ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان الإدارة الأميركية لما يعرف بصفقة القرن، وسط دعوات أردنية وفلسطينية رسمية وشعبية رافضة لها، باعتبارها انتهاكا وتصفية لحقوق الشعب الفلسطيني، وإحباط امكانية اقامة دولة فلسطينية، بجانب ارتدادات ذلك على دول المنطقة وخاصة الاردن.
ومن المقرر الكشف عن تفاصيل خطة السلام الجديدة في المنطقة مساء اليوم، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وسط ترقب لما ستضمنه رغم التسريبات العديدة التي كشفت العديد من بنودها، والتي وصفتها التصريحات الأردنية الرسمية بالتكهنات.
الكاتبة المختصة بالشأن الفلسطيني لميس اندوني تؤكد لـ "عمان نت" ان ما تم تسريبه من الصفقة ينسجم مع مختلف المخططات الاسرائيلية التي قامت بالإعلان عنها سابقا، من أبرزها ضم مدينة القدس والمستوطنات في الضفة الغربية وضم غور الاردن.
وتشير اندوني إلى أن ما تبقى من فلسطين بعد هذا الضم، هي عدد قليل من المدن والقرى المعزولة مع مواصلة إسرائيل السيطرة عليها، ما يعني إنهاء امكانية اقامة دولة فلسطينية .
وترى أنه من الضروري بقاء السلطة الفلسطينية على موقفها حيال هذه الصفقة، بجانب اتخاذها لإجراءات حاسمة كوقف التنسيق الامني مع اسرائيل، والإعلان عن ذهابها الى المحاكم الدولية، مشددة على اهمية التأكيد على الموقف الاردني لما تشكل هذه الخطة خطرا كبيرا عليه.
وعقب لقاء زعيم حزب ازرق ابيض الإسرائيلي "بيني غانتس"، بالرئيس ترامب، اكد ضرورة مناقشة الصفقة مع الملك عبد الله الثاني والسلطة الفلسطينية والدول الأخرى في المنطقة.
من جانبه يؤكد الخبير السياسي أنيس الخصاونة ان ما يتم تداوله حول صفقة القرن أصبح حقيقة، فالمطلوب الآن هو كيفية التعامل معها، مستبعدا تمريرها في حال مواصلة الرفض الفلسطيني والاردني لهذه الصفقة.
ويشير الخصاونة الى ان اكثر المتأثرين من هذه الصفقة هو الاردن، نظرا لما يربطه من حدود مشتركة بين الجانب الفلسطيني، والوصاية الهاشمية على المقدسات وغيرها من الأمور .
عضو معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى غيث العمري، يرى أن المطلوب من الدول العربية المعنية، وخاصة الأردن، الانتظار لمعرفة تفاصيل الخطة، واتخاذ موقف موحد تجاهها بما يلبي المصالح العربية.
وقرر رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، عقد اجتماع مغلق الاربعاء، لمناقشة صفقة القرن، وذلك بعد اعلان الادارة الامريكية تفاصيل الخطة.
كما دعت السلطة الفلسطينية السفراء العرب والمسلمين ممن وجهت لهم دعوات لحضور إعلان الصفقة الى عدم المشاركة باعتبارها مؤامرة تستهدف النيل من حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن الرئيس عباس سيدعو إلى اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، لبحث سبل مواجهة الخطة الأمريكية، مطالبا الدول العربية والمجتمع الدولي لعدم التجاوب معها كونها تمثل انتهاكا لكافة قرارات الشرعية الدولية.
هذا ويذكر أن الإدارة الأميركية قد مهدت للاعلان عن الصفقة بعد العروض الاقتصادية التي قدمتها خلال ورشة البحرين التي عقدت خلال العام الماضي.
وباشر المستشار الأمريكي جاريد كوشنر تحركاته السياسية كنوع من الضغط على دول المنطقة ومن بينها الأردن، للقبول بالخطة، الا ان الملك عبدالله الثاني جدد حينها تأكيده على موقف الاردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفض كافة الحلول البعيدة عن مبدأ حل الدولتين.