خبير زلازل: منطقتنا ذات خطر زلزالي معتدل

أثار تعرض لأردن وفلسطين إلى أربع هزات أرضية خفيفة الأسبوعين الماضيين مخاوف العديد من المواطنين من أن تكون هذه الهزات مقدمة لزلزال كبير مدمر

سيضرب المنطقة كما أشيع مؤخرا.

فقد ضربت أخر هزه أرضية مناطق الأردن وفلسطين في التاسع عشر من الشهر الماضي وبلغت قوة الهزة 4,5درجة على مقياس رختر، دون أن تتسبب بوقوع ضحايا أو إضرار في الممتلكات.
 
وحول حقيقة النشاط الزلزالي في المنطقة يقول البروفسور د.نجيب أبو كركي أستاذ علم الزلازل الجيوفيزياء في الجامعة الأردنية إن " المنطقة تعتبر نشطة زلزاليا لكن يجب أن نضع الأمور في نصابها إذ أن هذا النشاط الزلزالي من الصنف المعتدل أي  يمكن أن يؤثر على فترات زمانية بعيدة  إذا ما قورنت بمناطق أخرى في العالم، إذ لا يمكن أن مقارنتها بما يحدث في إيران وتركيا واندنوسيا هناك مناطق أكثر نشاطا في كثير"..
 
 
ويتابع "في الواقع منطقتنا لها أخطار لا نريد أن نعظمها ولا نريد أن نقزمها فزلزال فلسطين الذي حدث عام 1927 كانت قوته 6.25 وهناك ما هو أكثر من ذلك في التاريخ القديم كزلزال الذي حدث عام 742 للميلاد الذي قدرنا قوته ب7 درجات إذن من خلال الدراسات المتعمقة في هذا المجال منطقتنا يتولد من خلالها زلازلها الذاتية وليست مجرد ارتدادات لزلازل أخرى كما ذكر عدد من المواطنين المتصلين فمنطقتنا منطقة خطر زلزالي من النوع المعتدل متوسط التدمير".
 
و"هناك مراصد عالمية ترصد الزلازل في جميع إنحاء العالم، ونحن نراقبها باستمرار حصل لدينا أربعة زلازل خلال أسبوعين لكن لو أخذنا بلد مثل تركيا حدث فيها 60 زلزال من هذا النوع، كما  لو أخذنا بلد أكثر زلزالية مثل سومطره يحدث بها اكثر من 600 زلزال من هذا النوع،  بهذا نجد أن النشاط الزلزالي منطقتنا يعتبر معتدلا وبمعدل زلزال كل 100 عام  ".
 
وتاريخيا يتابع أبو كركي "حصل في المنطقة مجموعة من الزلازل خلال آلاف السنين وكان أقربها لنا في زلزال عام 1927 وكانت قوته 6,25 على مقياس رختر أثر على منطقة نابلس والسلط وبعض المدن الأخرى ونتج عنه 300 قتيل في تلك الفترة، وهناك زلازل موغله في القدم كزلزال عام 1068  للميلاد، كما  هناك حوالي 19 زلزال مدمر ضربت المنطقة خلال200 سنة .
 
 
وحول احتمالية  حدوث زلزال كبير في المنطقة خصوصا بعد تكرار الهزات الأرضية يقول أبو كركي "نحن وضعنا من حيث حدود الصفائح الموجودة لدينا هي من تلك الحدود التي تؤدي إلى زلازل لا تؤثر دمار وخسائر كل عشر سنوات مثلا إنما خسائرها محدودة كل 100 سنة أو 1000 سنة وهذا لا يعني أن الظاهر تتبع دورية منتظمة ولأرقام التي نذكرها ونقول كل 100 سنة مثلا هو بالمعدل وأحيانا قد يمر 300 سنة دون زلازل".
 
وهل تعتبر الصفيحة العربية من الصفائح النشطة زلزاليا؟ يجيب البروفسور أبو كركي "الصفيحة العربية تتفاعل بالصفائح القريبة منها، لكن الإشكالات تكون على حدود هذه الصفائح وليس في داخل الصفيحة العربية نفسها، والزلازل الكبيرة تحدث في الوقت الذي تتصادم به هذه الصفيحة والصفائح الأخرى أهما الصفيحة الأوربية بالأسيوية أو إيران بالتركيا ولهذا نسمع عن الزلازل كبيرة تحصل في إيران وتركيا في فترات زمنية بسيطة".
 
 
وعن إمكانية التنبؤ بالزلازل يقول د. أبو كركي " لا يوجد شيء اسمه إنذار مبكر للزلازل والأخبار التي انتشرت عن أن زلزال مدمر سيحدث في الأردن العام الماضي كان مجرد إشاعات هناك، لكن  جهود رسمية حثيثة لمحاولة إطلاق حملات توعية في هذا المجال ويجب أن نخلق الوعي المناسب كي تكون الخسائر اقل ما يمكن وهذا لا يعني توقع آو تنبؤ في هذا المجال إنما احترازا لان موضوع التنبؤ بالزلازل هو أصعب بكثير من موضوع التنبؤ بحالة الطقس مثلا كون هذه الظاهرة تحصل في أعماق الأرض".
 
 

أضف تعليقك