تحت شعار"جيل كرامة إلى الأمام".. مهرجان كرامة يحلّق بدورته العاشرة

 

يفتح "مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان" أبوابه هذا العام، بدورته العاشرة المتميّزة بقضايا أفلامها وفعاليّاتها الغنيّة، حيث تنطلق ليالي المهرجان  ابتداءً من الخامس حتى الثاني عشر من شهر ديسمبر الجاري، لتستهل الليلة الأولى بفيلم الافتتاح " عرب غربيّون" بحضور مخرجه الفلسطيني "عمر الشرقاوي"، وذلك في المركز الثقافي الملكي في عمّان، حاملاً شعار "جيل كرامة إلى الأمام" كحدث سينمائيّ دولي يرفع راية قضايا حقوق الإنسان، مركّزاً على محاور بارزة، كتمكين الشباب، وتقييم الثورات العربية ونتائجها، ومناصرة المرأة، وحقوق الطفل، ووجوب حمايتهم من الصراعات الدائرة في العالم، في عروض سينمائية استقطبت 100 فيلم من 36 دولة حول العالم.

 

بتنظيم من المعمل 612 وبالشراكة مع المركز الثقافي الملكي والاتحاد الأوروبي في الأردن، يطلّ "كرامة" هذا العام، بدورة تحمل طابعاً خاصاً، إذ إنّ العروض السينمائية ستغطي عشر مدن ومحافظات أردنية هي:"إربد والسلط وعجلون وجرش والأزرق ومادبا والزرقاء والكرك والعقبة ومعان"، وعدداً من الجامعات الأردنية، في عروض خارجية، من الشمال إلى الجنوب، إيماناً من المهرجان بأحقيّة هذه المدن بتذوق الفن السينمائي، وضرورة مواكبة قضاياه، بوصفه أداة فاعلة، قادرة على طرح هموم الإنسان ومعالجتها سينمائياً.

يرتبط "مهرجان كرامة" منذ تأسيسه، ارتباطاً وثيقاً مع الإنسان، في علاقة قائمة على الانتصار لقضاياه، لذلك يحتفل كل عام "باليوم العالمي لحقوق الإنسان" في العاشر من ديسمبر، على طريقته السينمائية الخاصة. وبهذه المناسبة، يتعاون المهرجان في هذه الدورة مع المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة في الأردن، لتكريم جهود الشباب. 

ويأتي ملتقى كرامة الشبابي "فكر إلى الأمام"، كخطوة إضافية مهمة لجعل المهرجان منبراً للشباب، بغية بناء شبكة تواصل بين ذوي الوعي الاجتماعي، من الفنانين والمفكرين، للأخذ بأيديهم، لإنجاح مبادراتهم ومشاريعهم، التي من شأنها تغيير المجتمع للأفضل.

لا يتوانى "كرامة" عن إقامة المعارض الفنية، كجزء مرتقب كل عام، كشريك فاعل في توعية الإنسان وإحداث التغييرات، لذلك يقيم المهرجان هذا العام "معرض أرشيف كرامة" تحت عنوان "جيل كرامة" تكريماً  للأجيال التي مرت على المهرجان، برحلة امتدت لعشر سنوات، عبر تقديم مجموعة أرشيفية من المنشورات وملصقات الأفلام، ولقطات تحبس الأنفاس، وجوائز عديدة صمّمت خصيصاً لمستحقيها، عبر قاعة مليئة بسحر جوهر السينما.

كما تستضيف هذه الدورة، أعضاء من فرقتي "السبعة والأربعين" و "حركة الدبكي" الفلسطينيتين، اللتان ستقدمان عروضاً موسيقية، وعروضاً فلكلورية محدّثة، لتغوص في قضايا الإنسان، كغوص الجذور في الأرض.

"لا تعني لا" شعار آسر، أطلقته "كرامة"، بالتعاون مع IMS الدنماركية، ليحفّز على التصدي للعنف، القائم على النوع الاجتماعي، والبحث عن حلول من خلال الأفلام والإعلام، للقضاء على ظاهرة النمطية المؤذية التي تنال من كرامة المراة في المنطقة وفي العالم.

وليس بعيداً، ينتقل بنا المهرجان، عبر برنامج "نافذة على الكرامة اليمن"، ليفتح لنا شبّاكاً يطل على الشارع اليمني، بقضاياه المجتمعية، المطروحة بالعروض السينمائية والموسيقية، ببرنامج خاص، تحت رعاية بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن.

كتوليفة شيقة، يعقد اجتماعاً تحت عنوان "اجتماع تشبيك السينمائيين" لجمع محترفي صناعة الأفلام، لتبادل الخبرات وبناء علاقات، للتمهيد لصناعة مشاريع وأعمال سينمائية عالمية مشتركة في المستقبل.

كما يقيم المهرجان "ورشة عمل للمحترفين" من السينمائيين، أصحاب الأفلام "ذات الميزانية المنخفضة"، لدفعهم نحو خارطة محكمة، لصناعة مشاريعهم الخاصة، وذلك من خلال دورة تدريبية مكثفة في الجامعات.

"السينما في التعليم" محورغاية في الأهمية، يضع جميع روّاد السينما في حالة تفكّر بالبعد الجندري في أعمالهم، ومدى أهمية مناصرة المرأة في الأفلام، وكأنّ "كرامة" يطلب منها أن تواجه العنف بالعنفوان. كما يتضمن هذا المحور مناهجاً مقترحة ومنهاجاً تطبيقياً، لتدريس مساقات السينما والإخراج في الكليات والجامعات، تم وضعها من قبل هيئة من الأساتذة والأستاذات، من جامعات أردنية ومغربية، من إنتاج المعمل 612  و بدعم من اليونيسكو.

تأمل "كرامة" في تنشئة جيل من الأطفال يتمتع بالثقافة السينمائية، عبر برنامج "كرامة أطفال"، الذي سينطلق من (عمان والرصيفة) بالتعاون مع مركز هيا الثقافي، لمدة ثلاثة أيام، لتشجيع الأطفال على الانخراط في مشاهدة أفلام عالمية، اختيرت خصيصاً لهم، لدفعهم نحو معرفة حقوقهم، والدفاع عنها، والتصدي لشتى أنواع القمع والتمييز، وخطاب الكراهية، ومواجهة التنمر أينما كانوا.

ومن أجل ربط الفنانين بالمدينة، لخلق حركة ثقافية، يطلق المهرجان مشروع "الهوية والمدينة"، لدعم الفنانين وإخراجهم من حالة العزلة الفنية، عبر تدريبهم ضمن "مجموعات مركزة" يحصلون من خلالها على فرصة التعلم من بعضهم البعض، وصولاً إلى وعي حقيقي لمفاهيم "الهوية والمدينة".

 

ينطلق "مهرجان كرامة" هذا العام كمهرجان يبهج السينما الحقوقية، بإنجازاته وعروضه المفعمة بالحياة، في ظلّ الوجع الإنساني الذي يلف المنطقة، عبر أسبوع سيروي قصص آلاف العابرين في هذا العالم.

أضف تعليقك