حقائب أم أثقال مدرسية

الرابط المختصر

أتعب كثيرا من حمل حقيبتي المدرسية".... هذا ما قالته الطالبة رند تيسير،في الصف السادس الابتدائي، التي تحتمل معاناتها مع حقيبتها المدرسية بصمت، وبانتظار اتخاذ إجراءات أكثر جدية للتخفيف من الحمل الذي يثقل كاهلها. وتقول " أذهب يوميا مشيا على الأقدام، ولا أحد يقدر المجهود الذي أبذله مع حقيبتي"، وتؤكد الطالبة حنين عماد قول زميلتها مضيفة "إذا حاولنا التخفيف من حمولتها، باختصار عدد الكتب، نتعرض للعقوبة من قبل المعلمين".

وقد أجمع عدد كبير من الطلبة بأن أعداد الكتب وحدها يتجاوز قدرتهم على حمل حقيبتهم المدرسية، حيث يؤكد الطالب ضياء الحلو" أحمل يوميا أحد عشر كتابا، هذا دون الدفاتر المخصصة لكل مادة".

 
ويبدي أولياء أمور هؤلاء الطلبة تخوفهم من الآثار التي تتركها الحقائب على الأوضاع الصحية لأبنائهم، حيث تعاني السيدة ختام رمزي من هذه المشكلة مع أطفالها، وتقول "حاولت مرة نقل حقيبة ابني من مكان الى آخر، فأحسست بألم في ظهري، فكيف الحال مع  أطفالي؟".
 
 وبالإضافة إلى الجهد العضلي الذي يبذله الطالب، هناك جهد نفسي معنوي، وهو ما أكدته السيدة كوثر حرب ام لأحد الطلبة  قائلة " هذا الوزن الثقيل يسبب لأبنائي توترا شديدا" وتُحمل السيدة كوثر إدارة المدرسة مسؤولية وضع حلول إستراتيجية لهذه المشكلة "على إدارة المدرسة توفير خزائن ملائمة للكتب المدرسية، ومخصصة بكل طالب".
 
عماد حمدان ولي أمر احد الطلاب يؤكد وجود دراسات تشير إلى  ارتباط آلام العمود الفقري بالحمل الثقيل للحقائب المدرسية ويقول" بالرجوع إلى تاريخ المريض، تجد أن من أسباب تلك الآلام، الحمل الثقيل للحقائب الممتلئة بالكتب"، فيما أبدى تيسير السيد تخوفه من وجود انعكاسات سلبية على أبنائه، قائلا "هذه المعاناة في مرحلة الطفولة، لابد أن يكون لها انعكاساتها على الوضع الصحي للأطفال مستقبلا".
 
وفي متابعة لهذا الموضوع، أعلن الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم أحمد شاهين، عن وجود تجربة تهدف إلى تخفيف العبء الذي يحمله هؤلاء الطلبة، بالإضافة إلى تخفيف العبء الدراسي المتمثل في الواجبات المدرسية، مصرحا "عمدت وزارة التربية والتعليم، إلى البدء في تجربة في بعض المدارس الأساسية، تتعلق في البرنامج المكثف، وهو أن يتلقى الطالب مادتين أو ثلاث فقط في نفس اليوم، بزيادة عدد الحصص المخصصة لكل مادة في نفس اليوم، وفي حين نجحت هذه التجربة، سيتم تعميمها على المدارس الأساسية في المملكة".
 
وفي دراسة عالمية أجرتها دائرة الصحة الألمانية، أفادت بأن ثقل وزن الحقائب المدرسية من العوامل المؤدية إلى تضرر العمود الفقري في سن مبكرة لدى الأطفال، حيث كشفت هذه الدراسة تضرر العمود الفقري في 19% من الأطفال بعمر ست سنوات، حيث أن 90% من الأسباب تتعلق بقلة الحركة والجلوس الطويل أمام التلفاز والكمبيوتر، وأخيرا ثقل وزن الحقائب المدرسية.
 
وعلى نقيض من هذه الدراسة  يرى دكتور جراحة العظام والمفاصل فريح أبو حسان أن لا علاقة بين آلام العمود الفقري وثقل الحقائب المدرسية، ويقول "بالرجوع إلى المراجع العلمية، ليس هناك أي أثر إطلاقا على حمل الحقائب المدرسية على العمود الفقري، هي تسبب آلام في العضلات فقط، ما يترتب عليه رد فعل عكسي لدى الأطفال يتمثل في نفورهم من تلك الحقائب".
 
وبانتظار خطوة جدية لتقليص حجم المشكلة، التي يزداد حجم من يعاني منها مع مرور الأيام، يأمل الطلبة، وهم على أبواب عطلة صيفية طويلة، أن يستطيعوا من خلال الانتساب إلى المراكز الصيفية، أن يصلحوا بعض ما أفسدته تلك الحقائب، من أجسادهم.
 
 
 
 

أضف تعليقك