ترتيب العلاقات وخيار باراك أوباما!

الرابط المختصر

اختيار باراك أوباما الأردن ليكون محطته العربية، فذلك له أكثر من مدلول سياسي. ذلك أن زيارته للعراق تأتي ضمن الشؤون الأميركية الداخلية.

وأوباما ليس غريباً عن الأردن وموقعه السياسي في المنطقة، فقد التقى جلالة الملك قبل أشهر قليلة، لكنه أراد من زيارته للأردن، الاعتراف بنمط خاص من العلاقات الأميركية ؟ العربية، علماً أن الأردن ليس الأغنى، وليس الأكبر وليس الأوسع نفوذاً. وهنا نقف عند حالة كرسها الملك عبدالله، وهي ترتيب العلاقات ليس مع الولايات المتحدة وإنما مع جيراننا السعودية، ومصر، ودول الخليج. ومع العراق ومع سورية وبنسب مختلفة.
في واشنطن ؟ وهي القوة العظمى ؟ خلق صانع السياسة الأردنية حالة الاستقرار والديمومة في علاقات بلده مع العاصمة الأميركية، دون أن يكون ذلك على حساب علاقاتها الأوروبية أو الروسية أو الصينية. واستطاع أن يكسب أكبر حجم من المساعدات، وأن يحمل بشجاعة كبيرة همَّ القضية الفلسطينية، وأن يخالف في الشأن السوري أو الإيراني.
ثم هذا الأهم: فقد نجح الأردن في استقبال أصدقاء الأردن في الكونغرس الأميركي.. بما يسمى باللوبي لكن بطريقة مختلفة، فهو غير متعصب لنا تعصب اللوبي الإسرائيلي، وهو يضم الجمهوريين والديمقراطيين!!.
ترتيب العلاقات الأردنية مع القوى المؤثرة العالمية ومع القوى المؤثرة العربية، كان الظاهرة الأبرز في سياستنا الخارجية. ولعل الجهات المحلية التي تتعامل مع العالم ومع بلدها بأيديولوجيات الأحقاد وقصر النظر والمزايدة لم تفهم حقيقة ما يجري في هذا العالم. فهناك من يريد أن يشن الأردن حرباً على الولايات المتحدة انتصاراً للممانعة.. في حين أن أهل الممانعة يتراكضون في اتجاه باريس وفي اتجاه واشنطن وفي اتجاه السلام مع إسرائيل!! وهناك من يريد أن ينتصر الأردن بالمفاعل النووي الإيراني أو بحزب الله اللبناني أو بحماس غزة، في الوقت الذي لا يجد حزب الله غير الوحدة الوطنية اللبنانية ملاذاً له، ولا تجد حماس غير الوحدة، والبحث عن التهدئة، ومحاولة العودة الى أي نوع من العلاقة مع محيطها الفلسطيني والعربي!!.
ترتيب العلاقات الأردنية مع السعودية، كان الأولوية العربية بعد الأولوية الدولية، وقد استجاب العاهل السعودي عبدالله مع التوجه الأردني، فكان صديق الأردن الحميم، ورافده المالي والاقتصادي، والمدخل الذي عاد منه الأردن إلى منطقة الخليج العربي.
وترتيب العلاقات الأردنية مع مصر، أعطى القضية الفلسطينية قوة دافعة حقيقية، فالتنسيق الهادئ بين الدولتين جعل منهما سنداً للفلسطينيين في سعيهم لاقامة دولتهم على أرض فلسطين.. رغم كل ما يبدو من صعوبات وانتكاسات، فهناك قدر كبير، غير ظاهر، من منجز المفاوضات لا يمكن الإعلان عنه إلا بعد اكتمال الصورة!!.
والأردن يعمل على ترتيب علاقاته بسورية وبالعراق لتصل إلى مستواها المتوازن..

*الرأي