حذّر الخبير في شؤون الطاقة عامر الشوبكي من أنّ الأردن يقف أمام تهديد استراتيجي غير مسبوق بعد تلويح إسرائيل باستخدام ورقتي الغاز والمياه كوسيلة ضغط سياسي، مشيرًا إلى أنّ تحذير الملك عبدالله الثاني الأخير عكس إدراكًا عميقًا لخطورة الموقف، خصوصًا في ظل حديث الإعلام الإسرائيلي بشكل صريح عن معاقبة الأردن عبر تقليص الإمدادات الحيوية.
وأوضح الشوبكي أنّ الأردن يعتمد على إسرائيل في تزويده بحوالي مئة مليون متر مكعب من المياه سنويًا، إضافة إلى اعتماده الكبير على الغاز المستورد لتوليد الكهرباء، حيث يشكّل هذا الغاز مصدرًا أساسيًا للطاقة بأسعار تقل عن الأسعار العالمية. وأكد أنّ انقطاع هذه الإمدادات بشكل مفاجئ سيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني والاقتصادي، إذ ستجد الحكومة نفسها أمام أزمة مياه خانقة، فضلًا عن أعباء مالية إضافية قد تصل إلى مليار دولار سنويًا إذا اضطرت المملكة لاستيراد الغاز من أسواق بديلة.
وبيّن أنّ ما يجري ليس تهويلًا إعلاميًا بل جرس إنذار حقيقي يتطلب من الحكومة وضع خطط طوارئ واضحة لمواجهة أي طارئ، مشددًا على ضرورة الإسراع في تجهيز البدائل عبر تعزيز المخزون الاستراتيجي من المحروقات، وربط البنية التحتية في العقبة لاستقبال الغاز المسال، والتعاقد المسبق على كميات إضافية. وأشار إلى أنّ تجربة انقطاع الغاز خلال الحرب على غزة أثبتت حجم الهشاشة في هذا الملف وضرورة الاستعداد المسبق لأي تكرار.
واعتبر الشوبكي أنّ إسرائيل تخطط منذ سنوات لوضع المنطقة في حالة من الضعف عبر التحكم بالموارد الأساسية، مؤكدًا أنّ الأردن مطالب اليوم بتحركات عاجلة لتقليل اعتماده على مصادر غير مضمونة وتحصين أمنه المائي والطاقي لمواجهة التهديدات المقبلة.











































