تقرير يكشف المنظمات والجمعيات الساعية لتهويد القدس
اطلقت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة العنان للجمعيات اليهودية الساعية لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي، الى ان تغلغل ناشطوها ومحاموها في مؤسسات دولة الاحتلال القضائية والتشريعية والتنفيذية ،فاصبحت المهمة اليوم اسهل من أي وقت مضى .
العشرات من هذه المنظمات بدأت صغيرة ،وكبرت وتوسعت نشاطاتها بفعل رعاية حكومات الاحتلال، وتبرعات الداعمين من الخارج، تحديدا من الولايات المتحدة الأميركية، اذ تعتبر هذه التبرعات معفاة من الضرائب ،وتتولى جمعها منظمة الايباك الداعمة لإسرائيل، فأصبحت مثل هذه الجمعيات والمنظمات هي المسؤولة بشكل مباشر عن جميع الأماكن المقدسة.
قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الأخير الذي يسهل على جمعية "عطيرت كوهانيم” الاستيطانية سرقة 104 منزلا من حي سلوان هو دليل على نفوذ مثل هذه الجمعيات .
ومؤخرا تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو صوره خلسة مقدسيين عن الانفاق التي يجري حفرها ليلا نهارا تحت المسجد الأقصى، والتي تمتد لمئات الأمتار،وعلى ثلاث طبقات ،وتبدأ من الحائط الغربي / حائط البراق وتصل الى حي سلوان هو دليل صارخ على خطورة الوضع الذي وصلت اليه الأمور اليوم ضمن جهود الجمعيات اليهودية لهدم الأقصى .
امام هذا الوضع الخطير الذي تتعرض له المدينة المقدسة، لا بد من تسليط الضوء على هذه المنظمات والجمعيات اليهودية التي تسعى ليلا نهارا لتهويد القدس وتغيير معالمها ،وتواصل حفرياتها تحت الأقصى تمهيدا لهدمه ليحل مكانه الهيكل الثالث المزعوم .
وفيما يلي ابرز المنظمات والحركات الاستيطانية اليهودية والتي توفر لها دولة الاحتلال الحماية الكاملة، وتسخر امكانياتها واجهزتها في دعم نشاطاتها :
1- ” العاد” ، وهي جمعية يهودية استيطانية ، انشأها في العام 1986 مستوطن خرج من احضان حركة "عطيرت كوهانيم” المتطرفة و يدعى ديفيد باري.
نشطت "العاد ” لدى السلطات الاسرائيلية التي وفرت له كل سبل الدعم والمساعدة وحصلت الحركة مما يسمى ب "القائم على املاك الغائبين” على ملكيات مزورة للعديد من املاك المقدسيين في سلوان والطور وقامت سلطة الطبيعة والحدائق الاسرائيلية التابعة للدولة بتسليم ” العاد ” مسؤولية على مساحة 24 دونما لتصبح ” العاد ” صاحبة السيادة الحقيقية على الارض، مما دفع الصحافي "ميرون روبوبورت” في صحيفة هارتس الاسرائيلية ان اطلق عليها اسم ” جمهورية العاد ".
سيطرت العاد على سلطة الاثار الحكومية الاسرائيلية، وما يعرف ب”الصندوق القومي اليهودي” بعد ان اقنعتهم بافكارها العنصرية بضرورة تهويد القدس واعادة تـأهيل اسطورة ( مدينة داوود ) لما فيها من فائدة سياحية كبيرة، وتولت الحركة ادارة مركز للزوار وحديقة اثرية انشأتها بمساعدة سلطة الحدائق الاسرائيلية تسمى ” الحديقة الاثرية ” وصارت الحركة تتقاضى مبالغ مالية من كل زائر يأم المكان
استولت جمعية” العاد ” عنوة على منازل المقدسيين في سلوان والطور، وبحجج وذرائع كثيرة ووثائق مزورة استخدمها محاموها ، وكان افراد الشرطة الاسرائيلية يوفرون الحماية والحراسة لافراد عصابة ” العاد ” عندما كانوا يتسللون في جنح الظلام للاستيلاء على المنازل الفارغة التي هجرها اصحابها المقدسيون جراء الضغوط الكبيرة التي مارستها عليهم الحركة بمساعدة سلطات الاحتلال.
2 – جماعة "غوش ايمونيم”، وتسمي نفسها أيضا حركة التجديد الصهيوني ، أسسها المتطرف موشيه ليفنجر عام 1974 وهي حركة جماهيرية دينية متطرفة، تسعى للاستيطان في الضفة وغزة، وتعمل على اقامة الهيكل المزعوم، وتؤمن بالعنف لتحقيق ذلك، ومعظم أعضائها من شبيبة المدارس الدينية التابعة لحزب "المفدال” اليميني المتطرف. وتضم الحركة عددا من أشهر الحاخامات. وتتميز عن سواها، بأنها تمزج عقيدتها الدينية بالأعمال ذات الطابع السياسي، وترفع شعارا لها "الاستيطان في كل أرجاء إسرائيل”, وتدعو لطرد العرب بالقوة، وتحظى بدعم حكومي, وبدعم مختلف التيارات الحزبية، مما أكسبها قوة شعبية.
3 – حركة "حي فكيام” ، ومعناها بالعبرية ” موجود” ، تاسست في بداية التسعينيات من القرن الماضي تزامنا مع توقيع اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق المبادئ واتفاقات اوسلو، وتشكل نواة عقائدية صلبة، ويعيش معظم أعضائها البالغ عددهم مئات، في مجمع مستوطنات "غوش عتسيون”, ومعظمهم ضباط من وحدات النخبة في جيش الاحتلال، ومن زعمائها مردخاي كربال ويهودا عتسيون، عضو التنظيم السري اليهودي، وهو الذي وضع خطة لتفجير المسجد الأقصى أوائل الثمانينيات ،وخططت هذه الحركة عدة مرات لنسف المسجد الأقصى، واعتقل أفواج من أعضائها عدة مرات، وكان يطلق سراحهم لاحقا .
4 – حركة "هتحيا” ، ومعناها النهوض، وهي حركة سياسية يمينية, تظهر توجهات غير دينية، وتعد من أكثر الحركات الإرهابية تطرفا وعنصرية بالدولة العبرية، ويعود ظهورها للعام 1979, إذ انشقت عن حركة "حيروت – الحرية”, احتجاجا على اتفاقات كامب ديفيد، وانضم إليها قسم من جماعة "غوش ايمونيم” و”حركة المخلصين لأرض "إسرائيل” الكاملة”. وهذه الحركة معنية بالسيطرة على المسجد الأقصى, لأن ذلك يحقق لإسرائيل السيادة والقوة، ومن أهم مبادئها إقامة المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية، وضرورة تخصيص إمكانات مالية كبيرة لذلك.
5 – "أمناء جبل الهيكل”، وهي جماعة دينية متطرفة، أنشأت عام 1983 ما يسمى بصندوق جمعية "جبل الهيكل”، وتسعى لتهويد المسجد الأقصى، ولها فرع بالولايات المتحدة الأمريكية ،وتركز نشاطاتها على إعادة بناء "الهيكل الثالث” المزعوم في نطاق الحرم القدسي الشريف، ومن أبرز رموزها ستانلي جولدفوت, وهو من يهود جنوب إفريقيا، وكان يعمل رجل مخابرات لصالح مجموعة شترين الإرهابية، التي اغتالت وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت عام 1948.
6 – حركة كاخ ، ومعناها "بالبندقية”، وهي حركة يمينية متطرفة أسسها عام 1972 الحاخام اليهودي الأمريكي مائير كاهانا, والذي مثلها في في الكنيست "البرلمان” عام 1984، ومن اتباعها جودمان, الذي قام بالهجوم على الأقصى يوم 11 نيسان 1982 ، ومعظم اتباع كاهانا طلاب اركزوا نشاطهم في القدس, ودمجوا في عملهم أسلوب العمل العلني والسري.
7 – حركة كهانا حي، وهي حركة إرهابية يمينية متطرفة لا تختلف عن حركة كاخ، من حيث الأيديولوجية، إنما توجد خلافات شخصية بين قادة الحركتين. ويقيم معظم أفرادها في مستوطنة "كفار تبوح” شمال الضفة الغربية، مع زعيمهم بنيامين، نجل الحاخام مائير كاهانا, الذي يرى نفسه على طريقة أبيه بعد مقتله، ويملك عدة سجلات لأهداف محتملة ضد العرب، ومخططات لهجمات وأعمال تخريب ضدهم وضد ممتلكاتهم.
واعتبرت سلطات الاحتلال هذه الحركة خارجة عن القانون لمنعها من اتباع العنف ضد الفلسطينيين، لتهدئة الرأي العام في العالم، و حتى تتنصل الحكومات الاسرائيلية من مسؤولياتها عن الأعمال الإرهابية، التي تقوم بها.
8 – مجموعة حشمونائيم ، وهي إحدى المجموعات الإرهابية الفاشية، التي تتأثر بحركة كاخ، ويتزعمها الإرهابي يوئيل لرنر، وقد عرف أعضاؤها باللجوء إلى العنف الشديد، وبالخبرة العسكرية العالية، ويرجع ذلك إلى أنهم بعد أن فرغوا من الخدمة العسكرية اتجهوا لهدف السيطرة على بيت المقدس بالقوة، متمردين على سياسة الخطوة خطوة، المتبعة من الحكومات الإسرائيلية، ومطالبين بطرد العرب من القدس كلها، ويعد الحاخام افيغدور نفتسال، الأب الروحي لهذه المجموعة التي قامت بمحاولة تفجير قبة الصخرة في تموز 1982, غير أن المحاولة فشلت، عندما جرى اكتشاف الشحنات الناسفة قبل انفجارها.
9 – منظمة "بيتار” (منظمة الشباب التصحيحيين) ، تأسست عام 1923 ولها فروع في عدة دول، وتهتم بإقامة الصلوات اليهودية في ساحة الأقصى. ومن قادتها المحاميان رابينوفت وجرشون سلمون، الذي يترأس أيضا المجموعة المتطرفة "الى جبل الرب” .
10 – حركة "تسوميت” ومعناها مفترق الطرق، وهي حركة قومية متطرفة، أنشأها رئيس الأركان الاسبق رفائيل إيتان، في العام 1983 ، وتسعى الحركة للتركيز على الصهيونية مذهبا، على اعتبارها هي الحركة المعنية بإعادة المجد إلى "أرض صهيون”. وتصر الحركة على بقاء القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل تحت سيادتها، وترفض الانسحاب من الضفة، وتدعو إلى تكثيف الاستيطان فيها.
11 – منظمة سيوري تسيون (رحلات صهيون)، وهي رابطة تطوعية، تعمل بإشراف المدرسة الدينية "غليتستا”، وتظهر على شكل جمعية خيرية، وتتلقى دعما من وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس الاحتلالية وجيش الاحتلال، وتهدف لتعميق الوعي إزاء الهيكل المزعوم والقدس لدى اليهود عامة والجيش خاصة، وتقوم بتنظيم رحلات دورية للأماكن الدينية اليهودية في القدس، وتدعمها المدرسة الدينية اليهودية "عطيرت كوهانيم” الموجودة في الحي الإسلامي من القدس المحتلة.
12- مؤسسة هيكل القدس، اسسها اليهودي ستانلي جولدفوت, المنشق عن "أمناء جبل الهيكل”, وتضم في هيئتها الإدارية خمسة من الإنجيليين الجدد، منهم الفيزيائي الأمريكي لاجرت دولفين، الذي حاول مع جولد فوت التحليق فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها باشعة "اكس” بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي، الذي ابتكره دولفين لتصوير باطن الأرض، ليثبت للعالم أن الأقصى مقام في موضع الهيكل.
13 – "عطيرت كوهانيم” ( المدرسة الدينية عطيرت كوهانيم) ، وتعني التاج الكهنوتي, وتعود جذورها للحاخام ابراهام يتسحاق كول، ويؤمن اتباعها بأنهم طلائع الحركة، التي ستبدأ المسيرة في الهيكل المزعوم. وكانوا حتى عهد قريب يمتنعون عن الذهاب إلى ما يسمونه "جبل الهيكل”، الى ان صدرت فتوى عام 1985 تتيح ذلك، المنظمة لديها خطط هندسية جديدة لإنشاء الهيكل المزعوم، وتعقد ندوات دورية عن الهيكل وسبل العمل لإعادة بنائه.
14 – إعادة التاج لما كان عليه ، ويتزعمها يسرائيل فويختونفر، الذي يحرك مجموعة عنيفة من الشباب المتعصبين، للاستيلاء على بيوت ومبان في القدس، بدعوى أنها كانت يوما ملكا لليهود، ثم ترتيب الجوانب القانونية لتمليكها لليهود، بهدف الاستيلاء الكامل على الحي الإسلامي في البلدة القديمة.
15 – مجموعة "آل هار هشيم”، ومعناها (إلى جبل الله), وتعمل من أجل تثبيت وجود الهيكل المزعوم, ويترأسها المحامي جرشون سلمون،والذي يتزعم أيضا حركة "الموالون لساحة المعبد”، التي تهدف للاستيلاء على أرض قبة الصخرة والأقصى وما جاورهما.
16 – حركة الاستيلاء على الأقصى، وأعضاؤها يدعون علانية لهدم الأقصى، وطرد جميع المسلمين من "أرض إسرائيل”، وتهدف الحركة أيضا لتهويد مدينة الخليل، والاستيلاء على المسجد الإبراهيمي. ومن أبرز رموزها يسرائيل آرائيل، والحاخام كورن، الذي يعد المرشد الروحي للشبان اليهود، الذين قاموا بالاعتداء على المسجد الأقصى عام 1968.
17- حركة "أمناه”، ومعناها الأمانة أو الميثاق، وهي تنظيم استيطاني تضم زعامته عددا من الشباب المتدينين اليهود، من ذوي القبعات المنسوجة، ومن خريجي المدارس الدينية، ويسعون إلى بث مفاهيم اجتماعية تعتمد على الإيمان الديني بقرب الخلاص بظهور المسيح، وتدعو للتمرد على المؤسسات القائمة، إذا حدث أي تعارض مع ما تنادي به التوراة، وهي تتحرك عمليا لمنع الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والسيطرة على عشرات المستوطنات، وجعلها يهودية تحت الأمر الواقع.
18 – عصابة "لفتا” (قبيلة يهوذا)، وهي ذات نفوذ قوي،وعندها إمكانيات عسكرية كبيرة، وقد حاول أفرادها عدة مرات نسف المسجد الأقصى وقبة الصخرة، عن طريق وضع متفجرات فيها، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
19 – تنظيم سري داخل الجيش، اكتشف عام 1984 أثناء الإعداد لمحاولة قصف المسجد الأقصى باستخدام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، لإزالته تماما من الوجود، ومعظم أعضاء هذا التنظيم ليسوا من الجماعات الدينية المتدينة المعروفة.
وهناك عدد كبير من الحركات الإرهابية السرية محدودة العضوية، وذات أهداف متماثلة منها حركة "حيرب ديفيد”، وحركة "موكيد ياهف”، وحركة "تسفيا”، وحركة "سيف جدعون”، ومنظمة "دوف” ، وحركة "غال”، ومنظمة ايال "التنظيم اليهودي المقاتل”.
وخلال العامين الماضيين برزت كثيرا نشاطات منظمات نسائية وطلابية يهودية مثل حركة "نساء من اجل الهيكل”، و”طلبة من اجل الهيكل” والتي ظهرت بمبادرات فردية بدعم من وزراء في حكومة نتنياهو الحالية ، وهذه الحركات تستغل وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في تحشيد مناصريها للقيام باقتحامات الأقصى المتكررة، والحث على هدم الأقصى