حمدالله المطعون في نيابته: من احق مني بالفوز في الزرقاء؟

حمدالله المطعون في نيابته: من احق مني بالفوز في الزرقاء؟

قرّب النائب فواز حمدالله كرسيه حتى التصق بالمكتب الصغير في غرفة الكشف في عيادته المتواضعة

في الزرقاء الجديدة، وقال بنبرة لا تخفي شعورا بالمرارة "بل انا الذي اريد ان اسأل: من هو احق مني في الفوز؟".
في الطريق الى عيادته، كنا استمعنا الى اراء بعض المراقبين الذين اعتبروا فوزه مفاجأة في ظل انه كان مرشحا غير عشائري وخاض المنافسة في مواجهة اسماء لها ثقل عشائري لا يستهان به.
وقبل اقل من يومين على لقائنا معه كانت مرشحة الحركة الاسلامية حياة المسيمي التي لم يحالفها الفوز تقدم طعنا امام مجلس النواب في صحة نيابة حمدالله وكذلك زميله عن نفس الدائرة ضيف الله القلاب.
وقدمت الى المجلس 17 طعنا في نيابة نواب في عمان والزرقاء والكرك. ويؤكد نائب مخضرم انه لم ير طعناً "يستحق البت" فيه على مدى 12 عاما امضاها تحت القبة البرلمانية.
وبدا جليا ان الاراء حول فوز حمدالله وكذلك الطعن المقدم في صحة نيابته عن الدائرة الاولى في الزرقاء، كان لها وقع غير مريح في نفسه، لكن رده عليها كان هادئا وصارما في ذات الوقت.
يقول حمدالله معقبا "نعم سمعت هذا الكلام..وانا المتفاجئ ممن يسأل من هو فواز حمدالله..انا لست مشهورا في الزرقاء كانسان سئ والحمد لله رب العالمين".
واردف "من هو فواز حمدالله؟ انا طبيب متواضع في الزرقاء الجديدة طيلة 17 عاما كانت عيادتي خلالها مفتوحة للجميع..جميع المرشحين الذين خاضوا الانتخابات، من منهم كان له حظ اكثر مني (في الفوز)؟، ما هي الخدمة التي كانوا يقدمونها للناس ليعرفوهم من خلالها؟".
ومضى قائلا "انا الذي اسأل: من هو احق مني..من عنده فرصة في الفوز اكثر مني؟..هل الطبيب الذي يبقي عيادته مفتوحة لمدة 17 عاما يدخل اليه الكبير والصغير ويخدم الجميع ام الشخص الذي يظهر قبل شهرين من الانتخابات؟".
وخلال فترة الحملات الانتخابية لم تكن تشاهد الكثير من صور حمدالله او لافتاته الانتخابية، وهو امر يعيده الى الميزانية المتواضعة التي تمكن من رصدها للدعاية.
وكشف في هذا السياق ان حملته لم تكلفه سوى "ما بين ستة وسبعة الاف دينار".
وقال "انا لست من اصحاب الاموال وليس عندي مصنع حتى يأتي الناس لمجاملتي..رصيدي كان محبة الناس. وخلال حملتي كنت اذهب الى لقاء الناس ودون ان اقدم شيئا لا بيبسي ولا حلويات، كان الذين يدعونني يتكفلون بذلك".
واضاف "صحيح انني لم اقم بدعاية انتخابية كبيرة، والحملة بطبيعتها ليست هدفا، هي وسيلة لتعريف الجمهور بافكار المرشح. انا كنت اعوض النقص في الدعاية باللقاء المباشر مع المواطنين..لم اترك مكانا (في الزرقاء..) الا دخلته".
ويؤكد في هذا السياق ان "المواطنين في الزرقاء وفي الاردن عامة ذاكرتهم جيدة، هم انتخبوا من يتوسمون فيه الخير والصلاح، عشيرتي هم جميع ابناء الوطن..".
ورغم انه يصنف نفسه ضمن المستقلين، الا ان حمدالله لا يتفق مع الاراء التي تعتبر سيطرة العشائرية في مجلس النواب امرا سلبيا.
ويقول موضحا "النائب العشائري ليس امرا سيئا، انا لا ارى الامر كذلك. العشيرة مهمة جدا في النسيج الوطني الاردني وهي تشكل حلقة من حلقات المجتمع".
ويؤكد حمدالله ان المجلس الحالي "يمثل كافة اطياف النسيج الوطني وعلى درجة عالية من الوعي للمرحلة التي يمر بها بلدنا وما ينتظره منا المواطن..هذا المجلس يمثل نبض الشارع وعلينا ان نحترم رغبة الشارع".
وسيرة غالبية المرشحين، لم يكن حمدالله يضع الكثير من العبارات على لافتاته وصوره خلال الحملة الانتخابية، والتي حملت جميعها شعارا يقول: كنت وسابقى كما عهدتموني دائما".
وهو يقول انه طرح خلال حملته برنامجا "بسيطا جدا وقابلا للتطبيق".
واوضح ان البرنامج كان يتركز على "مساعدة الفقراء والمحتاجين، وزيادة المعونة الوطنية للفقراء وتشغيل الايادي الاردنية العاملة واحلالها محل العمالة الوافدة الى جانب وضع حلول لمشكلة التلوث المزمنة في الزرقاء".
وهو كما يؤكد، لديه تصور واضح ومحدد لكيفية العمل من اجل تنفيذ هذا البرنامج.
ويقر حمدالله ان الامر يتطلب جهدا وتنسيقا جماعيا من قبل نواب الزرقاء، وهو ما كان مفقودا على مدى المجالس النيابية السابقة.
لكنه يشير الى ان هذه العقبة قد تم التغلب عليها بعدما اتفق نواب المحافظة الاحد عشر على انشاء مكتب موحد للمرة الاولى في تاريخ الزرقاء.
وقال "اتفقنا على ذلك نحن نواب الزرقاء، وسيتم عقد اجتماعات دورية من اجل خدمة ابناء الزرقاء خاصة والاردن عامة..سيكون هناك تواصل".
واضاف "ان شاء الله سنأخذ غرفة في (مبنى) الغرفة التجارية لتكون" مكتبا موحدا للنواب.
وعبر عن امله في ان "تكون هذه فاتحة خير لتنسيق كامل داخل المجلس وخارج المجلس".
وكان النائب موسى الزواهرة القى اللوم خلال تصريحات سابقة لعمان نت، على النواب الاسلاميين السابقين في فشل الجهود التي كانت ترمي الى تنسيق عمل نواب الزرقاء.
وحول ما اذا كان خروج الاسلاميين من قائمة نواب الزرقاء قد اسهم فعلا في فتح الطريق امام الاتفاق على انشاء المكتب الموحد، قال حمدالله "لا استطيع ان احكم على ذلك..لكني اسال: ألم يكن هناك ثمانية نواب مستقلين خلال المجلس السابق وكان هناك ثلاثة فقط اسلاميون؟ لماذا لم يقم هؤلاء الثمانية بانشاء مكتب موحد؟".
وحول نظرته الى العلاقة بين مجلس النواب والحكومة في الفترة المقبلة، قال حمدالله "ارى الامر كالتالي: لا يجب ان ننظر الى انفسنا (كنواب) باننا مضادون للحكومة، يجب ان ننظر الى انفسنا باننا مكملون ومراقبون للحكومة من اجل تنفيذ ما جاء في كتاب التكليف السامي".
واضاف "انا هذا رأيي الخاص (مهمتنا هي) تسهيل عمل الحكومة حتى تقوم بواجباتها ومراقبتها. اما ان اقف حجر عثرة امام الحكومة في تنفيذ برنامجها، فهذا هو الخطأ".
وفي ما يتعلق بالفساد وحديثه الذي استنفد الكثير من وقت المجالس السابقة، وما اذا كان الامر سينسحب على المجلس الحالي، فقد اعتبر حمدالله ان الامر جرى "تضخيمه".
وقال "اين هو الفساد، انا لا ارى هذا الفساد. لماذا يجري تضخيمه، نحن عندنا امور اهم من ذلك".
جدير بالذكر ان النائب فواز حمدالله من مواليد بيت لقيا في رام الله عام 1960، اكمل دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في الزرقاء، قبل ان يتوجه لدراسة الطب في كوبا ويتخرج من هناك سنة 1986.
وقد عمل سنة امتياز في مستشفى الزرقاء الحكومي وفتح عيادته الخاصة في الزرقاء الجديدة عام 1991.
وهو متزوج وله ابنة واحدة.

أضف تعليقك