تجاوزاتٌ مهنيّةٌ وأخلاقيّةٌ في نشر فيديو اعتذار "طفل البترا"

خالفت وسائل إعلام محليّة، المبادئ الأخلاقيّة والمهنيّة التي تحكم نشر المقاطع المصوّرة، عندما نشرت مقطعًا لطفل في مدينة البترا جنوب الأردن، يعتذر فيه عن سلوك سابق عنيف ضدَّ أحد الحيوانات، رُغم أنَّ الطفل في حالة انكسار وضَعفٍ وخوفٍ وخارج من نوبة بكاء شديدة.

"أكيد" تتبّع نشر المقطع المصوّر لطفل البترا على وسائل التواصل الاجتماعي لكنه سرعان ما انتشر أيضًا على وسائل الإعلام التي لم تراعي حالة الطِّفل النَّفسية، وما سيشكّله هذا المقطع من تأثير سلبيّ على الطِّفل، مستقبلاً.  

ونشرت وسيلة إعلاميّة مادة خبرية بعنوان: "فتى يعتذر من حماره بعد تعنيفه في البترا – فيديو"، وأرفقت المقطع المصوّر دون تغطية وجه الطفل، أو احترام خصوصيّته، وبينت أنَّ الجهات المختصة هي التي طلبت منه الاعتذار دون أنْ تعود لأيٍّ من هذه السُّلطات والحصول على معلومات منهم.

ونقلت وسيلة أخرى المقطع المصوّر للطِّفل، ونشرته وعنونته ب"بعد الفيديو الذي اثار الغضب.. "فتى البترا" يعتذر من حماره.. شاهد!!"، مرتكبة المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة ذاتها بحق الطفل.

ونشرت وسيلة إعلام عربيّة المقطع وصورة للطفل، دون اتخاذ الإجراء المناسب عند نشر الصور والمقاطع المصوّرة التي يكون بها أطفال في حالات ضعف وخوف وجاء عنوانها ب: "باللغتين العربية والإنجليزية فتى البترا يعتذر للحمار وسائح بريطاني".

الدكتور صخر الخصاونة، أستاذ التشريعات الإعلامية في معهد الإعلام الأردني، أكَّد أنَّ الطِّفل في هذا المقطع المصوّر تم وَصْمُهُ، وأنَّ من مصلحته أن لا يظهر في المقطع.

وأضاف خلال حديثه إلى "أكيد": عند تصوير الأطفال يجب أنْ يتمَّ أخذُ موافقة أولياء أمورهم، وأخلاقيًا، كان يجب على وليّ أمر الطفل أنْ يظهر معه في هذا المقطع، مؤكّداً أنّ تداوله من قبل وسائل إعلام يُعدّ مخالفة أخلاقيّة صريحة.

ويُنبّه "أكيد" إلى المعايير المهنية التي يجب مراعاتها عند نشر المقاطع المصوّرة للأطفال، كالابتعاد عن تصويرهم وهم في حالات ضعف، وانكسار، وخوف، واحترام كرامتهم الإنسانيّة، وتغطية وجوههم، بالإضافة إلى ضرورة قياس مدى تأثير ذلك على مستقبل الطفل، وترك معالجة الخطأ للسلطات المختصّة.

أضف تعليقك