تخوف مقدسي من مشروع الدولة
عشية تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار الفلسطيني، تزايدت الضغوطات والتهديدات على القيادة الفسطينية، فالولايات المتحدة الأمريكية هددت السلطة الفسطينية، بالانتقام منها ماليا، فيما خففت "إسرائيل" من وتيرة تهديداتها، خوفا من تقويضها مقابل ارتفاع شعبية "حماس".
(138) دولة صوتت لصالح دولة فلسطين في الأمم المتحدة، مقابل (41) دولة امتنعت عن التصويت، وتسع دول أدلت بأصواتها ضد القرار.
وكنتيجة لإعلان قبول دولة فلسطين كدولة مراقب، أعلنت سلطات الاحتلال قرارها بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة والقدس، وثمة توقعات من انتقام "إسرائيلي" يتبع خطوة الدولة، منها ضم مستوطنة "معاليه ادوميم" إلى القدس، ضمن ما يعرف بمخطط القدس الكبرى.
وفي الضفة، زادت تهديدات الاحتلال بإعادة السيطرة العسكرية، وعقوباته التي تشمل الاعتقالات، ومصادرة المزيد من الأراضي، وتوسيع المستوطنات.
التخوف المقدسي
بعد تهديدات الاحتلال المتواصلة والمكثفة اتجاه القدس، والتصعيدات الأمريكية و"الإسرائيلية"، من تهويد وتوسيع واستيلاء، ومخططات استيطانية تطال بوصلة الدولة الجديدة، لضرب فرحة المواطنين" بالقرار الأممي"، أكدت المواطنة المقدسية، فاطمة سالم، تخوفها من ردة الفعل الاحتلالية، "للآسف، لا يوجد أمل مع الاحتلال، الكل مهدد، هذا التخوف موجود كل يوم، وفي كل مكان، في ظل استمرار العدوان على القدس، من تهجير واستيلاء وطرد".
ولا تخفي سالم فرحتها الكبيرة وغيرها من المقدسيين حول إعلان قرار الدولة، في ظل القمع الذي يتعرض له سكان القدس "نتمنى ان يكون هناك تحرط شعبي لمنع اخلاء الأحياء في القدس ومنع الاستيطان".
ويؤكد مشروع القرار الفلسطيني على "حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير والاستقلال في دولته فلسطين على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967"، وتقرر الجمعية العامة بموجب المشروع "منح فلسطين وضعية دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة من دون المس بالحقوق المكتسبة ودور منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني"
الأكثر تخوفاً
من جانبه قال رئيس اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد في القدس، خضر الدبس، " لا شيئ سيتغيرعلى القدس والمقدسيين، بعد الإعتراف بدولة فلسطين، فيما يخص الإستيطان والتهويد". مضيفاً "إن طبيعة التخوف المقدسي تتمثل بإستمرار الإحتلال بإجرائاته التهويدية والعنصرية ومحاولاته إثبات أن القدس عاصمة الشعب اليهودي".
وبين الدبس، خلال لقائه "هُنا القدس"، ردة فعل الجانب "الإسرائيلي" بدأت تظهرتدريجياً " إستصدار بناء اكثر من (3000) وحدة سكنية في القدس والضفة، وتضييق الخناق في من مناطق سلوان، وشعفاط وحي جراح وكافة مناطق القدس".
وإعتبر أن ما يقوم به الإحتلال محاولة لإثبات أن الإعتراف الدولي لا يعني شيئا ولا يوجد له أهمية على أرض الواقع.
بدوره أوضح الشاب المقدسي، عمر الرفاعي، أن التخوف الأكبر يتمثل في الإعتداءات المنظمة، وليس العشوائية التي يقوم بها المستوطنون من كتابة الشعارات والإعتداء على الممتلكات.
وعبر الرفاعي خلال حديثه لـ "هُنا القدس"، عن التخوفات الموجودة بإستمرار لدى المواطن المقدسي، والتي لا ترتبط بالشؤون العسكرية فقط، بل والإجتماعية، والإقتصادية، والتعليمية، والإعتقالات، وضغوطات بيع المنازل والمحال وتهجير سكانها.
وأشمل الرفاعي توقعات الشارع المقدسي للمستقبل القريب، بتخوف من إمكانية سحب الهويات، وإقرار بناء المزيد من الوحدات السكنية، ومصادرة الأراضي.
المصدر شبكة هنا القدس للاعلام المجتمعي