تدني مشاركة المرأة الحزبية مسؤلية حزبية وليست مجتمعية

الرابط المختصر

أظهرت نتائج دراسة حول واقع المرأة في الأحزاب السياسية الأردنية  أعدها مركز القدس للدراسات السياسية أن نسبة النساء في الأحزاب مجتمعة لا تتعدى العشرة بالمائة.وفي الوقت الذي يرى فيه الدكتور محمد العوران وزير التنمية السياسية " أن تدني مستوى مشاركة المواطنين وخصوصا المرأة في الأحزاب السياسية يعود إلى أسباب اجتماعية وثقافية تتعامل سلبيا مع التحزب"
فإن الكاتب الصحفي سميح المعايطة يحمل الأحزاب نفسها مسؤلية ليس تدني مشاركة المرأة فحسب وإنما مشاركة الرجل كذلك ويقول" الظواهر الكبرى في العمل السياسي والحزبي في العادة لا تخرج فجأة هي تكون محصلة لمسيرة طويلة والمرأة لم تكن ذات يوم ذات مكانة في مسيرة غالبية الأحزاب الأردنية وأحياناً حتى الأحزاب التقدمية والتي تقدم نفسها على أنها تخوض معارك المرأة على أسس مفاهيم غربية لم تكن تعطي المرأة ذلك الحق التي تنادي به".
ويدلل المعايطة على ما ذهب إليه بالقول إن "المرأة في الواقع الحزبي مهمشة وأثناء فترات سابقة عندما تم الحديث عن حقوق المرأة تم تقديمها حزبياً بشكل رمزي أو عينة على وجودها في الحزب والدليل أن الأحزاب لم تقدم سيدة في الانتخابات باستثناء حالات بسيطة تكاد لا ترى، وهذا الأمر ربما يكون منبثقاً من ضعف الأحزاب نفسها إذ أن هذه الأحزاب أصلاً لم تنصف الرجل بسبب ضعف الإمكانات المادية والبشرية والفكرية  وأدى ذلك إلى التأثير السلبي على وضع المرأة الذي يتسم بالإيجابية في القطاع العام إذ أن المرأة أخذت حصة في العمل السياسي من خلال القرار الرسمي أكثر مما أخذته في العمل الحزبي، وحتى الأحزاب القوية لديها تحفظات فكرية على مشاركة المرأة فيها وتقديمها للمرأة تقديماً خجولاً لغايات التجربة"
وفيما إذا كان  التقصير الحزبي تجاه المرأة أكثر تأثيراً على تراجع دورها الحزبي من النظرة الاجتماعية يرى المعايطة "أن المجتمع ليس قاسياً بشكل كبير تجاه تقديم  المرأة في العمل العام إذ أنه تم تقديمها عبر مؤسسات رسمية حكومية المجتمع تقبلها كوزيرة وكعين وكأمين عام وزارة وغيرها من المناصب المتقدمة أكثر من الأحزاب التي تعتبر مقصرة في هذا الجانب"
هذا وأشار مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي" إن نتائج الدراسة تناولت آراء 113 امرأة حزبية بينت أن أكثر من 90 بالمائة يعتقدن أنهن بحاجة إلى التدريب على مهارات الاتصال والإعلام .
ويذكر أن عدد النساء من مجمل الأعضاء المؤسسين في الأحزاب الأردنية الخمسة والثلاثين 372 من أصل 4116 أي ما نسبته 9% حسب الدراسة التي بينت أنها تتراوح بين حزب وآخر،فتبلغ أقصاها 50% في حزب الأحرار وأدناها صفر في حزبي البعث، أما توزيع النساء على التيارات السياسية والفكرية فقد بلغ 6% من التيارين القومي والإسلامي، 5% عن التيار اليساري –الشيوعي، و11% عن أحزاب الوسط الوطنية.
وبالانتقال إلى الهرم القيادي للأحزاب تتآكل نسبة النساء إلى الرجال كلما اتجهنا صعودا في السلم والحزبي والمخروط القيادي ، إلى الحد الذي ينعدم فيه وجوه نساء في موقع الأمين العام في 34 حزبا من أصل 35 حزبا مرخصا ، وتتضاءل فيه نسبتهن في المجالس التنفيذية والمركزية والشورية وغير ذلك من مسميات تختلف من حزب لآخر. على أن النساء الحزبيات الأردنيات يتميزن بكونهن من المتعلمات، ذلك أن 18 بالمائة فقط منهن يحصلن على الثانوية العامة فما دون ، في حين تحصّل 72% منهن على الدبلوم والبكالوريوس والباقي 10%على الماجستير والدكتوراه.
تتركز معظم النساء الحزبيات 93% في المدن الكبرى ، والباقي يتوزعن على البوادي والقرى والمخيمات ، ونسبة الشابات 18% من بينهن مرتفعة نسبيا 46% أما من تجاوزت أعمارهن حاجز الخمسين سنة فيقدرن بربع النساء الحزبيات ، ومن حيث الحالة الاجتماعية فإن 30 بالمائة منهن عزباوات ، 55 بالمائة متزوجات والباقي 15% أرامل ومطلقات.
ثلثا الحزبيات الأردنيات عضوات في منظمات مدنية وأهلية ، وأكثر من 85 بالمائة منهن سبقت لهن المشاركة في انتخابات نيابية أو بلدية أو نقابية أو طلابية ، وقرابة الأربعين بالمائة منهن ينوين المشاركة في انتخابات بلدية وبرلمانية في المستقبل ، 30 بالمائة يطمعن لأن يصبحن في موقع الأمين العام للحزب ، وأكثر من 84 بالمائة منهن ينوين البقاء في صفوف الحزب وعدم مغادرته.

أضف تعليقك