تقرير: عودة الأطفال السوريين للمدارس.. صعوبات وآمال

تقرير: عودة الأطفال السوريين للمدارس.. صعوبات وآمال
الرابط المختصر

يسلط تقرير صحفي لهيئة الإذاعة البريطانية الضوء على أوضاء الأطفال السوريين في الأردن وما يواجهونه من صعوبات بعودة العام الدراسي الجديد.

وينقل التقرير الذي أعدته الصحفية يولاندا نيل، تجارب الأطفال السوريين في مدرسة المثنى بن حارثة في مدينة اربد، حيث يحاول التلاميذ بصعوبة إنشاد النشيد الوطني الأردني قبل بدء الفصل، مشيرة إلى أن الأغلبية الساحقة من تلاميذ المدرسة لاجئون سوريون قدموا حديثا للإقامة في هذه المدينة.

ويضيف التقرير بأن الكثير من هؤلاء التلاميذ جاؤوا من مدينة درعا السورية التي لا تبعد عن اربد الا بمسافة 25 كيلومترا، "وهي المدينة التي شهدت انطلاقة الثورة السورية منذ سنتين ونصف، حيث لم يتلقوا ي تعليم منذ ذلك الحين".

وتشير نيل إلى ما شهدته من متعة الأطفال بالتمارين الصباحية التي تعلمهم الانضباط، وتنقل عن الطالب طارق بطاحي "12 عاما" شعوره بالسعادة بدرسه الأول، إلا أنه ككثير من التلاميذ متأخر بمرحلتين دراسيتين عن أقرانه.

 "لهذا السبب قررنا إعطاء التلاميذ دروسا إضافية في الجزء الأول من السنة الدراسية، ولإنعاش ذاكرة التلاميذ، نركز على المهارات والمعارف الأساسية"، وفقا لمدير تربية محافظة اربد عويد الصقور.

وتشير التقديرات إلى وجود حوالي عشرة آلاف تلميذ سوري يدرسون في عشر مدارس حكومية في مدينة اربد، فيما ثمة خطط لفتح خمس مدارس أخرى.

ومن أجل استيعاب هذه الاعداد، تقرر العمل بنظام مزدوج في المدارس، إذ يداوم التلاميذ الاردنيون من الصباح الى الظهر، ثم يأتي دور السوريين، حيث تعاني مدارس اربد في الوقت الراهن من الازدحام، إذ يتراوح عدد التلاميذ في الصف الواحد بين الـ 50 والـ 60، مما يولد ضغطا على المدرسين والموارد المحدودة المتوفرة للمدارس.

فيما توفر وكالة الطفولة التابعة للامم المتحدة "اليونيسيف" مساعدات مالية للسلطات الأردنية لتمكينها من دفع اجور المدرسين وتكاليف المدارس الإدارية، كما توفر الكتب والحقائب للتلاميذ السوريين، كما باشرت بحملة في اماكن تواجد اللاجئين السوريين تحمل عنوان "العودة إلى المدارس."

وينقل التقرير عن المسؤول في يونيسيف في الاردن توبي فريكر قوله بأن "بعض الأسر لا ترى سببا لإعادة اطفالها الى المدارس لأنها تعتقد ان وجودها في الاردن مؤقت، بينما تعاني بعض الاسر من ضائقة مادية مما يجبر الأطفال على العمل، إضافة إلى أن بعض الأهل لايعرفون أن من حقهم تسجيل أبنائهم في المدارس الأردنية."

"فبينما يوجد في الاردن الآن نحو 180 الف لاجئ تبلغ اعمارهم اعمار الدراسة، لم يسجل منهم في المدارس سوى 50 ألفا"، إلا أن نسبة التسجيل ازدادت بشكل ملحوظ هذه السنة في مخيم الزعتري، إذ بلغت نصف الأطفال الـ 30 ألفا.

ويعاني العديد من الأطفال مما شاهدوه في الحرب، وفعلا عندما اجهشت طفلة بالبكاء عندما اقتربنا من طاولتها قالت المدرسة إنها "تخاف جدا من الغرباء."

كما يعاني الكثير من الاطفال من التبول الليلي والكوابيس، بينما يظهر البعض استهتارا وعدوانية قد يحار الوالدين والمدرسين في كيفية التعامل معها.

وتقول الأمم المتحدة إن من بين مليوني لاجيء سوري في مختلف دول الشرق الاوسط ههناك حوالي مليون طفل، وهذا العدد الهائل يثير القلق إزاء التأثيرات المحتملة للحرب الأهلية على جيل كامل من السوريين.

ولكن العودة للمدارس قد توفر أملا، فـ"محمد "18 عاما" الذي كان مصابا بحروق شديدة في وجهه جراء انفجار، وقدم الى الاردن للعلاج، يواجه محمد صعوبة في التسجيل في المدرسة نظرا لفقدان سجلاته الدراسية، إلا أنه يقول "أريد الحصول على شهادة الثانوية العامة، ففي المستقبل عندما تنتهي هذه الازمة، سأحتاج إلى تلك الشهادة من أجل دخول الجامعة أو الحصول على وظيفة جيدة."

للاطلاع على التقرير: هنــــــــــا