حزب التيار الوطني في مخاضه الأخير

الرابط المختصر

وسط الشك الذي يحمله المخاض الأخير لحزب التيار الوطني..عقد التيار وشخصيات سياسية اجتماعاً في قاعة مدينة الحسين للشباب برئاسة رئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي لبحث الاجراءات العملية للإعلان عن ولادة الحزب.

وأكد المجالي في هذه الجلسة لأعمال اللجنة التحضيرية أن إنطلاقة الحزب ستكون بعد عقد المؤتمرين التأسيسين للحزب خلال الشهور القليلة القادمة والتي سيكون أولها في 19 من آب القادم.

وضم الاجتماع، الذي ألقى وزير التنمية السياسية كمال ناصر كلمة فيه، قرابة ال500 شخصية وطنية منهم منسقي وأعضاء لجان التيار في كل المحافظات والألوية لبحث آلية عقد اللقائين الرئيسين لإشهار الحزب.

وتواجه ولادة الحزب بعض الاتهامات والشكوك حول تبعيته للحكومة، بل ومساعدة الحكومة الجادة في خروجه للحياة؛ وزاد حضور وزير التنمية السياسية وإلقاءه لكلمة من هذه الشكوك.


عضو كتلة التيار الوطني النيابية محمود مهيدات انتقد إلقاء الوزير لهذه الكلمة خوفا من ان يتهم الحزب بتبعيته للحكومة، الا ان عبد الهادي المجالي اثنى على جهود الوزير وقال انه من المبادرين لهذا التيار قبل ان يكون وزيراً.

وأكد الوزير ناصر في كلمته أن الحزب سيكون ركيزة أساسية في الوحدة الوطنية ورافداً من روافد الحياة السياسية والحزبية الأردنية.  

الناطق الإعلامي باسم كتلة التيار الوطني النائب خالد أبو صيام يرى أن الاجتماع يعتبر انطلاقة نوعية لتيار وطني، حزبي، ووسطي ذو معطيات جديدة "لن تكون هنالك أيديولوجية لهذا الحزب، حيث ستتشكل لجنة لصياغة البرامج التي يتبناها الحزب؛ فهو برامجي لا أيديولوجي  وسيحتضن الحراك السياسي لكافة التيارات من وسط اليسار واليمين مروراً بجميع المهتمين بسياسة البلد".
 
وبين أبو صيام أهمية بناء الحزب على أساس برامجي قائلاً "سيتجه اهتمام هذا الحزب إلى العمل الوطني من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكافة المناحي التي تهم الوطن والمواطن".
 
الكاتب والصحفي جميل النمري، في مقالته "هل سيولد حزب الأغلبية"، يرى أنه يجب الاعتراف أن المجالي وحده بين الأقطاب المعروفين امتلك الرؤية والإرادة والقدرة على متابعة مشروع سياسي بهذا الحجم "ونحن نريد للمشروع أن يستفزّ المنافسة الايجابية عند الآخرين للبناء بموازاته وليس التخريب عليه ودسّ العصي في عجلاته".

 من جهته، يرى الكاتب والصحفي ماهر أبو طير أن التيار لن يكون قادراً على تشكيل حزب سياسي "هناك انفضاض  شعبي عموماً عن الأحزاب وسيكون العام المقبل عام انكفاء سياسي شعبي، وحتى لو حاولت الحكومة القيام بإصلاحات سياسية فلن تجد شركاءاً من الشارع".

وجود 61 نائباً ضمن التيار الوطني سيكون رصيدا مهماً للعمل السياسي برأي أبو صيام الذي أشار إلى سعي الحزب، المزمع تشكيله، لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية في الانتخابات المقبلة.
 
ونفى أبو صيام أن يكون تشكيل الحزب قد جاء لاستهداف أحزاب سياسية أخرى، أو كسر احتكار حزب جبهة العمل الإسلامي للعمل السياسي "هذا الحزب طفا على السطح كحاجة وطنية؛ معظم الأحزاب القومية واليسارية، إضافة لحزب الجبهة أصيبت بحالة من الترهل والوهن على جميع المستويات، إضافة لعجز برامجها التي تحاكي الحاجة الوطنية".
 
وكان رئيس كتلة التيار الوطني عبد الهادي المجالي قد أكد أن هذا الحزب جاء لتمثيل الأغلبية الصامتة في المجتمع الأردني "باستثناء الحركتين الإسلامية والاشتراكية اليسارية؛ هنالك تيار كبير في المجتمع الأردني مشرذم، ونحن نعمل على احتواء هذه الشريحة مما يعني حكماً اختلاف التوجهات الفكرية وتنوعها، ولكن ببرنامج وطني واحد".
  
وسبق هذا اللقاء سلسلة لقاءات كان أهمها لقاء عقد أخيراً في إحدى قاعات فندق "لا رويال" في خطوة نحو تشكيل الهيكلة السياسية لهذا الحزب الذي سيطلق عليه حزب التيار الوطني.
 
وتنطلق نواة هذا الحزب من التيار الوطني الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي، ويبلغ عدد أعضاء التيار خمسة آلاف عضو حتى الآن.
 
ولم تكن هذه المحاولة الاولى للمجالي التي يخوض غمارها لتأسيس حزب وسطي كبير إذ سبقته اكثر من محاولة بدأت نهاية عقد التسعينات بتأسيس الحزب الوطني الدستوري ( اندماج تسعة احزاب وسطية) الذي لم يصمد لاكثر من سبعة اشهر انتهى بسلسلة من الانشقاقات اعادت الحياة الحزبية إلى المربع الاول.