حبة فيتامين لتغيير الأجيال

الرابط المختصر

"لو تعلمتُ جيدا لأصبحت أفضل من ما أنا عليه الآن"..عبارة نرددها دوما عند استذكارنا لكيفية دراستنا والطرق التي خضعنا لها في المدارس سابقا، أو في بيوتنا.هل يمكن أن يعود الزمن إلى الوراء، ونعود إلى مقاعد الدراسة، لأجل إعادة الطريقة التي تعلمنا بها؛ فطريقة الدراسة تؤثر على مداركنا واستيعابنا في الكبر، لذلك فإن فيتامين يؤمن للأهالي الفرصة لتعليم أبناءهم الطرق المثلى في التعلم.



لكن ما هو فيتامين؟

"فيتامين الاستشارات التعليمية، هو عبارة عن اختبارات قياسية ترشد الطلبة في العمر ما بين 12-18 بكيفية الدراسة المناسبة لهم في البيت، ضمن اختبارات مصممة من جامعات هارفلد ونورث كارولاينا، وطبقت لأول مرة عام 2001، وقمنا بتعريب هذه الدراسات وتكيفيها وتطبيق الدراسات عليها، ومن خلال شبان في الأردن استهدفت الفئة العمرية 12-18، خلال ثلاث سنوات من 2001 إلى 2004". تقول روان الضامن مسؤولة برنامج فيتامين وأخصائية الاتصال التربوي إلى جانب شقيقتها ديما.



حسب الدراسات العلمية ..فإنه "لا يوجد طالبان يدرسان بنفس الطريقة، كل يختلف عن الآخر، والطريقة المثلى للطالب تجعله يدرس بوقت وجهد أقل؛ وبالتالي يحصل على علامات مناسبة"، تعلق روان.



"لأن الكثير من الطلاب أذكياء ويبذلون جهدا كبيرا ولا يحصلون على تقدير جيد، لماذا لأنهم لا يعرفون الطريقة المناسبة للدراسة في البيت، وهذه هي الخطوة الأولى لمشروع فيتامين، وهناك طريق ثان وهو خاص بالتخصص الجامعي ومهنة المستقبل؛ يفحص الشخصية والقدرات والميول ويقول للطالب ما هو التخصص المناسب له".



سوء فهم قدرات الطلبة سابقا؛ ضيع على الكثير منهم "فرص ومواهب متعددة"، فاكتشف العلم الحديث أسرار التعلم وإمكانية استكشاف وإعطاء فيتامين تقوية لكل طالب يحقق نتائج علمية وعملية متقدمة له، فلا تسقط طريقتك بالدراسة على أبنك، وتضيف روان، "حتى التوائم لكل منهم طريقته الخاصة في الدراسة، فمن الأخطاء الشائعة للأهالي أن يطبق طريقة واحدة في تعليم أبناءهم وكأنها الطريقة السليمة وهذا خطأ، إضافة إلى تعليم الأهل لأبنائهم وهذا ما لا يدفع الطالب إلى تكوين مهارته لوحده، وتتضح تلك المشكلة لدى طلاب الصف السادس، فعند وصولهم إلى الصف السابع، يقول أهاليهم أدرسوا لوحدكم وهم لا يستطيعون أن يتعلموا من تلقاء ذاتهم، فهناك طالب يحب الموسيقى خلال الدراسة أو المشي"...



مشروع فيتامين انطلق رسميا عام 2004، تقول الضامن "أسميناه فيتامين، لأن التوصيات المقدمة فيه لكل طالب هي عبارة عن حبة فيتامين فيها الفائدة؛ فكل طالب يخرج بعد الاختبارات بخمس أو ست صفحات مطبوعة، وهو تقرير نهائي وخطة العمل له، وإذا طبقها الطالب فهناك تحسن، وإذ لم يطبقها فلا يوجد تحسن، ولكن يبقى التحسن متفاوتا بينهم".



وعن عدد المستفيدين..."100 طالب دخل المشروع من ذكور وإناث ومن مراحل عمرية متفاوتة من صف سابع حتى التوجيهي، وبمراحل عمرية متفاوتة ومعظم المساقات علمي، أدبي وآي تي، وكانت النتائج فيما بينهم متفاوتة لكن جميعها إيجابية".



وترى الضامن أنه لا يمكن تعميم البرنامج "لسبب هو أن كل طالب يحتاج إلى رعاية خاصة ومتابعة شخصية".



لو كانت الدراسة المثلى مطبقة في دولنا العربية هل كان من الممكن أن تكون دولنا العربية منبعا بالمبدعين، فكثيراً ما يشكو الأهل: من.."ابني ذكي جداً ولكنه لا يعرف كيف يدرس"، "ابنتي لا تستطيع التركيز أثناء الدراسة"، "غيرت المدرسة وما زالت النتائج غير مرضية"، وهو حال أم الطالب حفص السقا، السيدة نهى، هل تغير أبنك من خلال فيتامين؟



"تغير كثيرا". تجيب نهى



ولأن حفص لا يركز في دراسته وغير منتظم، قامت أمه بأخذه لفيتامين، وتقول "تمرن على الذاكرة، والاستيعاب وتحسن كثيرا وبات معتمدا على نفسه".



وتتابع..."ما أجده أنه تطور بشكل بطيء هو الذاكرة، لأنهن طلبن منه القراءة وهو لا يقرأ كثيرا ولا يريد أن أساعده ودائما يقول لي لا أريد مساعدة أحد أعرف كيف اعتمد على نفسي".



حفص السقا طفل يبلغ من العمر 12 عاما، قال لدى سؤالنا له عن سبب دوامه مع مشروع فيتامين؟

"أمي دفعتني للذهاب، ولكن بعد ذلك أحببت فيتامين وتعلمت المهارات التي أعطيت لي".



هل تغيرت طريقتك في الدراسة ؟

"نعم. كنت أتحرك في الحصص كثيرا، ولا أستوعب الدروس، ولكن أعطوني كرة أظل ألعب وأضغط بها كي لا أتحرك، مع جدول أكتب عليه متى أدرس أو آخذ استراحة، وهكذا".



هل لاحظ أصحابك بالصف التغير الذي طرأ عليك؟

"نعم وسألوني وقلت لهم أني اشتركت ببرنامج فيتامين، ما دفع أثنين بالاشتراك فيه".



روان الضامن وديما، منذ صغرهما وهما تصدران كتاب تتناول الأطفال والطرق المثلى التعليم، والآن تعملان مدرستان في إحدى الجامعات الخاصة، وتشكو روان "أعاني في كثير من الأحيان من بعض طلبة الجامعات الذي لا يقدر على تلخيص مادة من 25 صفحة أو استنتاج أهم الأفكار فيه".

أضف تعليقك