حضانات الأطفال: همّ الأم العاملة في الأردن..

حضانات الأطفال: همّ الأم العاملة في الأردن..
الرابط المختصر

تحار الأم العاملة الأردنية بأطفالها الصغار في
أين تذهب بهم في ساعات عملها الصباحي، فهي غالباً ما تتخوف من من جملة من المشكلات
تتناور ما بين أصحاب همهم ربحي ووزارة تنمية اجتماعية واجبها الرقابة أكثر وبين
أمانة تتحرى التراخيص.فبعد مجموعة كبيرة من الإغلاقات والإنذارات
التي طالت مئات الحضانات في العاصمة عمان خلال عام واحد، لم نعد ندري هل الحق فقط
على أصحابها وسوء تعاملهم مع الأطفال ورغبتهم في الكسب البحت، أم في تقصير من
الجهات المسؤولة عن الكشف والإشراف على تلك الحضانات.


حضانة.. ولكن

فكثير من الأمهات تضطرهن ظروف الحياة للعمل،
وهذا يستدعي خيارات أحلاها أمرّ: إما إلحاق الأطفال في إحدى الحضانات أو جلب خادمة
غالباً ما تكون من العمالة الوافدة، أو الاستعانة بأهلها وإبقاء الطفل لديهم مما
قد يسبب ضغوطا أكبر عليها.


الأم حنان اضطرت كما غيرها الى وضع إبنتها في
إحدى الحضانات في عمّان والتي لم تكن مثلما أرادت؛ إذ قالت "وجدت في الحضانة
عدم عناية وعدم اهتمام بالطفل، هذا غير انتقال الأمراض، وتبدل الحاجيات الشخصية
للطفل مع طفل آخر، هذا غير إرتفاع أسعارها في المناطق التي تهتم بالرعاية وتقديم
الخدمات الجيدة، أي انه إما أن أضع الطفل في حضانة جيدة وغالية الرسوم، أو أن أضحي
بالخدمات والشروط الصحية مقابل الرسم القليل لها".


الخادمة أفضل..

فيما أجملت الأم فاطمة والتي اضطرت في البداية
لوضع ولديها في حضانة، بالشروط التي تريد أي أم أن تجدها في الحضانة قائلة
"النظافة أهم شيء، والشروط الصحية الصحيحة مثل دخول الشمس للمكان الذي يوجد
به الطفل، والأسرّة الكافية ففي أحيان أجد مجموعة من الاطفال على سرير واحد أو على
فرشة غير صحية، إضافة الى قلة الكوادرالمدربة للتعامل مع الأطفال، فالموظفة تأخذ
أجراً زهيداً جداً فليس لديها دافع لتعطي العطف والحنان بقدر كافي للأطفال".


وأكدت فاطمة على أنها في نهاية الأمر رضخت أمام
الواقع في إحضار خادمة فلبينية لرعاية الأطفال في البيت وهذا برأيها "أضمن
على الرغم من المخاوف التي تبقى موجودة مع ذلك".


عند أمي...

أما الأم تمارا فقد فضلت أن تضع طفلها عند
والدتها فلم تحاول وضعه في حضانة أصلاً، والسبب برأيها "لأني أسمع أنها سيئة
جداً ويتعرض الطفل فيها الى المرض نتيجة التعرض للأطفال المرضى، وأحيانا المشرفات
أنفسهن لا يهتممن بالطفل وفي أحيان كثيرة لا يطعمنه أصلاً ولا يغيرن له ومن هذه
الأمور".


عند والدتي "أتأكد على الأقل من أنها
ترعاه وتطعمه وتغير له ملابسه وحفاظته كلما احتاج وتعطيه الدواء بمواعيده ولا
تتركه حتى يستفحل مرضه".


إلا أنها قالت أنه وحتى عند والدتها "هناك
إحراج أحياناً، وعلى الرغم من انها ترعاه بكل حب لكنها ستمل في نهاية الأمر".


من المسؤول...

عدد الحضانات التي أغلقت خلال عام 2006 بلغ 30
فيما عدد الإنذارات وصلالى 150 حضانة منذرة، وقد وجد مدير تنمية عمّان الغربية
التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية محمد ابداح هذا الرقم "دليل على أن الوزارة
لم تترك أمور الحضانات بدون اهتمام، وفرقنا تدوربشكل يومي على الحضانات وتتطلع على
أوضاعها".


وأضاف "ات الموجودة في عمان الغربية عددها
200 حضانة، وبالتالي تحتاج الى جهد كبير للتدقيق والتفتيش على الشروط المتوفرة
فيها، وهناك بين الفرق أطباء من وزارة الصحة".


وأكد ابداح أن الوزراة تتلقى الشكاوى عن أي
حضانة وتقوم بالتحقيق فيها، وشرح "أي شكوى تصلنا نحقق فيها مباشرة ونتخذ الإجراءات
اللازمة، ولذلك نتمنى على المواطنين أن يمرروا لنا أي ملاحظة لديهم على هواتف
المديرية 4657825 أو 4657803، وهذا الخط متوفر للجميع لتلقي الشكاوى".


وفيما يخص المخالفات فإن نظامها يقضي بإعطاء
الحضانة إنذاراً أولياً في حالة الكشف عن مخالفة، وإن لم تقم بتغييرها تعطى إنذارا
ثانياً، وفي المخالفة الثالثة يتم الإغلاق ومنع افتتاحها مرة اخرى".


وأكد ابداح أن هناك شروطاً معينة لفتح الحضانة
بحيث يتناسب عدد الأطفال مع عدد الغرف وعدد المشرفات وأن لا يزيد عدد الأطفال عن 8
أطفال وأن تحمل المشرفة دبلوم تربية طفل.


وأشار "بعض الحضانات تخالف وتتجاوز ويوجه
لها إنذارعلى ذلك، نحن في وزارة التنمية الاجتماعية لا نستطيع أن نكون متواجدين في
كل الحضانات في نفس الوقت، لكننا نحاول بالكشف الدائم على كثير من
المخالفات".


على الأمانة الترخيص..
والباقي؟

شروط ترخيص أي حضانة ترد من أنظمة وزارة
التنمية الاجتماعية، على أمانة عمّان الكشف على صلاحية الحضانة بوجود كل الشروط
للسماح بالترخيص، وتبقى مهمة الكشف والرقابة على وزارة التنمية الاجتماعية، هذا ما
أكدته مديرة مركز التدريب بأمانة عمان ورئيسة لجنة إدارة الحضانات فيها فدوى أبو
غيداء.


وقالت "ما يحصل أن بعض الحضانات تكون
ربحية، فتسعى في بداية الحصول على الترخيص الى توفير كافة الشروط الواجبة في أي
حضانة، وبمجرد أخذ الترخيص تبدأ بزيادة عدد الأطفال وتوظيف مربيات غير مؤهلات أو
عدم الحرص على الشروط الصحية، وتحاول الاختصار في التكاليف أو في الشروط
والمواصفات المطلوبة أملاً في تحصيل عوائد ربحية أكبر، مما يؤدي فيما بعد الى إغلاق
هذه الحضانات بعد الكشف عنها".


توفير بيئة صحية وآمنة مثل المكان المناسب
والتهوية وأماكن للعب المناسبة والمربيات المؤهلات


وأشارت أبو غيداء "ترخيص الحضانات في البداية
يتم من خلال توفير الأمانة للمتطلبات الأساسية، وبعد الحصول على الترخيص يأتي دور
وزارة التنمية الاجتماعية بالمتابعة والكشف الدوري عن الحضانات فهذه ليست مسؤولية
الأمانة، وفي حالة وجود أي مخالفة تنسق الوزارة مع الأمانة لسحب الترخيص".


وكان أعضاء مجلس أمانة عمان طالبوا في إحدى
الجلسات الشهرية بضرورة تصويب أوضاع الحضانات ورياض الأطفال المنتشرة في مناطق
العاصمة، حيث انتقد أكثر من عضو "أوضاع النظافة وصحة مباني ومن رطوبة وعدم وجود
تدفئة وكذلك مواقعها"، مطالبين بضرورة توفر شروط تتشابه وشروط إنشاء المدارس.

أضف تعليقك