حفار القبور .... البعض يعتبرني رمزا للشؤم

الرابط المختصر

نفض عن ملابسه التراب وجلس، سمعان شاب رجل يبلغ من العمر 40 عاما احترف مهنة حفر القبور منذ كان في مطلع الشباب ليلتصق به لقب " حفار القبور" على غرار شخصية حفار القبور في مسرحية هاملت لشكسبير.بدايات سمعان مع القبور كانت قبل 25 عاما عندما حفر أول قبر ويقول " لقد واجهت صعوبة في البداية، حيث كنت متخوفا من هذه المهنة لكني مع الزمن اعتدت عليها وأصبحت مصدر رزقي الوحيد، وأصبحت محترفا في حفر القبور المهنة التي يعزف عنها الكثيرون بسبب نظرة المجتمع للشخص الذي يمارسها".



وعن نظرة المجتمع لحفار القبور يتابع سمعان " العديد من الناس ينظرون لي بتخوف، بل بعضهم يعتبرني رمزا للشؤم ، وأنا أرى أن هذا الأمر طبيعي بسبب ارتباط مهنتي بالموتى ، وهذا الأمر لا يزعجني لأني مؤمن أن الموت حق وعلينا اخذ العبرة من الأموات".



ومن القصص الغريبة التي حدثت مع سمعان أثناء حفره للقبور يقول " في العادة عندما لا أجد مكان لدفن احد الموتى اقوم بحفر قبر قديم ودفن الميت الجديد مكانه، لكني صدمت وأنا احفر احد القبور بان الميت القديم لم يتحلل كليا على الرغم من مرور سنين من دفنه، وهذا الأمر صدم أهل الميت الذين قاموا بتصويره".



وعن عدد الموتى الذين قام بدفنهم يقول " لا اذكر عدد الموتى الذين دفنتهم لكنهم بالمئات، بين رجل وامرأة وفقير وغني، ومن المضحك المبكي أن بعض قبور هؤلاء الموتى يكلف الآلاف الدنانير بسبب الإنفاق على المظهر الخارجي للقبر كاستخدام نوع فاخر من الرخام أو حتى الكتابة بماء الذهب على القبر".





الشاعر بدر شاكر السياب حفر قبره بنفسه معتبرا أن اللحد أوسع من ذلك الشبر الذي نوضع فيه، لكن السؤال من سيدفن حفار القبور اذا مات؟ هنا يبتسم سمعان ويقول " اكيد صاحب النصيب".

أضف تعليقك