حرب عصابات بيئية في عمان
أنجزت وزارة البيئة مؤخراً خريطة بيئية توضح وضع الهواء في العاصمة من حيث مستويات التلوث فيه, وبحسب ما أعلن من تلك الخريطة فإن هواء مناطق شرق عمان أكثر تلوثاً من هواء مناطق غربها.
كما هو الحال في كل الدنيا, فإن تلك النتيجة لا تعني أن سكان المناطق الملوثة هم سبب هذا التلوث, بل العكس هو الصحيح, ذلك لأن مصادر التلوث من مصانع ومعامل وسيارات وخلافها تعود ملكيتها للقاطنين في المناطق غير الملوثة.
لدي استراتيجية لتغيير الخريطة الهوائية لعاصمتنا, وهي لا تقوم على التخفيف من تلوث هواء الشرق, فهذا مستحيل وإلا كنت معادياً للاستثمار والازدهار. بل تقوم على تحقيق العدالة في توزيع التلوث, أي باختصار القيام بتلويث مضاد.
استراتيجيتي بسيطة ويمكن تنفيذها على المستوى الفردي: أقترح على المتجهين من الشرق نحو الغرب أن يأكلوا قبل تحركهم أكبر كميات ممكنة من البرغل والحمص والبصل والثوم, ويمكن إقامة محطات لتوزيع هذه المواد الغذائية بالمجان على كل الطرق المؤدية إلى الغرب. وعند الوصول يتعين الحرص على فتح كل مسامات ومنافذ وفتحات الجسد ذات العلاقة, لكي تتمكن من نفث أكبر كمية ممكنة من محتواها في المواقع المستهدفة, كما أقترح إجراء التمارين اللازمة بهدف جعل الناس يمارسون عمليات الشهيق في الشرق وعمليات الزفير في الغرب.
إسهاماً إضافياً مني في مشروع التلوث المضاد هذا, سوف أصمم جهازاً خاصاً يقوم بتجميع خلاصة روائح الإبطين وأصابع الأقدام على شكل سائل مضغوط في عبوات قابلة للتفجير, ذلك أن حرب العصابات البيئية قد بدأت.











































