن التشكيلي) للفنان رافع الناصري، وأمسية شعرية للشاعر الفلسطيني أحمد دحبور، وفيلم صيني بعنوان (جادة ميلين)، بالإضافة الى محاضرة للفنان عماد حجاج مع عرض شرائح حول صورة الجدار في فن الكاريكاتير العربي والعالمي.



ويضيف نصر الله "الاختتام سيكون بعرض فيلم (السيد ابراهيم) عن رواية الكاتب الفرنسي، أيريك إيمانويل شميث من تمثيل عمر الشريف والفيلم حاز على مجموعة من الجوائز العالمية في السنة الأخيرة".



الجديد في المضامين فقط

هذه الفعاليات ستستمر حتى نهاية شهر نيسان المقبل، بعد ذلك سيكون هناك معرض كبير عن البتراء والاكتشافات الكبيرة عنها والكتب التي صدرت حولها، كما سيتم إصدار كتاب عن دارة الفنون مؤسسة خالد شومان، ليعبر عن رحلتها مع الفن خلال السنوات الخمسة عشرة الماضية وما تم انجازه في الفنون والآداب والأهمية التاريخية للآثار المهمة الموجودة في ساحة الدارة، وكذلك الأهمية المعمارية للبيوت القديمة الثلاث التي تشكل مباني دارة الفنون.



المعارض تقام على مدار العام، لكن ما الجديد في فعاليات الدارة؟

"الجديد فيما تريده هذه المعارض وما الذي تخطط له وما الذي تود تقديمه، ففي العامين الأخيرين بدأ التوجه بتقديم فن الفيديو آرت كفن يقدم لأول مرة في الأردن، للتعريف به وبفنانيه العالمين والعرب ثم ربط القضايا الساخنة اليوم على المستوى الفني والثقافي مع الساحة الفنية الأردنية



أما أمانة عمان فقد أعلنت أنه سيكون هناك خطة شاملة لنشاطات وفعاليات عام 2006، حيث رفضت الإفصاح عنها حتى تتم الموافقة عليها من قبل أمين عمان، وقد يبدو أن الخطة ستكون مختلفة هذا العام، لكن الأمل أن تحمل نمطا جديدا واختلافا في التفعيل والتنفيذ والذي يصب بصالح المواطنين واحتياجاتهم.



خطط المؤسسات تراوحت ما بين الرغبة في التجديد، وبين محاولة الحفر في الجذور لتثبيت مكانتها عند الجمهور، لكن في كل عام تتمحور المشاهد الثقافية في محاضرات، أمسيات ومعارض، ومهرجانات مختلفة التوجهات، والبعض يقول أن ذلك كاف الى حد ما.



قد لا يخفى على أحد أن معظم المؤسسات الثقافية لا تتبع برمجية معينة لفعاليات الأعوام الجديدة، إلا أن الأكثرية أخذت تدرك أنه لابد من وجود تصورات وبرامج واضحة المعالم لما ينبغي القيام به على مدى عام كامل، لكن ومع ذلك اعتاد المتابع على فعاليات آنية الإقامة وعشوائية التنفيذ.

أضف تعليقك