حمى البرنامج النووي السلمي تجتاح المنطقة

حمى البرنامج النووي السلمي تجتاح المنطقة
الرابط المختصر

أثار إعلان الأردن
وبعض الدول الخليجية ومصر عن رغبتها بإمتلاك تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية سؤلا
مهم في الأوساط السياسية
ففي الوقت الذي ثمنت به بعض
الجهات هذا التوجه ووجدته استحقاقا ضروري يتناسب مع متطلبات المرحلة،رأت بعض
الشخصيات ان هذا البرنامج النووي السلمي يدور في فلك الحرب والتضييق التي تشنها
الولايات المتحدة على إيران.


حزب جبهة العمل الإسلامي قدر
دعوة الملك عبد الله الثاني لامتلاك برنامج نووي سلمي، معتبرا ان هذا الأمر يمثل
موقف إجماع وطني وقال الناطق الإعلامي باسم حزب جبهة العمل الإسلامي رحيل الغرايبة
"نحن نشجع كل الدول العربية منفردة ومجتمعة على امتلاك التكنولوجيا
النووية" ، مشيرا الى ان الأردن الذي "يفتقر لمصادر الطاقة ، أحوج ما
يكون للبحث عن مصادر بديلة".


وشدد الغرايبة على ان الدول
العربية "معنية" بامتلاك هذه التكنولوجيا ، لان "العدو الأول
للعالم العربي والإسلامي يمتلك هذه التكنولوجيا بما في ذلك الشق العسكري ويستخدمها
لتهديد أمنه واستقراره، لذا يجب ان لا نبقى نحن وحدنا الذي نلتزم في هذه القضية
والآخرون يواصلون امتلاك هذه التقنية ونبقى نحن ميدان الصراع فعندما لا يكون
العالم غير قادر على كبح جماح هذا لتسلح
فيكون من حق كل الشعوب وكل الدول ان تدافع عن نفسها وان تمتلك هذه التقنية ".

الخبير الاستراتيجي د.سفيان
التل يرى ان رغبة ما يطلق عليها "دول الاعتدال في المنطقة" في امتلاك
طاقة نووية سلمية تدخل في سياق سياسي وعسكري و المطلوب هو تحشيد قوة عربية من
الدول التي تعمل بالفلك الأمريكي وتتعاون مع إسرائيل لوضع حاجز كبير أمام المشروع
النووي الإيراني ولمكافحته ".


ويتابع" لا مصلحة لنا ان نكون حطب نار لحرب
تشنها أميركا على إيران عدونا الأساسي في المنطقة هو إسرائيل يجب ان لا نعطي أولوية لما يسموه خطر محتمل من
إيران".


وعن إذا ما كان الأردن يستطيع إدارة برنامج نووي
سلمي يقول التل "المجموع العام للانطباعات عن الادراة الأردنية إنها لم تحقق
نجاحات في كثير من القطاعات وابسط مثال قطاع المرور او الأغذية الفاسدة، فكيف في
القطاع النووي، من ناحية أخرى دعنا نأخذ كمثال البلدان التي عملت ببرنامج توليد
الطاقة عن طريق الطاقة النووية ولم تنجح ووصلت الى نتيجة إيقافها. ففي السويد مثلا اجروا استفتاء عام هل يبقوا المفاعلات
النووية لتوليد الطاقة ام التوقف عنها بسبب المخاطر التي حدثت في بعض دول العالم
مثل تشرنوبيل هذه دول متطورة في هذا المجال وحدثت عندها كوارث نووية رهيبة جدا،
فكيف نستطيع ان نثق في دول كالسعودية مثلا او ما تزال تناقش هل المرأة يحق لها ان
تقود سيارة أم لا".

وعن هذا الموضوع يكتب الصحفي
ناهض حتر ويقول "يشكل هذا الإعلان - بالدرجة الأولى - اختراقا سياسيا, الهدف
منه الانتساب - السياسي - الى النادي النووي، أكثر منه تسجيلا لواقع ما يزال بعيد
المنال غير ان الخطوة الأولى نحو البرنامج النووي, تكمن في القرار ... وقد جرى
اتخاذه. ومن الممكن. الآن التفكير في مضمونه ودراسة اتجاهاته،إذا كان الاتجاه هو نحو تطوير برنامج
تجريبي وبحثي, فهو ضرورة علمية بالطبع، لكنه لا يمثل بديلا استراتيجيا في المدى
المنظور، وفي ظل هذه الحدود, فإن »المشروع« وممكن في ظل البنية الاقتصادية
والاجتماعية والعلمية الحالية".

لكن حتر يضع عدة أسئلة أمام
المشروع النووي الأردني ويقول" هل يمكن انجاز البرنامج النووي الأردني من دون
إعادة بناء القطاع العام وتفعيله، بحيث
يتمكن من حشد الأموال والطاقات والقدرات لذلك البرنامج وهل يمكن تمويل المفاعل
النووي الأردني - بتكاليفه الضخمة - من خلال القروض؟ أو المنح والمساعدات؟ أو
مبادرات القطاع الخاص؟ أم انه علينا ان نفكر - جدياً - بأن الإستراتيجية النووية،
تتطلب إستراتيجية اقتصادية،اجتماعية جديدة لبناء الرأسمال الوطني وتحشيد المدخرات
وفرض الضريبة التصاعدية وتحصيل حقوق الخزينة من الرأسماليين واستئصال الفساد, وإعادة
النظر في نهج الخصخصة, والحفاظ على ما بقي من عوائدها, وإعادة استثماره لصالح
القطاع العام، أخيرا لا غنى، بالطبع عن التعاون مع دولة نووية لبناء المفاعل
الأردني، ولكن الى اي حد؟ هل نملك الخبرات والكوادر اللازمة لإدارة البرنامج
النووي؟ وهل هي مسألة إبداع فردي .. أم مسألة تحشيد، وبناء السياق العلمي -
الاجتماعي، اللازم لإعداد وتأهيل الفريق الوطني .. وهو ما يتطلب إعادة النظر في
مجمل العملية الأكاديمية، وإحياء البحث العلمي، ومعالجة الضغوط الاجتماعية
والمعيشية التي يرزح تحتها الكادر العلمي والمهني".


الملك عبد الله الثاني
أكد أن الأردن يرغب في التزود ببرنامج
نووي مدني وقال لصحيفة "هآرتس" أن "قواعد اللعبة في المجال النووي
في المنطقة برمتها قد تغيرت...ونحن ندرس اللجوء إلى الطاقة النووية لأغراض مدنية
تتصل بالطاقة، واعتقد شخصيا ان أي بلد يملك برنامجا نوويا عليه ان يخضع للقوانين
الدولية والسماح بعمليات تحقق تجريها المنظمات الدولية المعنية لتؤكد ان هذا
البرنامج يسلك الاتجاه الصحيح".


وتعتبر إسرائيل القوة النووية
الوحيدة في المنطقة، ويقول خبراء أجانب ان الدولة العبرية تملك نحو مائتي رأس نووي
يمكن ان تجهز بها صواريخ بعيدة المدى. وتتهم إسرائيل والدول الغربية إيران بإخفاء
برنامج نووي عسكري تحت ستار برنامج مدني تمهيدا لامتلاك قنبلة نووية، الأمر الذي
تنفيه طهران.

أضف تعليقك