جهود حثيثة لاجتثاث الهتافات المسيئة من الملاعب

الرابط المختصر

دعت الإحداث التي شهدتها بعض المباريات المحلية -خصوصا مع انتهاء الموسم الكروي- اتحاد كرة القدم وبعض الجهات ذات العلاقة لوضع آلية للسيطرة على المدرجات

وخصوصا الهتافات المسيئة التي تصدر من قبل الجمهور، حتى ان بعض المسؤولين في الاتحاد يفكر وبصوت عال بإقامة مباريات بلا جمهور إذا اقتضت الضرورة للقضاء على هذه الهتافات؟

 
مباريات بلا جمهور إذا اقتضى الأمر!
 
وقال رئيس اتحاد كرة القدم الأمير علي بن الحسين في مقابلة مع شبكة تلفزيون وراديو العرب ان هذه الهتافات خارجة عن العادات الأردنية وسيتم حلها ومعاقبة المسؤول والتخلص من هذه الظاهرة نهائيا.
 
كما يرى أمين سر اتحاد كرة القدم محمد العرسان ان هذه الهتافات لا ترتقي لمستوى الشغب إنما هي "عناصر مندسة تسيء لكرة القدم وجماهيرها ومن خلال  هتافات وألفاظ بذيئة لم نعتاد عليها، وهذا عنصر سلبي يؤثر على جذب الجماهير لحضور الكرة،ويضيف العرسان" هناك تنسيق مع الأمن العام على ارض الواقع سيتم إيقاف أي عنصر من الجمهور يقوم بإثارة الشغب والفوضى".
 
لكن هل العقوبات الحالية رادعه بحق من يثير الشغب والهتافات المسيئة؟ يجيب أمين سر اتحاد كرة القدم"  بالنسبة للنظام والسلوك هناك تعليمات تجدد كل سنة حسب الواقع والأحداث التي تقع. و بالنسبة للجمهور حسب التعليمات فان كل نادي مسؤول عن جمهوره ولاحظنا  في الاونه الأخيرة ان الهتافات  أصبحت مسيئة جدا وتستهدف الشخصيات، لذا يقع على الأندية مسؤولية كبيرة و لها دور فعال في الحد من هذه الهتافات من خلال روابطها، وإذا لم يفلح هذا الأمر فحسب التعليمات  هناك عقوبات كفرض غرامات مالية أو نقل مباريات أو إمكانية إقامتها بدون جمهور وهذا لم يطبق لكن الاتحاد وبتوجيهات من رئيس الاتحاد الأمير علي بن الحسين سيعمل على ان يكون الموسم القادم موسم مشجع لحضور الجمهور و أي شخص مسيء سيجتث من الإستاد وسوف يطبق عليه الإقامة الجبرية حتى انتهاء موعد المباراة".
 
وحول توجه الاتحاد لإقامة مباريات بلا جمهور في حال استمرار الهتافات المسيئة يقول العرسان"الملاعب ليست ملك لنادي وهي منشئات وطنية يجب ان نحافظ عليها ولذلك يجب ان يكون هناك تضحية من الجميع وسبق تطبيق هذا الأمر في أوروبا حيث أقيمت مباريات بدون جمهور".
 
 
لروابط المشجعين دور مهم في حفظ النظام
 
وتقوم رابطة المشجعين بدور مهم في عملية تنظيم الهتافات التي تخرج من المدرجات  لكن على الرغم من ذلك يقول رئيس رابطة مشجعي الوحدات سعيد الصيرفي الشهير بأبو سعدو ان رئيس رابطة المشجعين لا يحمل العصا السحرية للقضاء على هذه الهتافات ويقول "هناك تحميل لروابط المشجعين، رؤساء روابط المشجعين لا نملك عصا سحرية للحد من هذه الظاهرة فعندما يخرج هتاف ما لا نستطيع إيقافه،لذا  انا اقترح عدة حلول منها تركيب كاميرات تصوير في الإستاد وهذه التجربة رصدناها في مبارات الوحدات مع النصر السعودي حيث كانت المدرجات مراقبة بالكامل والجمهور مراقب منذ دخوله للملعب وحتى خروجه.
 
 
لكن أمين سر اتحاد كرة القدم محمد العرسان  يرى ان ملاعبنا غير مهيئه فنية  لمثل هذه الكاميرات ، لكن مدير الأمن العام محمد ماجد العيطان  أوعز  تركيب هذه الكاميرات  في بداية العام القادم  حيث ستكون هذه الكاميرات مخفيه هي دقيقة جدا وبالإضافة لهذه الكاميرات يقول العرسان سيكون هناك رجال امن  متخصصين في الملاعب لضبط كل من يخالف القانون في المدرجات".
 
حملة للحد للقضاء على الهتافات المسيئة
 
مديرية الأمن العام أطلقت حملة تحت عنوان " شجع بمحبة شجع بنظام للمحاولة  من الحد من الهتافات المسيئة وحول هذه الخطوة يقول الرائد بشير الدعجة مدير المكتب الإعلامي بالأمن العام " هذه الحملة أطلقناها قبيل مبارات الفيصلي وسطيف الجزائري  وما زلنا مستمرين في هذه الحملة في الدوري الأردني وبطولة الكأس نحن نؤمن انه لدينا شغب لكن الشغب الموجود لدينا لكن ليس بمستوى الشغب الموجود في بعض الدول العربية والاروبية، نحن في مديرية الأمن العام عازمون في محاربة الشغب والتي هي بعيده كل البعد عن الروح الرياضية. 
 
وحول معاناة الجماهير عند دخولها للملعب والمتمثلة في مصادرة الولاعات والأحزمة وأحيانا الاهانة من قبل رجال الأمن يجيب الدعجة "لم نلجاء لمثل هذه الأساليب إلا بعد ان كانت لنا تجارب سابقة في استخدام مثل هذه الأدوات في إيذاء الجمهور الآخر".
 
 
الملاعب مكان لتفريغ العصبية والاقليمة..لكم ما الحل؟
 
ويرى الكاتب باتر واردم ان المشكلة تكمن في ان ملاعب الكرة أصبحت ساحات لتفريغ التعصب والإقليمية التي يتم تشجيعها في المنازل والعائلات والحارات وتشكل الفرق الرياضية إطارا لجمع هذه المشاعر المتعصبة، حتى وصل التعصب إلى درجة تمني الكثير من أنصار الفيصلي والوحدات خسارة منافسيهم أمام الفرق العربية الأخرى حتى لا يحصلوا على بطولات إضافية تساهم في أن يقوم كل جمهور باستفزاز منافسه بهذه البطولات بدلا من الاحتفال بها.
 
 
 
ويقترح واردم عدة حلول  لمعالجة هذه المشكلة  ويقول "هناك حاجة ماسة لتحرك سريع من الأطراف المعنية بالموضوع وهي اتحاد الكرة وإدارات الأندية والأمن العام والإعلام الرياضي وهذا قد يحدث من خلال أربع خطوات أساسية: أولا ان  يقوم اتحاد الكرة بتشديد العقوبات على الفرق التي يسبب جمهورها الشغب وعلى اللاعبين الذين يساهمون في تهييج الجمهور. العقوبات يجب أن تتجاوز عقوبة 500 دينار المضحكة التي يتم استخدامها الآن وأن تتحول إلى خصم من رصيد النقاط لكل فريق فهذا هو العقاب الوحيد الذي يردع الجماهير.
 
 
 
وثانيا :  تقوم إدارات الأندية بمنع المشاغبين من عضوية النادي وتكوين لجان تشجيع من أشخاص أصحاب أخلاق ونزاهة وحرص على الوحدة الوطنية ويتم التنسيق بين لجان التشجيع بين الأندية قبل المباريات لمنع الشتائم أو على الأقل عزل أصحاب هذه الشتائم من فئات المشجعين، لأن الوضع الحالي يؤكد بأن الشتائم الأسوأ تنطلق من قلب روابط المشجعين. من الضروري أيضا على الأندية معاقبة اللاعبين الذين يعتدون على الحكام بدلا من محاولة حمايتهم من العقوبات،  وثالثا: الأمن العام بحاجة إلى التحرر من كل الضغوطات حتى يتعامل مع المشاغبين بما يستحقونه من تأنيب وتأديب. الأمن العام بكفاءته وقدرته على اكتشاف القتلة بعد ساعات من جرائمهم قادر على معرفة مجموعات المشاغبين في المدرجات ومنعهم من دخول الملعب وعدم التساهل والتردد مع مطلقي الشتائم وتنظيف الملاعب منهم أول بأول، وأخيرا ان  الإعلام الرياضي بحاجة إلى الحيادية، فالواقع المؤسف يؤكد بأن الانحياز والتعصب موجودان بشكل واضح في الإعلام الرياضي والذي لا يقوم بدوره في توعية الجمهور بضرورات الروح الرياضية وعدم تأجيج المشاعر.
 

أضف تعليقك