حملة عالمية للتوعية بأنفلونزا الطيور وتحذر من نشر الذعر

حملة عالمية للتوعية بأنفلونزا الطيور وتحذر من نشر الذعر
الرابط المختصر

قال المتحدث الرسمي ومستشار شؤون الإعلام في
منظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق الأوسط ابراهيم الكرداني، إن على الإعلام
والصحافة أن يوصلوا أخبار مرض إنفلونزا الطيور بنشر الوعي بين الناس وليس نشر
الذعر بينهم، لأن مسألة الوعي بالمرض مهمة جداً في هذه الفترة.

كان ذلك في الاجتماع الذي عقده الأمين العام
للشؤون الفنية بوزارة الصحة د. علي أسعد مع الصحفيين والإعلاميين، بحضور الدكتور
ابراهيم الكرداني المساعد الرئيسي لتنفيذ الإجراءات اللاّزمة في أزمة انفلونزا
الطيور في الشرق الأوسط، والذي حضر الى الأردن في إطار إعداده لنشاطات إعلامية
لتأهيل الإعلاميين في الشرق الأوسط لتوجيههم فيما يخص النقل الإعلامي في وسائل
الإعلام بمجريات مرض انفلونزا الطيور.

وأثنى الكرداني باسم منظمة الصحة العالمية على
الإجراءات الأردنية والشفافية الحكومية في الإعلان عن وجود إنفلونزا الطيور في
الأردن، مشيرا الى أن الكثير من الدول لا تقوم بالإعلان، وأنه ظهر على إثر ذلك في
كثير من الأحيان حالات مؤسفة للمرض.

وأوضح أن ما تطالب به منظمة الصحة العالمية هو
استمرار التواصل مع الحكومات، وهو ما تضمنته الخطة التي أقيمت مع وزارة الصحة في
الأردن، مؤكداً أن تقييم منظمة الصحة العالمية لإجراءت الأردن تجاه المرض كان
ممتازاً، فتفعيل الإجراءات اختلف من دولة الى دولة وفي الأردن الخطط مكتوبة
بامتياز وتم التعامل معها بشفافية، ونظام دفن الدواجن المعدمة تم بالأسلوب السليم،
إضافة الى الالتزام بالتجهيزات والأقنعة واللباس الواقي وغيره.

حتى الآن لا يوجد لقاح للإنسان ضد إنفلونزا
الطيور على مستوى العالم، لكن هناك طعوم للطيور، و"التانفلو" هو العلاج
الوحيد بحسب منظمة الصحة العالمية، الذي يتم إعطاؤه خلال الـ 48 ساعة الأولى من الإصابة
بالمرض.

الحكومة كانت شفافة فيما يخص الإعلان عن وجود
المرض وطرق التخلص منه، ولذلك طالب الكرداني الجمهور والمواطنين "أن يكونوا
شفافين، ويعلنوا عن الطيور الموجودة لديهم وأن يقوموا بالتخلص من الدواجن
المنزلية، ونطالبهم بعدم إخفاء الطيور التي لديهم بسبب الخوف من الخسارة المادية؛
مثلما حصل للسيدة المصرية التي أصيبت وتوفيت بعد تمكن الفايروس منها".

كما أكد على ضرورة الإسراع في فحص أي حالة
اشتباه بشرية وتبليغ أي مركز صحي أو مستشفى قريب إذا لوحظ أي إرتفاع على درجة
الحرارة، منوها الى أخطاء الأطباء في حالات حصلت للبشر لم يسألوا المريض إذا كان
تعامل مع طيور نافقة أم لا.

الحملات الاعلامية قد تسبب الذعر إذا توقفت
فجأة، شرح ابراهيم الكرداني ذلك وتابع "فعملية ضبط هذه الحملات تكون صعبة
أحياناً، فأي حملة إعلامية يجب أن تكون مستمرة، ففي مصر مثلاً عندما انتهت الحملات
الإعلامية على التلفاز وبقيت في الصحف فقط اعتقد الناس أنها انتهت وهذا سبب ذعر
أكبر".

ونوه بأهمية غسل اليدين بعد التعامل مع الطيور
كإجراء أولي بسيط لتفادي أي مرض عادي، إضافة الى أهمية تنبيه الأطفال إلى عدم
اللعب مع الطيور وبخاصة في مناطق الريف، كما ذكر الكرداني أن الطيور المنزلية قد
تثير بلبلة لدى الناس إذ ليس من الضروري التخلص من العصافير التي في الأقفاص داخل
البيوت المغلقة، ونصح بالتأكد من أن الطيور مغطاة ولا تصل إليها طيور خارجية.

وفيما يخص الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة
لمكافحة المرض قال د. علي أسعد "نحن كلجنة وطنية دخلنا مراحل الأزمة بتدرج،
وكانت الرسالة الأولى أن يغلق المواطنين على الدواجن في أقفاص وأن تعزل عن الطيور
الخارجية، ولم نكن بهذه الطريقة نخوف الناس كما توارد للبعض، ثم جاءت المرحلة
الثانية عند ظهور المرض في الدول المجاورة؛ أن حظّرنا على الناس تربية الدواجن في
بعض المناطق التابعة لأمانة عمان، والمرحلة الأخيرة كانت بعد ظهور الفيروس في
الأردن بالتخلّص من الدواجن علماً بأن تربية الدواجن في المنازل قليلة وكثيرون
بادروا من أنفسهم للإعلان أو ذبح طيورهم".

المواطنين في عجلون صار لديهم وعي بما يجري
وصاروا يبلّغون عن أي حالة نفوق، وقد تم إتلاف الطيور في المزرعتين في عجلون بمادة
سم اللاتيت الزراعي بوضعه في الماء الذي تشربه الدواجن، بحسب ما قاله د. أسعد.

وأضاف "عمليات الإتلاف تتم بنجاح، ومدة
المراقبة ستستمر حسب التوصيات، وفي حال الانتهاء من عمليات الإتلاف يُخفف طوق
العزل، الى أن تقوم اللجان المحلية برئاسة المحافظ وعضوية البلديات ومندوبي
مديريات الصحة والزراعة بالإعلان عن الانتهاء، وأسهل طريق للوصول الى السلطة
والإبلاغ عن أي اشتباه بحالة أو نفوق هي الاتصال الهاتفي بالصحة، لأن لوزارة الصحة
دور أساسي ومسؤولية مشتركة مع وزارة الزراعة".

منظمة الصحة العالمية تتعامل مع انفلونزا
الطيور كمرض فقط، وقال الكرداني "إننا كمنظمة صحة عالمية نحاول أن نكون على
استعداد تام للتغلب على المرض، فالمنظمة قسّمت استعدادها على 6 مراحل، ونحن الآن
في مرحلة انتقالها بين الطيور، والخوف من الوصول الى المرحلة السادسة وهي انتقالها
من إنسان لإنسان، وهو سيناريو آخر نتمنى أن لا ندخله، لكن يجب أن تكون كل الدول
على استعداد لهذا".

وعقّب الكرداني على ذلك قائلاً إن الإنسان قد
يتعرض للمرض بذبح الطائر بنفسه، لذلك يجب أن يكون الذبح بطريقة سليمة أو عن طريق
خبير، كما أن أكل الدواجن المبردة وطبخها جيداً لا ينقل المرض.

على المستوى العالمي كل دولة تقوم بفحوصاتها
وزيادة في التأكد تبعث المنظمة بهذه الفحوصات الى لندن ليتم التأكد منها، وقد أعطيت
منظمة الصحة العالمية 3 ملايين جرعة (على شكل كبسولة) من علاج التانفلو، وحصلت
الأردن على 100 كيلو من مادة مسحوق التانفلو الذي يمكن أن يبقى لمدة 8 سنوات تكفي من
70 الى 100 ألف إنسان، وهو علاج يُحل بالماء ويُوزع على المواطنين في حالة انتشار
الوباء، ويعطى للشخص الذي تظهر عليه الأعراض فقط، وتعطى بتعقل.

وكانت آخر المستجدات في التقرير الأخير لوزير
الصحة سعيد دروزة بما يخص عمليات الإتلاف، أن مجموع الدواجن التي تم إتلافها في المرزرعتين
في عجلون بلغ 13 ألف طير، والإتلاف المنزلي بلغ 7 آلاف طير.

ويتم الآن إعادة المراقبة لمتابعة الإتلاف في
بعض المنازل التي قام أصحابها بإخفاء الطيور للتهرب من الاتلاف وهي أعداد قليلة، وتتم
المتابعة من قبل مديرية الصحة في عجلون للقيام بحملة نظافة شاملة ونقل أكياس تحتوي
على طيور نافقة قام أصحابها نتيجة الخوف بإلقائها على جوانب الطرق.

وأهاب
وزير الصحة بالمواطنين عدم الارتباك والخوف، والاتصال مع البلديات لتنظيم عملية
الاتلاف ونقل الأكياس، مشيراً إلى أنه يتم التبليغ اليومي عن أية حالات مشتبه بها
بين المواطنين ويتم إدخالها للمستشفيات ولا توجد حتى الآن أية حالة بشرية، والوضع
قيد المراقبة الوبائية المستمرة.

وحول الوضع الصحي العام ذكر أنه تم إبلاغ
الوزارة عن بعض حالات الاشتباه في كل من مستشفى الكرك ومستشفى جرش وتم إجراء الفحص
المخبري اللازم وكانت النتائج جميعها سلبية.

وفيما يخص التمرين العملي الذي كان من المقرر
عمله في المفرق فقد أجل نظراً لأن ما يجري في عجلون الآن هو تطبيق عملي واقعي،
وسيتم النظر وبحث موضوع إجراء تمارين عملية محدودة في بعض المحافظات وبالتنسيق مع
وزارة الزراعة.

أضف تعليقك