شدد الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة على أن العنف داخل المدارس لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن لجوء المعلم إلى الضرب يُعد انتهاكاً صريحاً لحقوق الطلبة ومخالفة للأنظمة والتعليمات.
وقال النوايسة، في تصريحات لراديو البلد تعقيباً على حادثة اعتداء معلم على طالب مريض في الرصيفة باستخدام أداة كهربائية، إن هذه الحوادث تبقى فردية وترتبط بسلوك شخصي لبعض المعلمين، لكنها في الوقت ذاته تثير القلق وتتطلب معالجة جذرية، خاصة أنها تطال أحياناً طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الحالات الصحية الحساسة.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم كانت قد عممت مؤخراً على جميع المدارس بمنع العقاب الجسدي والنفسي بجميع أشكاله، مشيراً إلى أن أي تجاوز يُعرض مرتكبه لإجراءات قانونية وإدارية مشددة وفق نظام الموارد البشرية.
وبيّن النوايسة أن كسر دائرة العنف يتطلب بناء علاقة ودية قائمة على التقبل التربوي بين المعلم والطالب، واستخدام استراتيجيات التعلم النشط وإدارة الصفوف بطرق حديثة تُشغل الطالب وتُحفّزه بدلاً من معاقبته.
وأضاف أن من أبرز التحديات التي تدفع بعض المعلمين إلى الأساليب التقليدية والعنف: اكتظاظ الغرف الصفية، نقص التدريب المهني، غياب المرشدين، إضافة إلى الضغوط الأسرية والاجتماعية. ودعا إلى تعزيز مكانة المعلم مهنياً واجتماعياً، وإقرار "الإجازة المهنية للتعليم" التي أطلقها جلالة الملك، لضمان دخول مؤهلين فقط إلى الغرفة الصفية.
وختم النوايسة بالتأكيد على أن التعليم مهنة وليست وظيفة، وأن نجاحها يعتمد على تمكين المعلم أكاديمياً وتربوياً وسلوكياً، بما يضمن بيئة مدرسية آمنة تحترم حقوق الطلبة.











































