تمدد "داعش" إلى الأردن... وجهات نظر

تمدد "داعش" إلى الأردن... وجهات نظر
الرابط المختصر

مع توارد التقارير الإعلامية وتصريحات عدد من المسؤولين الإسرائيليين حول إمكانية تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" إلى الأردن وخاصة بعد إعلان التنظيم قيام "الدولة الإسلامية" في المناطق التي يسيطر عليها، توقف عدد من كتاب الرأي في أعداد يوم الثلاثاء من الصحف اليومية لقراءة هذا المشهد.

الكاتب فهد الخيطان، يرى أن أطرافا عربية وإقليمية تحاول من منطق الترهيب والتخويف، توظيف خطر تنظيم "داعش" بعد انتصاراته في العراق، لجر الأردن إلى خندق هذا المحور أو ذاك، مشيرا إلى أن هناك تنافسا شرسا على الدور الأردني في مرحلة ما بعد إعلان "دولة الخلافة".

فأنصار النظام السوري وإعلامه ينطلق حاليا، بحسب الخيطان من مقولة إن "داعش قادم لا محالة؛ ليس أمامكم في الأردن من خيار سوى الوقوف في خندق المحور السوري الإيراني"، أما أنصار المعارضة السورية فيذهبون إلى أن واجب الأردن دعمها، لأن انتصارها يكتب نهاية التشدد في سورية والعراق.

ويستعرض الكاتب مواقف الولايات المتحدة التي تريد الأردن في صفها، لكن ليس إلى مستوى التورط في الصراع المحتدم في العراق، فيما تسعى إسرائيل تسعى لتوظيف خطر "داعش"، لإحياء علاقاتها الباردة مع الأردن.

ويمثل تنظيم "داعش" خطرا على شعوب المنطقة قبل أنظمتها، فيما يستطيع الأردن اليوم أن يواجه التحدي من دون الحاجة للانخراط الكلي في محور على حساب الآخر، بحسب الخيطان.

ويخلص الخيطان إلى أن على الأردن أن لا يتأثر بحملة التخويف، وأن لا تجذبه في الوقت ذاته إشارات الغزل؛ ففي الحالتين المطلوب هو توريط الأردن في حالة الفوضى المدمرة. هناك بالفعل من يغيظه استقرار المملكة، ويتمنى أن يراها غارقة في دمها.

الرنتاوي: لبنان وليس الأردن:

فيما يشير الكاتب عريب الرنتاوي إلى تزامن إعلان عبد السلام الأردني "ولاية" لبنان من "الدولة الإسلامية"، مع ما وصفه بـ"انتفاضة" هيئة علماء السنة، وإشهارهم لائحة مطالب “أهل السنة والجماعة"، والتي تبشر بانتفاضة سنية لبنانية، تستكمل ما بدأته "داعش" والنصرة" في سورية والعراق.

فـ"السيناريو ذاته، يُعاد انتاجه في الظروف الخاصة والمتعينة لكل دولة من دول المنطقة ... في العراق كلام حق عن “مظلومية السنة” يراد به أشياء أخرى، وقبلها في سورية، وبعدها في لبنان".

ويرى الرنتاوي أن لبنان، وليس الأردن، هو المرشح لأن يكون الحلقة التالية في مسلسل توسع تنظيم داعش، مشيرا إلى تجانس الأردن من الناحية المذهبية، وانقساماته الداخلية ليست من النوع المفيد لـ "داعش"، إضافة إلى أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، كفيلة بمواجهة تهديدهم على الحدود وفي الداخل.

ويعرب الكاتب عن اعتقاده بأن المبالغات بتصوير الخطر المحيط بالأردن، تنبع أساسا إما عن جهل بفهم جدلية العلاقة بين هذه القوى وبيئاتها الاجتماعية والسكانية الحاضنة، وإما عن غرض، كما في الحالة الإسرائيلية، التي تريد إشاعة مناخات من القلق والخوف، في المنطقة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.