تعليقاً على رد الفايز على النواب في الجلسة الأخير...تبرير ما لا يحتاج إلى تبرير

الرابط المختصر

الهدوء الحذر الذي ساد قبة البرلمان لثوان معدودة بعد رد رئيس الوزراء فيصل الفايز على مداخلة النواب حول المناطق الاقتصادية المؤهلة في جلسة الأحد 26 كانون أول، لم يقطعه سوى اعتراضات خافته من عدد من النواب أغلبهم من الإسلامين، على عبارة "سأتعامل مع الشيطان" التاريخية التي استعان بها الفايز في رده ذاك.

كما لم يصدر أي تعليق نيابي صريح في نفس الجلسة عليها سوى مطالبة النائب محمد ابو فارس رئاسة المجلس بشطبها من محضر الجلسة.

ولم ينسحب الهدوء على النواب فقط، فقد تعداه إلى الصحافة الأردنية التي تغطي البرلمان التي لم تتطرق لرد الفايز بصراحة وبتفصيل باستثناء صحيفة الغد اليومية وإذاعة عمان نت.

ويبدو أن كتاب الأعمدة قد تأخروا أيضاً في بحث ما حصل في تلك الجلسة ، فقد كتب سميح المعايطه في زاويته اليومية"موقف" في جريدة الغد في العدد الصادر بعد يومين من الجلسة يوم الثلاثاء 28 كاون أول، وتحت عنوان انفعال قال: القراءة الظاهرية لما حدث تشير إلى إلى وجود حالة انفعال وتوتر لا تعود فقط إلى احتجاجات نواب على اتفاقية أردنية أسرائيلية أوروبية لتوسيع نطاق عمل المناطق الصناعية المؤهلة، وإنما تعبر عن بعض التراكمات..."

وبرر المعايطة الإنفعال الحكومي الذي ظهر برد الفايز بأنه جاء نتيجة"الانتقادات التي تتعرض له الحكومة مؤخراً بشأن قضايا التعيينات الأخيرة وأزمة الشاحنات، إضافة إلى الموازنة القادمة وتفاصيلها وعبء القرار القادم...."

وخلص المعايطة إلى" ربما على الحكومة في عامها الثاني أن تكون أكثر هدوءاً، وما هو أهم من الردود الإعلامية على النواب أو الأحزاب أن يقوم الطاقم الوزاري بواجباته ودوره، والأهم من الإنجاز أحياناً محاصرة المشاكل ومنع تحولها إلى أزمات...."



أما سلطان الحطاب وفي زاويته "بصراحة" في جريدة الرأي الصادرة الثلاثاء 28 كاون أول وتحت عنوان" أتحالف مع الشيطان" وبعد أن بين الأصل التاريخي لهذه العبارة برر ما قاله الفايز " هذه العبارة ايضا قالها امس الاول رئيس الوزراء في سياق يؤكد فيه مصلحة الاردن اولاً امام نقد بعض النواب لسياسات الحكومة ....هذه العبارة التي أطلقها في البدء تشرتشل واستعملها الكثير من القادة والزعماء وقادة الاحزاب والساسة وان عكست نهجا ميكافيليا تبريريا لسياساتهم وممارساتهم التي تكون الغاية فيها تبرر الوسيلة الا انها ظلت دائما تأتي في سياق حميد يريد مستعمله تعظيم شأن المصلحة العليا مهما كان الوصول اليها مكلفاً... بعض السادة النواب الذين اهاجتهم العبارة قد لا يكونون سمعوا بها من قبل او عرفوا مناسبتها او سياقها التاريخي وقد يكونوا نظروا اليها على طريقة «ولا تقربوا الصلاة..» دون الانتباه الى السياق والتوظيف والقصد والغاية..... لقد سمعت العبارة واعتقد ان الرئيس الفايز أطلقها ضمن سياقها الطبيعي.."



بقي أن نقول أنه من الواضح بالنسبة للجميع أن علينا أن نفكر باعتدال ولا نتصيد الأخطاء لبعضنا البعض-إذا ما كان ماقاله الفايز يحتاج إلى تبرير أصلاً- إذا أردنا فعلاً تحسن الأداء البرلماني والحكومي على السواء، ولا ننشغل بشكليات تافهة تؤخر ولا تقدم، فمن أجل تنمية شاملة يتمناها الجميع ، وبغض النظر عن اعتقاداتنا

وأ صولنا يجب أن تكون مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.

أضف تعليقك