تعديلات على مناهج التعليم في الأردن تُدخل مفاهيم حقوق الإنسان وثقافة السلام

في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم عن تعديل مناهج التعليم ضمن خطة شاملة وذلك على ثلاث مراحل تنتهي في العام 2008. سوف تتناول التعديلات مفاهيم واردة في مصفوفة حقوق الإنسان وثقافة السلام. هذه التعديلات كانت مثار جدل واسع بين الأوساط السياسية والنقابية الأردنية، وتتهم بعض الجهات وزارة التربية والتعليم بمحاولات لإقحام ثقافة السلام "من باب تعزيز السلام مع إسرائيل"، إلا أن الوزارة تقول أن التعديل يأتي ضمن "مشروع تعديل مصفوفات المناهج التعليمية المتضمن تحديد نتاجات لكل المراحل".



رئيس لجنة التربية والشباب، النائب عدنان حسونة، يقول لعمان نت "تطوير مناهج التعليم أمر مستحب، وضرورة لا بد منها، بحكم مستجدات التي تعيشها، ولكن ينبغي أن نفرق بين نوعين من المناهج، مناهج مواد الأمة وهي التربية الإسلامية، اللغة العربية، والتربية الوطنية والتاريخ، وكذلك المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والعلوم".



وفيما يتعلق بالأساليب والمحتوى، يقول حسونة "نحن مع تطوير وتوظيف تكنولوجيا التعليم وتوظيف كل التقنيات التي تسهم في إثراء العملية التربوية، لكن فيما يتعلق بمحتوى بناء الأمة وهي التربية الإسلامية اللغة العربية، فنحن مع تطوير أساليبها وطرائق تدريسها، أما فيما يتعلق بالتعديل والحذف، فنحن مع التعديل والحذف الذي يتعلق بالقضايا غير الجوهرية، وغير ذلك نحن ضده".



وستقوم وزارة التربية والتعليم ببدء التغيير مع بداية العام المقبل، حيث ستعاد هيكلة المواد الدراسية لصفوف "الأول أساسي" "الرابع الأساسي" "العاشر"، كمرحلة أولى وفي العام الذي يليه سيطرأ تعديل على "صفوف الثاني والخامس والتاسع والحادي عشر".



وكان وزير التربية والتعليم الدكتور خالد طوقان، قد نفى لوسائل الإعلام أن يكون التعديل قد جاء ضمن "دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش المطالبة بضرورة تعديل مناهج التربية والتعليم في بلدان الشرق الأوسط".



ويرى النائب حسونة أنه "ينبغي أن لا تكون مناهج التعليم مجالاً للمساومة، فيما يتعلق بمواد الأمة"، معقباً " مناهجنا لا تدعي للتطرف، هي موضوعية، الفلسفة التي انطلقت منها هي فلسفة معتدلة متوازنة ومتعلقة بثوابت هذه الأمة".



وحول مصفوفة حقوق الإنسان وثقافة السلام، يقول حسونة "أغلب المفاهيم الموجودة في هذه المصفوفة، موجودة فعلاً في المناهج التي تدرس لطلابنا الآن، هناك مفاهيم يراد لمناهجنا بتعليمها، تتعلق بقبول الآخر، الكيان الصهيوني، ومحاولة التطبيع معه، فمناهج التعليم في أي بلد يعتبر مبعث افتخار واعتزاز وهو ما علينا أن نقوم به".



وعن تداول الناس الأخبار منذ سنوات بأن وحدات التي تتناول الجهاد في التربية الإسلامية أزيحت لأسباب سياسية، يلفت "هذا الكلام غير دقيق، مناهجنا تحتوي على مساق الجهاد، والآيات التي تتحدث عنها، إلا أنها قللت، لأسباب تتعلق بتطوير التعليم بين فترة زمنية وأخرى".

أضف تعليقك