خبير بيئي: انخفاض منسوب البحر الميت وصل لمستويات مقلقة وغير مسبوقة والوقت يداهمنا

الرابط المختصر

حذر رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية، الدكتور أحمد الشريدة، من استمرار الانخفاض الحاد في منسوب مياه البحر الميت، مؤكداً أن الوضع الحالي بات يشكل تهديداً خطيراً للبيئة والاقتصاد والسياحة في المنطقة.

وقال الشريدة، خلال مداخلة له عبر برنامج "طلّه صبح"، إن البحر الميت، الذي يُعد في الأصل بحيرة وليس بحراً، يشهد تراجعاً سنوياً بمعدل يقارب مترًا واحدًا، حيث وصل انخفاضه إلى نحو 432 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وهو أدنى مستوى له في التاريخ الحديث.

وأوضح أن جفاف الجزء الجنوبي بالكامل من البحر الميت وبقاء الجزء الشمالي فقط يعزى إلى عدة عوامل، أبرزها سحب كميات كبيرة من مياه نهر الأردن للاستخدامات الزراعية ومياه الشرب، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر، فضلاً عن عمليات التعدين واستخراج الفوسفات والبوتاس التي تستنزف كميات ضخمة من المياه.

وأشار الشريدة إلى أن انحسار المياه أدى إلى ظهور الحفر والانخسافات الأرضية التي تهدد البنية التحتية السياحية في المنطقة، وخاصة الفنادق الواقعة على الشاطئ الشمالي، مما ينعكس سلباً على الحركة السياحية والاقتصاد الوطني.

كما بيّن أن تراجع تدفق نهر الأردن نتيجة غياب الفيضانات القادمة من جبل الشيخ خلال العقود الأربعة الأخيرة ساهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة، مؤكداً أن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري له دور أساسي في هذا التدهور.

ودعا الشريدة إلى وضع خطة وطنية شاملة لإحياء البحر الميت بمشاركة الحكومة والجامعات والمؤسسات الأكاديمية، مشيراً إلى أن مشروع الناقل الوطني للمياه من خليج العقبة إلى البحر الميت يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، لما له من دور في تغذية البحر الميت بالمياه الفائضة بعد استخدامها للشرب.

وأكد أن البحر الميت لا يحمل فقط قيمة اقتصادية وسياحية، بل أيضاً قيمة جيولوجية ودينية وتاريخية فريدة، تستوجب من جميع الجهات تكاتف الجهود لحمايته من مزيد من التراجع قبل فوات الأوان.