تحضيرات للمفاوضات المباشرة والأردن يزود الفلسطينيين بخرائط الضفة
ذكر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية، اليوم الاثنين، أن وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي ايتسحق هيرتسوغ التقى ظهر اليوم الاثنين في عمان رئيس الحكومة الأردني سمير الرفاعي، من خلال زيارة رسمية هي الأولى منذ سنوات يقوم بها وزير إسرائيلي.
وحث رئيس الوزراء سمير الرفاعي إسرائيل على بذل كل جهد مستطاع من أجل إنجاح لقاء واشنطن وتمخضه عن اتفاق، مؤكدا على أنه يجب بذل كل جهد مستطاع بغية عدم تفويت الفرصة التاريخية للسلام، مضيفا أن تقدم عملية السلام سيؤدي إلى تغيير طريقة معاملة الأردن وغيره من الدول العربية المعتدلة لإسرائيل، وفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية.
من جهته أكد الوزير الإسرائيلي خلال محادثاته في عمان أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يسعى إلى تحقيق انطلاقة سياسية ولكن على الفلسطينيين إضفاء صبغة تتسم بقدر أكبر من الاعتدال على تصريحاتهم وعدم فرض شروط مسبقة.
وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد من لقاء الملك عبدالله الثاني، قبل مغادرته المملكة أمس الأحد متجها إلى واشنطن، ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في اجتماع ركز على الجهود المستهدفة حل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي في سياق إقليمي يضمن تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة، وبحث الخطوات اللازم اتخاذها لإنجاح المفاوضات الفلسطينية–الإسرائيلية المباشرة، التي ستنطلق في العاصمة الأميركية واشنطن الأربعاء القادم.
وشدد الملك خلال اللقاء على ضرورة التعامل مع هذه المفاوضات بالجدية اللازمة لضمان معالجتها بأسرع وقت ممكن لجميع قضايا الوضع النهائي للوصول إلى حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، مؤكدا على أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط مصلحة إستراتيجية إقليمية ودولية، ما يستوجب تكاتف جهود جميع الأطراف لإنجاح المفاوضات، وضمان تحقيق تقدم ملموس وسريع فيها.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي، ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي، وأعضاء الوفد المرافق لوزير الدفاع الإسرائيلي، الذي غادر الأردن بعد زيارة قصيرة للمملكة.
وفي سياق التحضيرات الجارية قبيل أيام من انطلاق المفاوضات المباشرة، نقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أمس الأحد عن مصادر فلسطينية وصفتها بـ"المطلعة جدا"، أن الاردن يزود الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومرافقيه إلى واشنطن لبدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بخرائط تفصيلية وصور جوية للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية التي كانت تحت السيادة الأردنية قبل احتلالها عام 1967.
وأوضحت المصادر، بحسب القدس العربي، بأن الأردن فتح ارشيفه المتعلق بالضفة الغربية وحدودها قبل احتلالها من قبل إسرائيل عام 1967 للجانب الفلسطيني للتزود بالخرائط والصور الجوية التي تدعم المفاوض الفلسطيني أمام نظيره الإسرائيلي في المفاوضات المباشرة المقرر أن تنطلق الأربعاء القادم بحفلة عشاء يشارك فيها الرئيس الأمريكي باراك اوباما والملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك إضافة لعباس وبنيامين نتنياهو على أن تنطلق المفاوضات بشكل رسمي الخميس بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
وكانت مصادر إسرائيلية كشفت سابقا وجود قلق يسود وزارة الخارجية الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء نتنياهو في ظل الأنباء التي تتحدث عن استعدادات عربية "مصرية وأردنية" للمشاركة الفعلية في المفاوضات مع إسرائيل .
وقالت المصادر إن نتنياهو يرغب في مفاوضة عباس مباشرة دون مرجعية مصرية أو أردنية، مشيرة إلى أن الأردن يملك وثائق وخرائط تفصيلية وصورا جوية دقيقة عن الضفة الغربية لا تملكها السلطة الفلسطينية والذي من شأنه أن يعقد أي تقدم في المفاوضات بين الجانبين.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن تلك المصادر قولها أن عباس أضعف من أن يصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل لذلك يريد إشراك الأطراف العربية في أي حلول قادمة أو أي خطوات متقدمة في المفاوضات حتى لا يلام الفلسطينيون في أية قضية يتوصلون فيها إلى اتفاق مع إسرائيل.
وترى المصادر أن الإصرار الاسرائيلي على المفاوضات المباشرة ودفع الادارة الامريكية الى تبني الرأي الاسرائيلي حول ضرورتها كان مقابله السماح بدور مصري واردني وحتى عربي خليجي في المفاوضات، منوهة الى ان عباس يعيد المشكلة الفلسطينية الى الحاضنة العربية مرة أخرى.
رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الذي أكد على الدور الفعال للأردن ومصر في المفاوضات المقبلة كشف في حديث لصحيفة "القدس العربي" عن تحضيرات تجري لعقد لقاء ثلاثي يجمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع الرئيس المصري حسني مبارك، والملك عبد الله الثاني في واشنطن قبل الاجتماع الخماسي الذي سيكون بداية لانطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في الوقت الذي بدأت فيه الترتيبات الفلسطينية لتشكيل طاقم جيد للمفاوضات.
وقال عريقات إن اللقاء الثلاثي بين الزعماء سيناقش انطلاق المفاوضات المباشرة في ظل دعوة اللجنة الرباعية ومبادرة السلام العربية التي تحدد مبادئ عملية السلام، موضحا أن هناك "خطة ورؤية عربية للمفاوضات مع إسرائيل"، مذكرا بالموقف العربي المنادي بوجود مرجعية واضحة، ووقف كامل للاستيطان في ظل انطلاق أية عملية سلام مع الإسرائيليين.
ومن المقرر أن يغادر عباس عمان فجر الثلاثاء متوجها لواشنطن برفقة ياسر عبد ربه ونبيل شعث ونبيل أبو ردينة وأكرم هنية ومحمد اشتية إضافة لصائب عريقات الذي سبقهم تحضيرا للزيارة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العمل على تشكيل الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، ومن المتوقع أن يترأس الطاقم مستشار رئيس الوزراء يتسحاق مولخو، وفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية. وقد تقرر إلغاء جلسة المنتدى الوزاري السباعي التي كان مقررا عقدها صباح اليوم الاثنين لإجراء نقاش أخير قبل توجه رئيس الوزراء إلى واشنطن للمشاركة في مراسم إطلاق المفاوضات المباشرة.