حالات الحساسية بازدياد .. و تحذيرات من تأثير التقلبات الجوية على المصابين
مع التقلبات الجوية وتغيرات حالة الطقس، يحذر خبراء الصحة من آثار الرياح المحملة بالأتربة، على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الحساسية المختلفة، حيث يتزايد خطر تفاقم المشاكل الصحية وظهور الأعراض المضاعفة، التي تؤثر على حياة المصابين اليومية.
تشير التقديرات إلى زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالحساسية في المملكة مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يبلغ عدد السكان الذين يعانون من حساسية مختلفة حوالي 35٪ من إجمالي سكان المملكة، بحسب جمعية أطباء الحساسية والمناعة في نقابة الاطباء
بعد فترة من التقلبات الجوية خلال الأسبوع الحالي، من هطول الأمطار والرياح، يتوقع ارتفاعا في درجات الحرارة بشكل واضح اليوم الخميس، مع طقس دافئ فوق المناطق الجبلية العالية، وحار نسبيا في باقي المناطق، وطقس حار في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع بعض الغيوم على ارتفاعات عالية.
مع ذلك، من المتوقع عودة تقلبات الطقس خلال الأيام القادمة، مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة يومي السبت والأحد المقبلين، وظهور الأتربة في أغلب المناطق بالإضافة إلى الطقس الدافئ.
تقلبات الطقس حالة طبيعية
مستشار أرصاد جوية "لطقس العرب" جمال الموسى يؤكد أن تقلبات الحالة الجوية التي تشهدها المملكة هي ظاهرة طبيعية، مرجعا ذلك إلى تشكل المنخفضات الجوية الخماسينية التي تبدأ عادة من منتصف شهر آذار وتستمر حتى منتصف شهر أيار، بمعدل منخفض جوي كل أسبوع إلى عشرة أيام.
ويشير الموسى إلى أنه عندما تصل هذه المنخفضات إلى المملكة، يبدأ يتأثر بكتلة هوائية حارة نسبيا، امام هذا المنخفض ورياح جنوبية شرقية الى جنوبية غربية عادة، ولكن في الأيام الحالية، ستكون هذه الرياح جنوبية شرقية إلى شرقية، مما تسود الأحوال الجوية الخماسينية، وتعني ذلك أن الجو سيكون حارا نسبيا وجافا، وستكون الرياح جنوبية شرقية نشطة، مما يثير الغبار والأتربة ويؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية، كما تظهر السحب العالية في السماء.
ترتبط هذه التقلبات الجوية في المملكة بالتغيرات المناخية، حيث ارتفعت درجات حرارة الكرة الأرضية واقتربت من الحد المحدد بنسبة الدرجة والنصف، كما أعلن عنه في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015، الذي حدد أنه يجب على العالم عدم تجاوز هذه الحدود، لأنها تحمل مخاطر كبيرة من حيث تأثيرات الطقس المتطرفة.
الحساسية بازدياد
مع تقلبات الطقس الحالية وارتفاع درجات الحرارة، يتعرض مرضى الحساسية للخطر نتيجة للأجواء الباردة والغبار، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة في عدد زوار العيادات المتخصصة بالحساسية مقارنة بالأعوام السابقة، مما يدفع الخبراء إلى التحذير من تأثير تقلبات الطقس والظروف الجوية الحالية على مرضى الحساسية.
علميا، تعرف الحساسية بأنها ردة فعل خاطئة لجهاز المناعة لمواد طبيعية، وتكون لدى بعض الأشخاص ميل وراثي وضعف في المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة لتطور الحساسية بسرعة.
رئيس جمعية أطباء الحساسية والمناعة في نقابة الاطباء الدكتور هاني العبابنة يعتبر أن الحساسية أصبحت قضية وطنية، حيث يعاني معظم الأردنيين من أعراض الحساسية الموسمية.
ويرجع العبابنة ذلك إلى استمرار هطول الأمطار لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تزايد مدة تفتح الأزهار والأشجار ونضوج حبوب اللقاح والطلع، مما يطيل فترة تعرض الأفراد لمسببات الحساسية.
أعراض الحساسية
تختلف آثار الحساسية على الجيوب الأنفية بين الأطفال والبالغين، وفقا لما ذكره الدكتور عبابنةـ ففي حال الأطفال، قد تتحول الحساسية إلى حالات ربو، بينما تظهر عند البالغين عادة بانسداد الأنف ومشاكل في الجهاز التنفسي.
من بين أعراض الحساسية الموسمية، السعال والعطس وسيلان الأنف وحكة العين، يمكن أن يؤدي إلى ضيق التنفس وحكة الجلد والصداع، مما يؤثر على نمط الحياة اليومي للأشخاص، خاصة لدى الأطفال، حيث يعتبر 80 % من حالات الربو الصدري لدى الأطفال ناتجة عن الحساسية.
من بين النصائح المهمة لتخفيف أعراض الحساسية، عدم الخروج في هذه الأجواء وارتداء الكمامة ومتابعة النشرات الجوية لمعرفة حالة الطقس وموعد حبوب اللقاح وموسم شجر الزيتون وتجنب التعرض لها، وشرب السوائل والتواصل مع طبيب الحساسية للحصول على العلاجات المناسبة قبل أسبوعين من دخول الموسم.
وتدعو الجمعية إلى أهمية تأسيس مركز وطني للحساسية والمناعة، يعنى بعلاج مرضى الحساسية، حيث أصبح حاجة ملحة في ظل تزايد نسبة المواطنين الذين يعانون من الحساسية، والحاجة لمواكبة التطور الطبي الذي تتمتع به المملكة في مختلف الاختصاصات الطبية.