خبايا "مقايضة ساندويتش" في حياة الملكة رانيا
اعتبرت الملكة رانيا العبد الله أن كتابها الجديد مقايضة ساندويتش The Sandwich Swap رسالة ضد الإرهاب ودعوة للتسامح بين الثقافات المختلفة، وتقبل الآخر باختلافاته من خلال قصة للأطفال، كاشفة في الوقت نفسه مرورها في الصغر بأحداث مشابهة.
وأضافت الملكة رانيا -خلال مقابلة مع أوبرا وينفري على MBC4- أن قصة الكتاب تدور حول طفلتين تجمعهما مدرسة واحدة وتجدان فارقا في غدائهما.
وكشفت أن القصة مستمدة من أحداث واقعية مرت هي نفسها بها، عندما كانت في الخامسة من عمرها، وترتاد مدرسة دولية، وفوجئت باختلاف بين أكلها وساندويتش صديقتها؛ حيث رأته غريبا في الشكل، قبل أن ترغب في تذوقه، لتكتشف أن مذاقه يختلف عن شكله المنفر.
وأوضحت الملكة أن القصة ترمز للعلاقة بين الشرق والغرب وعدم تقبل كل طرف للآخر، مشيرة إلى أنه إذا ما استمر الوضع على ذلك، فستستمر المأساة وجميعنا معرضون للخسارة.
واعترفت أنها لم تأخذ أيّة عبرة من ذلك الموقف آنذاك؛ لكن على مستوى العقل الباطن تعتقد أنها أفادت من ذلك كثيرًا، بأنها لا تخشى المجهول وتعلمت ألا يجدر بها الحكم على أمر دون التحقق منه، فقد تكون أروع الأشياء في أغرب الأماكن.
وقالت إنه من الأمور المستفادة في قصة تبادل الشطائر أن الفتاتين كانتا في مدرسة واحدة، يتسنى لكل منهما النظر إلى شطيرة الأخرى، معتبرة أن هذا ما تفتقده العلاقة بين الشرق والغرب، إذ فجأة تبدأ كل من الفتاتين بنعت الأخرى بألقاب ليست صحيحة بسبب الشطيرة، بل لأسباب أخرى، ومن هنا يبدأ العداء بينهما.
وتمنت أن يتصارح الغرب والشرق بالحقائق عند وقوع شيء رهيب بينهما، مثل الهجمات الإرهابية، وألا يدعوا الخوف يسيطر على عقولهم كما حدث في الماضي.
وقالت إنه من المحزن أنه على رغم مرور عشر سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، فإننا لا زلنا نعاني من تبعاته.
وأشارت إلى أنها في ذلك الوقت كانت حديثة العهد بصفتها ملكة للأردن، فانصب عليها وابل من الأسئلة، أغلبها مشوب بالغضب بين الطرفين.
وقالت إن ذلك "جعلني أدرك أن هناك نقصا كبيرا في التفاهم بين الطرفين، خاصة مع نشأتي متعددة الثقافات التي مكنتني من التنقل بين الشرق والغرب بيسر".
من جانب آخر، كشفت الملكة رانيا عن مسؤولياتها وأعبائها كأم وملكة في آن واحد، وتقول: "تستحوذ أسرتي على الجزء الأعظم من حياتي، إذ أقضي 80 من أوقاتي كأيّة أمّ أخرى في العالم، فجل اهتمامي أكرسه لأبنائي وزوجي، وأحرص على أن يكونوا بخير على الدوام."
وتتابع: "ليس ثمة يوم واحد في حياتي لا أكون فيه مشغولةً وقلقة! فبالإضافة إلى مسؤولياتي العائلية، هناك أكثر من 6 ملايين مواطن في الأردن أفكّر بهم وأقلق بشأن مصالحهم، وأحاول العمل لأجلهم وأجل وطني على الدوام."
وكشفت لأوبرا تواصلها مع أكثر من مليون شخص عبر حسابها على موقع تويتر. وتوضح الملكة رانيا أهمية التواصل الإلكتروني قائلةً: "يساعد التواصل الرقمي على كسر بعض الحواجز النفسية، كالإحراج والقلق الذيْن قد تولّدهما رهبة اللقاء الشخصي، وهذا ما يجعل الناس أكثر جرأةً على قول الحقيقة والتحدث بصدق وعفوية عندما يراسلونني عبر الإنترنت."