جمعية تؤسس بنكا لتوثيق التطوع
بالرغم من عمل رندة مصطفى 37 عاما كمعلمة، ودراستها تخصص التربية الخاصة في إحدى الجامعة، فلا توفر وقتا إلا وتعمل فيه متطوعة في الكثير من القطاعات التي تهواها.
"أحب مساعدة الفئات المستضعفة؛ أيتام ومسنون، وأصحاب الإعاقات المختلفة"، تقول رندة وهي التي تجد في يومي إجازتها الجمعة والسبت أياما للعطاء وعمل الخير.
وما تركز عليهم رندة في تطوعها، هم: الأطفال الفقراء والأيتام، ولخصوصية عملها كمدرسة للمرحلة الابتدائية منحها المجال للاطلاع على واقع الأطفال عن كثب. وتعتقد أن دخلوها في جمعية باب الخير منحها الفرصة لتنظم عملها التطوعي وليكون منسجما مع مجتمعها من حيث وصولها لمناطق فقر الأطفال والأيتام.
في الأردن، استطاعت جمعية باب الخير، أن تتصدر الجمعيات الخيرية العاملة في أراضي المملكة، في موضوع تنظيم العمل التطوعي وتوثيقه، في وقت أعلن القائمون عليها عن قرب إعداد بنك معلومات وطني يحوي كافة المعلومات الخاصة بالمتطوعين والمستفيدين من مؤسسات وأفراد، وصولا إلى تبني سياسات تمنح امتيازا خاصا للأفراد والمؤسسات تقديرا لجهودهم في خدمة المجتمع؛ من خلال شهادات التقدير والأوسمة.
وتهدف الجمعية إلى تفعيل الطاقات المتوفرة في المجتمع وتوصيلها بالمؤسسات القادرة على استثمارها لتعود بالنفع العام على الفرد والمجتمع، بهدف تعزيز مفهوم التكافل و العمل التطوعي.
"نعمل على ترسيخ فكرة العمل التطوعي ضمن أسس مهنية فعالة، إضافة إلى تأسيس معايير و ضوابط العمل التطوعي وبناء بنك معلومات وطني يحوي كافة المعلومات الخاصة بالمتطوعين والمستفيدين من مؤسسات وأفراد"، يقول رئيس الجمعية د.محمد أكرم بشناق.
انطلقت جمعية باب الخير بداية هذا العام، حيث تقوم على تفعيل الطاقات في المجتمع الأردني، من خلال التشبيك والربط بين المؤسسات المختلفة.
تدعو الجمعية، وفق ما يراه بشناق، إلى تأسيس مراكز متخصصة للدراسات والأبحاث والتدريب لتوحيد جهود العاملين في العمل التطوعي، "هي تتبنى مفهوم تمكين المجتمعات ومفهوم المسؤولية الاجتماعية وصولا الى رؤية الجمعية نحو جعل العمل التطوعي جزء لا يتجزأ من عمل المواطن"، يقول بشناق.
ميساء الأسمر 24 عاماً، تعمل مع مرضى السرطان والأيتام منذ سبع سنوات، لا تزال عاملة في قطاع التطوع وترى أن عملها مع الجمعية حدد لها أولوياتها في التطوع.
وتجد ميساء نفسها ناشطة في مجال حقوق ذوي الإعاقة، حيث ساهمت في نشاط أطُلق عليه "لي مكان بينكم" قام به إحدى المؤسسات الخاصة، لتعزيز ذوي الإعاقة من حيث دمجهم بالمجتمع و في زيادة فرصهم بالعمل، وفيه دعيت كبرى المؤسسات الحكومية والخاصة لتعريفهم بمقدرات ومؤهلات ذوي الإعاقة.
ويفتخر المتطوع محمد الشهوان 21 عاما بقيامه، على مدى أسبوع، و20 متطوعا آخراً، بتجهيز ملابس "كسوة العيد للفقراء" ويقول إن قمة السعادة كانت لحظة سعادة الأطفال عند تلقيهم الملابس. كما قام بعدة زيارات منزلية لبعض مرضى السرطان وعائلاتهم، بهدف تقديم الدعم المعنوي والمادي اللازم للمريض وعائلته على حدٍ سواء.
ما يشكو منه الشهوان، هو "هبة عرب" كما يسميها في العمل التطوعي "العمل التطوعي مرهون بوقت المتطوع وفي كثير من الأحيان يصاب بالكسل وعدم المتابعة".
قامت جمعية باب الخير، بتنظيم أسبوع من الفعاليات المنوعة لمركز جعفر لذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف لفت أنظار المجتمع إلى معاناة فئة ذوي الإعاقات، والوصول إلى آلية لتفعيلها وتمكينها ودعمها.
المتطوعة إيمان زغبية 24 عاما، بدأت التطوع بتأثير يغر مباشر من ذويها الذين كانوا يتبرعوا دائما بملابسهم غير المستعملة أو الأدوات الفائضة عن الحاجة لأصحاب الحاجة، وتعتبر أن التطوع يعزز من تواصلها مع فئة ذوي الإعاقة والمسنين، وما يزيدها تمسكا في التطوع هو كما تعتقد "ضياع حقوق فئات المهمشة وعدم تقبل المجتمع لأصحاب الإعاقات المختلفة".
رسالة الجمعية، كما يلخصها رئيسها محمد بشناق، هي للمساهمة في أنشطة الرعاية والتنمية الاجتماعية من خلال تمكين أصحاب الخبرة والمهارة من المتطوعين من التواصل بالجهات المعنية للاستفادة من طاقاتهم بمختلف المجالات في سبيل تنمية المجتمع وتعميق مفهوم العمل التطوعي.
خطة لتوثيق التطوع
وتعمل الجمعية على بناء نظام الكتروني متكامل للعمل التطوعي، يشمل على قاعدة معلومات متكاملة تتعلق بالمتطوعين والمؤسسات المتعاونة والمشاريع التطوعية. إضافة إلى التواصل مع كافة الراغبين بتقديم العمل التطوعي والتعرف على إمكانياتهم وخبراتهم.
خطة الجمعية تهدف إلى اعتماد برامج تدريب لتأهيل المتطوعين وصقل مهاراتهم، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع المؤسسات المعنية بالعمل التطوعي، فضلا عن تزويد الجهات ذات العلاقة بقاعدة البيانات اللازمة لهم ضمن الشروط و الاتفاقيات المحددة من قبل جمعية باب الخير.
التشبيك بين المتطوعين والمؤسسات القادرة على الاستفادة من جهودهم وخبراتهم، هي واحدة من مهام الجمعية، ويقول بشناق: "ثمة مؤسسات تتعاون مع المتطوعين لكن التيار العام لا يتعامل معنا، نريد منظومة تعاون لتأطير العمل التطوعي، ونريد المبادرة من المؤسسات الحكومية لتعزيز العمل التطوعي".
وتعكف الجمعية على إنشاء شبكة عمل تطوعي في كافة أراضي المملكة، والمساهمة في صياغة المعايير والأدبيات المتعلقة بالعمل التطوعي، ثم زيادة الوعي بمفهوم التطوع من خلال عقد الندوات والمؤتمرات وإصدار الدوريات والمنشورات.
يدعو بشناق كافة المؤسسات الرسمية والمدنية بدعم المتطوعين والتعاون مع الجمعية، من خلال استثمار الخبرات والجهود والإمكانيات لتتمكن من تحقيق أهدافها وبرامجها. حالياً، يوجد في الأردن أكثر من 3 آلاف منظمة أهلية ومؤسسة اجتماعية.











































