تبرعات الفقراء لغزة: تبدأ من الأثاث ولا تنتهي

الرابط المختصر

تتفاوت تبرعات الأردنيين من الطبقة الفقيرة في دعمهم للأهل في قطاع غزة بين من يريد بيع بيته كاملا أو من يريد التبرع بما يملك من فتات عرفانا للصمود الأسطوري الذي يبديه أهالي غزة.

الفقراء لا يملكون شيئا، فكانوا الأكثر عطاءً في تبرعاتهم إذ يدلل ممدوح زينات صاحب بقالة إلى قيام جيران له في "حي الحدادة" إلى جمع تبرعات من أموال ومواد عينية من مونة البيت، في وقت هم بأمس الحاجة لها.

أبو محمد 66 عاما، متقاعد يعيش على راتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز 150 دينارا، يعيش وزوجته وحيدين، يجمع منذ بدء العدوان على غزة ما ُأتي له من مال لتقديمه تبرعا، ولا ينقصه كما يقول سوى بيع بعض أثاث البيت ليشعر بقيمة التبرع وبراحة نفسية لكنه وبدون أي أن يفصح للناس قام وزوجته ببيع إحدى مدافئ المنزل ورصد مبلغها وقيمته 30 دينار تبرعا.

لكن السيدة انتصار 44 عاما وبعد تفكير ليس بطويل، قامت بأخذ جمعيتها التي تقيمها مع جاراتها هذا الشهر وتقديمها تبرعا بكاملها إلى غزة، تقول: "ليس بيدي حيلة سوى الدعاء لهم وتقديم ما يمكنني جمعه لهم وأبسط شيء هو أخذ بضعة أموال كنت سأخزن فيها مواد لأطفالي وتبرعت بها لأطفال غزة".
 
نبيل الخضراء، واحدا من الشباب الذي نشط في مخيم الحسين منذ أسبوع في جمع المال والمواد العينية من جيرانه ورفدها لإحدى الجمعيات المحلية في المخيم لتقديمها للهيئة الخيرية الهاشمية، يقول: "عشرة دنانير مني لا تكفي ففكرت أن أجمع من معارفي وجيراني خمسة وعشرة دنانير ومعلبات إلى أن أصبحت كمية وافرة يمكن إرسالها إلى القطاع عن طريق الهيئة الخيرية".
 
محمود يتقاضى راتب 200 دينار لم يكشف عن تبرعه لكنه قال إنه دفع المستطاع ما جعله مرتاح نفسيا في أنه ساهم بالقليل لدعم أشقائه في غزة، وتشابه معه جاره خليل أبو هندي الذي يتقاضى راتب 250 دينارا وقدم دماؤه ومبلغ قليل تبرعا.
 
حليمة العناب 67 عاما، جمعت ما لديها من حرامات جديدة ومخدات وقدمتها تبرعا، وتقول: "أشاهد يوميا القصف المستمر على غزة وتدمير البيوت وبرد الأطفال والنساء، أتمنى أن أساهم بقليل لمساعدتهم".
 
حمزة يتقاضى راتب 180 ديناراً، لم يشأ الحديث عن تبرعه لكنه يعتبر أن ما قام به يجعله أيضا راضي عن نفسه، ويقول: "نعم أريد أن أساهم شهريا في دعم الأشقاء".
 
أبو محمد يتقاضى راتب 200 دينار ولديه 7 أطفال، يقول إن الدينار الواحد يفرق مع أهل غزة وهنا قام بالتبرع عن كل طفل له بدينار وعن زوجته وعن نفسه ليصل المجموع إلى عشرة دنانير.
 
عزام أبو غليون صاحب بقالة يكشف عن قيام أحد جيرانه بتأجيل كمبيالة مستحقة عليه لدفع بعض المبالغ تبرعا ويقول له أنه راضي عن قيامه بذلك رغم ما ستسببه له من ضائقة مالية الشهر المقبل، ويتحدث عن قيام أحد الجيران بتأجيل شراء دواء له ليقدم المبلغ تبرعاً.
 
المسنة فضية لا تملك المال لكنها تواصل يومها بالدعاء لهم، لكنها كما تقول وبحسرة أنها لا تقوى على التبرع لأنها ببساطة لا تملك المال إذ تعيشه مع ابنها الذي يعمل دهانا يكسب ماله يومياً.
 
تتنوع تبرعات الفقراء وتتفاوت، وجميعهم يريدون التبرع ولا يسألون عن ضائقتهم المالية، في سبيل دعم أشقائهم في غزة، ويدركون أن ما يتبرعون به سيضيق عليهم الحال ليوم أو لشهر آخر، غير أنهم مستندين على المعاناة المضاعفة للعائلات في غزة  وهنا تبقى معاناتهم كما يرون بسيطة لطالما أنهم مستمرين في حياتهم لا يعطلها صاروخ أو قنبلة.