أكدت الدكتورة أمينة الحطاب، من مؤسسة اطمئن للدراسات والأبحاث والاستشارات الاجتماعية والتربوية والنفسية، أن الحدائق العامة ليست مجرد مساحات خضراء أو أماكن للجلوس واللعب، بل هي أداة نفسية واجتماعية مهمة تسهم في تحسين الصحة النفسية وتعزيز الاندماج والتواصل بين أفراد المجتمع.
وأوضحت الحطاب،أن الحدائق تساعد على تقليل العزلة الاجتماعية التي باتت شائعة في المدن المزدحمة، إذ توفر بيئة آمنة لتلاقي الجيران والأصدقاء وتكوين علاقات اجتماعية جديدة بعيداً عن القيود المادية أو الرسمية للزيارات المنزلية. وأضافت أن وجود هذه المساحات يشجع الأطفال والشباب على ممارسة اللعب والرياضة بطرق إيجابية، ما يساهم في تنمية مهارات التعاون والتفاوض وحل المشكلات، ويحد من السلوكيات العدوانية المرتبطة بالعزلة والإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.
كما أشارت إلى أن الحدائق يمكن أن تتحول إلى مراكز مجتمعية مفتوحة تخدم جميع الفئات العمرية، حيث تمنح الأطفال فرصاً للتعلم الاجتماعي، وتوفر للشباب فضاءات لتفريغ طاقاتهم بالرياضة، فيما تمنح كبار السن متنفساً يقلل من شعورهم بالوحدة والعزلة ويعزز مشاركتهم في الحياة المجتمعية.
وشددت الحطاب على أن التغيير في المكان والبيئة، والذي توفره الحدائق العامة، ينعكس مباشرة على تحسين المزاج وتقليل التوتر داخل الأسر، معتبرة أن هذه المساحات تشكّل صمام أمان نفسي واجتماعي لا غنى عنه في المدن الحديثة.











































