"تضامن" تدعو الى الإفراج الفوري عن كافة الموقوفين والموقوفات من المعلمين
تتابع جمعية معهد تضامن النساء الأردني بقلق كبير مجريات الأحداث الأخيرة المتضمنة إغلاق نقابة المعلمين وإعتقال عدد من أعضاء النقابة وفروعها، وعدد آخر من المعلمين والمعلمات، في الوقت الذي تؤكد فيه أن حقوق المعلمين والمعلمات في التنظيم النقابي وحرية الرأي والتعبير وحرية التجمع السلمي هي حقوق مكفولة في الدستور الأردني والتشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها الأردن وكلنا ثقة بأن تطبيق مبدأ سيادة القانون وعدالة المحاكمات كفيل بضبط الأوضاع وضمان العدالةبعيداً عن التحيزات والمواقف المسبقة تسيس المطالب الحياتية للناس.
وتجد "تضامن" بأن لغة الحوار والتفاوض هي أسلم الطرق لحل كافة الإشكاليات والقضايا والمطالب التي ينادي بها المعلمون والمعلمات، كما أنها أفضل الوسائل للوصول الى تفاهمات تراعى فيها مصالح الجميع دون محاباة، ليتمكن الطلاب والطالبات من دخول العام الدراسي القادم بآمان وفي جو يسوده الإحترام بين كافة أطراف العملية التعليمية.
وتدعو "تضامن" الحكومة الأردنية الى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين والمعتقلات وإلغاء قرار حل النقابة، والبدء فوراً في مفاوضات للوصول الى حلول توفيقية مرضية ومقنعة لكافة الأطراف، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجه المعلمات تحديداً وهن يشكلن 70% من المعلمين في الأردن.
وتقدم “تضامن” تحية إعتزاز وإكبار وإحترام لجميع المعلمين بشكل عام والمعلمات بشكل خاص، وتدعو كافة الجهات المعنية الى تقديم التسهيلات والحوافز المادية والمعنوية، والتدريب والتأهيل للإرتقاء بالقدرات العلمية والعملية بما يخدم العملية التعليمية ورفع مستواها لبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية والنهوض بالمستقبل وتحقيق التنمية المستدامة.
"تضامن" تدعو الى الإهتمام بالمعلمين والمعلمات وتوفير ظروف عمل مناسبة ولائقة لهم
ولأهمية الدور الذي يقومون به فإن النداء الموجه من أجل المعلمين / المعلمات هو نداء لتوفير التعليم الجيد للجميع، الذي من شأنه فتح الآفاق وتوسيع الآمال بظروف عيش ومستقبل أفضلين، كما أن الإهتمام بالمعلمين والمعلمات وتوفير ظروف عمل مناسبة ولائقة لهم / لهن، وتوفير الأدوات والوسائل التدريبية والتنشيطية والتحفيزية من شأنها خلق جيل من المعلمين والمعلمات يعمل على ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في الكرامة والحرية والمساواة والعدالة وتوجيه المسارات نحو تنمية المجتمعات المحلية والتنمية المستدامة بشكل عام.
وتشير “تضامن” الى أن اليونسكو أكدت على تدهور الأوضاع المتعلقة بالتعليم في العديد من مناطق ودول العالم، إبتداءاً من الإحجام من قبل الأفراد للعمل كمعلمين ومعلمات وما نتج عنه من نقص حاد في أعداد المعلمين والمعلمات، ومروراً بالحاجة إلى توفير معلمين ومعلمات لديهم / لديهن القدرة والكفاءة والمهارة والتدريب، وإنتهاءاً بالرواتب والحوافز المالية المتدنية وتراجع مكانتهم / مكانتهن في المجتمع.
وعلى الرغم من المكانة والأهمية التي كان يتمتع بها المعلمون والمعلمات قبل عقود، إلا أنها تراجعت وبشكل كبير في السنوات الماضية ببعض الدول ومنها الدول العربية، حيث تعاني هذه الفئة من تهميش وضعف بالرواتب والحوافز وتراجع في المكانة الإجتماعية وتطاول وعدم إحترام من قبل الطلبة وقلة في فرص التدريب، في الوقت الذي لا زالت مكانتهم / مكانتهن في دول أخرى رفيعة المستوى رافق ذلك تراجع ملحوظ في مخرجات التعليم ومعاناة الطلبة وذويهم من هذه الظروف.
2.115 مليون طالب وطالبة و 136 ألف معلم ومعلمة في الأردن للعام الدراسي 2018-2019
من جهة أخرى ذات علاقة، فقد أظهر التقرير الإحصائي السنوي لعام 2019 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة بأن عدد الطلبة الملتحقين بالمراحل الأساسية والثانوية للعام الدراسي 2018-2019 بلغ 2114719 طالباً وطالبة شكلت الإناث ما نسبته 49.4% منهم وبعدد 1044384 طالبة. فيما شكل عدد الطلبة ذكوراً وإناثاً حوالي 20% من سكان المملكة.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” بأن متوسط عدد الطلبة لكل شعبة 25 طالب وطالبة / شعبة، ومتوسط عدد الطلبة لكل معلم 15.5 طالبة وطالبة / معلم، علماً بأن هنالك فروقات واضحة ما بين مدارس وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة، حيث تبين بأن متوسط عدد الطلبة لكل شعبة في مدارس وزارة التربية والتعليم 27.2 طالب وطالبة / شعبه مقابل 19.4 طالب وطالبة / شعبة في المدارس الخاصة.
وهنالك فروقات أخرى ما بين مدارس وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة فيما يتعلق بعدد الطلبة لكل معلم ومعلمة، حيث أظهرت النتائج بأن متوسط عدد الطلبة لكل معلم / معلمة في مدارس وزارة التربية والتعليم 16.2 طالب وطالبة، في حين أن المتوسط في المدارس الخاصة 13.1 طالب وطالبة.
70.2% من المعلمين في الأردن إناث إلا أن المعلمات في المدارس الخاصة يشكلن 90% من مجموع المعلمين فيها
وتضيف “تضامن” بأن عدد المعلمين والمعلمات في جميع مدارس المملكة للعام الدراسي 2018-2019 بلغ 136062 معلماً ومعلمة منهم 95472 معلمة وبنسبة وصلت الى 70.2%، وشكل الذكور ما نسبته 29.8% وبعدد 40590 معلماً. وتلاحظ “تضامن” وجود فروقات كبيرة بنسب المعلمين الذكور ونسب المعلمات الإناث ما بين مدارس وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة، حيث شكلت المعلمات ما نسبته 62.8% من معلمي مدارس وزارة التربية والتعليم (55078 معلمة مقابل 32656 معلماً)، وشكلن ما نسبته 90% من معلمي المدارس الخاصة (37832 معلمة مقابل 4212 معلماً).
إن مستوى التأزيم والتصعيد والتوتر القائم لا يخدم مصالح المجتمع ولا الطلبة وإنعكاساته السلبية تطال جميع الأطراف والأردن في هذه الظروف في غنى عن كل هذا ولذلك وجب إستخدام الحكمة واللجوء إلى التعقل وضمان حقوق الإنسان لنتمكن من الخروج الآمن من هذه الأزمة ليخرج الأردن منتصراً مرة أخرى .
جمعية معهد تضامن النساء الأردني
5/8/2020











































