حكايات من داخل السجن

الرابط المختصر

"تكسر كريات الدم الحمراء" كانت سببا في إقدام ( أ,خ) على اختلاس 13 ألف دينار من أمانة عمان لعلاج 3 من أطفاله يعانون من هذا المرض. قصة ( أ.خ) مع بدلة السجن الزرقاء يرويها بلسانه، كيف تحول من موظف حكومي الى سجين في مركز إصلاح وتأهيل سواقة "عندي أسرة من أربعة أطفال معظمهم يعاني من تكسر الدم دفعتني الحاجة لعلاجهم لاختلاس 13 ألف من أمانة عمان، اعترفت أنني أخطأت لكن هذه أول مرة أقدم فيها على هذا العمل، لكن القاضي لم يأخذ بالأسباب المخففة للعقوبة حوكمت أربع سنوات مع أنني أعدت 9 ألاف من المبلغ. الظروف الصعبة هي التي دفعتني لهذا العمل عندي أربعة أطفال وأمي مشلولة وأنا معيلهم الوحيد، كنت ابحث عن المال لعلاج أطفالي، فقد كنت أعالجهم في مستشفى الجامعة الأردنية من تكسر كريات الدم كنت أضعهم أسبوع وتبلغ الفاتورة 1000 دينار وأنا لا املك شيء".



لكن (أ.خ) يعرف كيف يستثمر وقته في السجن فهو يعمل مدرسا لطلاب الصفوف الثانوية ويقول عن تجربته في التدريس في المركز " أنا مدرس معي بكالوريوس ادرس طلاب التوجيهي والأول ثانوي والثامن، ادرس ثقافة إسلامية ولغة عربية وهناك إقبال المساجين كبير على الدراسة يجدوا فيها متنفس من وضع السجن وكثير من الطلاب يقدموا الامتحانات ويتفوقون فيها منهم خرج وانتسب للجامعات. كل احتياجاتنا متوفرة في المدرسة من خلال اتفاقية بين إدارة المدرسة و إدارة السجن وبن وزارة التربية والتعليم فهم باستمرار يصرفوا رواتب للمدرسين وتزويدنا بالقرطاسية واللوازم".

عبد السلام هو الاخر يرتدي البدلة الزرقاء ولكن ليس بسبب الاختلاس إنما المخدرات هي السبب هذه المرة فقد أدمن على المخدرات تعاطي حكم عليه بالسجن عشر سنوات عولج لمرة واحدة في مركز معالجة المدمنين إلا انه عاد لإدمانه مرة أخرى.

واختار عبد السلام المدرسة ليتعلم من جديد واقسم هذه المر انه لن يعود الى المخدرات مرة أخرى .

اما عمر 34 عاما لم يكن يتوقع أن يجد نفسه مدرسا في مركز إصلاح وتأهيل سواقة بعد ان كان يعلم في إحدى المدارس..
قصته بدأت من مشاجرة مع احد أصدقاءه، انتهت به إلى مركز الإصلاح بعد توجيه تهمة الشروع بالقتل.


عمر يحمل شهادة ماجستير في أساليب التدريس أصر على استثمار مهاراته في التدريس أثناء فترة قضاء محكومتيه لينقل العلم لزملائه المساجين مقابل اجر شهري يتقاضاه نظير عمله هذا.



لقاءنا مع هؤلاء النزلاء يأتي على هامش حملة "عين الحقيقة" والتي نظمها المكتب الإعلامي في الأمن العام لوسائل الإعلام للرد على بعض التقارير المتعلقة بحقوق الإنسان وخصوصا تقرير مانفرد نوفاك المقرر الخاص لشؤون التعذيب في مجلس حقوق الإنسان الذي زار الأردن صيف العام الماضي وأطلق تقرير ذكر فيه وجود عمليات تعذيب في بعض السجون الأردنية.

عمر لم يكن محطتنا الأخيرة في الجولة فقد التقينا العديد من النزلاء الذين يصورون قصص إنسانية تحتاج الى تسليط الضوء عليها.

ثامر 35 سنة محكوم عليه بالسجن سبعة سنين بجريمة قتل رأى في وجودنا فرصة لبث همومه وملاحظاته على السجن ويقول " يوجد عندنا نواقص كثير نحتاجها في السجن مثل الخضار والملابس مثلا بذلة السجن لا تدخل إلا باستدعاء رسمي وهذا الأمر لا يتم إلا من قبل المدير وحسب الواسطة. ناهيك على أننا ندفع ثمن هذه البدلة".

اما من ناحية الرعاية الصحية يقول ثامر" كل جناح له يوم في الأسبوع لمراجعة العيادة و اذا كان احدهم مريض مثلا في غير يومه المخصص يضطر للانتظار حتى يحين موعده.نطالب بان من يمرض في أي يوم يجب معالجته. بالنسبة للطعام غير جيد فهو ناضج كما أننا لا نتناول الخضار باستثناء البندورة والخيار أما باقي أنواع الخضار ممنوعة، أمر آخر مهم وجود تمييز بين الأجنحة في المعاملة مثلا القتل معاملته غير عن السرقة، كما تم منع الزيارات للأصحاب و الأقارب من الدرجة الثانية".

ويعاني المغتربون في السجن من عربتين فهم لا يستطيعون رؤية ذويهم ويقول احد النزلاء عراقي الجنسية " نحن المغتربون في السجون ظروفنا صعبة جدا جدا هناك اتفاقيات بين الأردن وبلدنا لنقل المغتربين والتعثر من الأردن. نريد ان ننقل لبلدنا لان الزيارات مقطوعة والحدود مغلقة لم أرى أهلي منذ ثلاث سنوات لأنهم لا يستطيعون عبور الحدود حتى لو أتى احد الأقارب لزيارتي في السجن يمنعوه بسبب عدم وجود صلة قرابة من الدرجة الأولى".


ويتمتع النزلاء في سجن سواقة بفرصة التعلم الأكاديمي في جميع الدرجات العلمية، حيث يمنح النزيل شهادة صادرة من وزارة التربية والتعليم، كما ان الفرصة متاحة لهم للالتحاق بالتدريب المهني عن طريق توفير مدربين من مؤسسسة التدريب المهني يتلقى النزيل خلالها شهادة تساعده على العمل في حال انهاء مدة محكومتيه.
وبني مركز وإصلاح وتأهيل سواقة على ارض مساحتها 900 دونما وتبلغ مساحة البناء المقام 50,000 متر مربع تتسـع لأكثر من 2000نزيــل وتشتمل على أجنحه النزلاء , وقاعات الزوار , ومسجد النزلاء , ومسـرح يتسـع 200 شخـص , ومرافــق خدمة النزلاء مثل السوبر ماركت ,و مكتبـة تحتوي على 3600 كتـاب , ومطـاعم , وصـالات الطعام , والمطبخ الرئيـسي , والمشاغل الحرفية , والمركز الصحي شبه الشامل , ومستودعات أمانات النزلاء , و الملاعب الرياضية , بالإضافة الى مرافق الإدارة.

أضف تعليقك