حراج طبربور يتجه إلى الأفول
ما كان من أمين عمان عمر المعاني إلا التجديد على توجه الأمانة السابق بترحيل "حراج الأردن" الواقع في منطقة طبربور – المدينة الرياضية بعد تزايد الشكاوى من وجوده في منطقة اكتظاظ سكاني ومروري.
لا ينبغي لنا الاستمرار في هذا الخطأ" قال المعاني في واحدٍ من المؤتمرات الصحفية التي عقدها سابقاً وقال حينها ردا على استياء ومخاوف تجار الحراج من الترحيل "الأمانة تجمل العاصمة لتكون مدينة عصرية". وأكد أن البحث جار على موقع يتناسب وطبيعة تجارة السيارات.
ويضيف المعاني أن "الحراج يزيد من إرباك المنطقة أمام حركة السير". في وقت تدرك إدارة الأمانة أن عددا من تجار الحراج قاموا برفع قضايا على أمانة عمان لكنهم "خسروها" وسيتم الترحيل بحد أقصى نهاية هذا العام.
غير أن علي أبو سليم رئيس لجنة تجار الحراج قال إنه وحتى هذه اللحظة "لا يوجد أي مبادرة لترحيل الحراج لكن الأمانة وفي الوقت الراهن تبحث عن مكان جديد".
وتستند الأمانة في خطوة ترحيلها الحراج إلى تقديم مواطنين يقطنون محيطه شكاوى تتعلق بإزعاج الحراج وسوء موقعه بالنسبة للمكان الذي يضم جملة مدارس أيضا ومؤسسات لا يتناسب قربها من الحراج.
في وقت، تعكف الأمانة ومنذ سنوات على عدة مشاريع غايتها "تجميل العاصمة عمان" ومنها "حملات على معارض السيارات التي تعرض سياراتها على أرصفة الطرقات وتقليم أكشاك بيع القهوة السائلة، سبقها إطلاقها في العام 2007 حملة ترميم شاملة تهدف إلى "تجميل صحن عمان ومختلف الأحياء الأخرى في العاصمة" ودهان أبنية العاصمة في مسعى نحو "توحيد اللون".
وكانت أمانة عمان أغلقت 20 معرض سيارات داخل الحراج بتاريخ التاسع من تموز 2007 في وقت هددوا فيه أصحاب المعارض باللجوء إلى القضاء والقيام بإجراءات تصعيدية منها سلسلة اعتصامات.
داخل الحراج، يجلس التاجر محمود الكسواني في مكتبه حيث يدخن السيجار وسط جموع من التجار المتجمهرين حوله، يقول بثقة "نحن نقيم في الحراج منذ العام 1983 والقضية مع الأمانة لا تزال موقوفة، ندرك أننا سنبقى في مكاننا، لكن اسألوا الأمانة".
غير أن التاجر محمد سمارة يرى أن من الصعوبة بمكان أن تقوم الأمانة بأي توجه لإزالة الحراج وإن "فكرت تفكيرا فسيكون ردنا تصعيديا لأننا جاثمون في الموقع منذ عشرات السنين وحجة الأمانة شكاوى المواطنين القاطنين حول الحراج هم جدد إذ هم وافقوا عند سكنهم مجاورة الحراج".
يضم الحراج 140 معرضا ومكتبا فيما يشغل 5 آلاف موظف، وفي هذا الرقم يرى التاجر محمود أن سيكون أشبه بالكارثة على الأمانة "معقول تقطع أرزاق" لكن التاجر سليمان يعتقد أن الأمانة لن تتجه إلى قرار إغلاقهم.
ويتداول التجار فيما بينهم مقولات عن قرب نقل الأمانة للحراج إلى منطقة سحاب وهذا ما أكده أبو سليم، وقال "لو كان خيار سحاب مطروحا فنحن نرفضه سلفا لأن سحاب موقع بعيد وغير مناسب للتجار والمواطنين".
غير أن الأمانة لم تؤكد قرار النقل لتبقى الشائعات لقمة بينهم. ويفضل عز الدين شموط المدير التنفيذي للرقابة والتفتيش في الأمانة أن لا يتم التطرق حاليا لموضوع الحراج.
سبق وأن وجه التجار إلى الأمانة "عريضة" موقعة من قبلهم بغية إرسالها إلى رئاسة الوزراء. فيما يلجأ أبو سليم إلى التهدئة في التعاطي مع الأمانة ويقترح عدة مناطق فيما لو فكرت الأمانة بها منها: أمام موقع مخابز جواد على اتوستراد عمان الزرقاء قطعة 108 دونم أو كسرات ياجوز تتجاوز على أرض مساحتها 100 دونم أو شفا بدران بيادر وادي السير وشارع الأردن.
وكان التجار شكلوا فيما بينهم لجنة للتفاوض مع الأمانة، بدورها، وعدت الأخيرة، وعلى لسان عز الدين شموط بدراسة أوضاعهم والنظر في "موقع يتناسب مع تجارتهم، المقترح أرض على طريق الحزام الدائري، وقبل ذلك يتم افتتاح المحلات المغلقة" حيث من المقرر أن تخلي الأمانة موقع الحراج في أواخر العام الجاري.
بتاريخ 22 آذار الماضي، أطلقت الأمانة حملة تفتيشية على معارض بيع السيارات لمنع استغلال الأرصفة والارتدادات لعرض السيارات وبيعها. وتهدف الحملات إلى الحفاظ على الطابع الحضري للمدينة وإزالة المعيقات أمام حركة المشاة على الأرصفة ومنع الإعاقات التي تتسبب بها لحركة السير على عدد من الشوارع.
وتسمح التعليمات لبعض المواقع باستغلال جزء من الارتداد شريطة أن يسمح الموقع بذلك فضلا عن عدم التأثير على حركتي المشاة والمرور أو المحال المجاورة.
إستمع الآن











































