بعينين دامعتين تحدث الحاج راتب قطيشات عن استقباله نبأ "استشهاد" ابنه محمد في العراق الجمعة الماضية بعد مداهمة قوات الأمن العراقية منزله في مدينة الموصل واعتقال زوجته الكردية الأصل فيما لا يعلم مصير حفيديه عبيدة وعبد الرحمن حتى الآن.
بيت العزاء أقيم لاستقبال "المهنئين بالشهيد" بمدينة السلط محمد قطيشات الذي سافر للعراق عام 1999 لإكمال دراسته الجامعية.
وأضاف أنه بقي هناك بعد الاحتلال الأميركي ليعتقل عام 2004 بتهمة المشاركة في عمليات المقاومة، وظل معتقلا هناك حتى أيلول 2010 حيث خرج من السجن ليقتل قبل أيام قليلة.
وذكر قطيشات أن اتصالا ورده من مجهول أبلغه بـ"استشهاد محمد واعتقال زوجته وعدم معرفة مصير طفليه".
وطالب الحكومة الأردنية بالعمل على إعادة الطفلين كونهما مواطنين أردنيين، مؤكدا أن مصيرهما هو ما يشغل باله الآن.
وأشار إلى أن زوجة ابنه حضرت للأردن عام 2005 ومكثت حتى خروج زوجها حيث سافرت للعراق للعيش إلى جانبه.
وقال قطيشات إنه لا يعلم لماذا قتل ابنه بعد أن خرج وأراد العيش إلى جانب زوجته وابنيه في العراق؟ حيث خشي من العودة للأردن لوجود حكم غيابي صدر بحقه من محكمة أمن الدولة.
وأصدرت محكمة أمن الدولة حكما غيابيا في عام 2006 بسجن محمد قطيشات عشر سنوات مع الأشغال الشاقة بعد اتهامه بالانتماء لتنظيم مرتبط بالقاعدة وزعيمه في العراق أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في يونيو/حزيران من نفس العام في غارة أميركية.
وجاء الحكم على قطيشات إلى جانب أربعة شبان جميعهم من مدينة السلط اتهموا بالتحضير لمهاجمة فنادق وسياح أجانب بالأردن.
وحضر لبيت العزاء المئات من بينهم العشرات من أتباع التيار السلفي الجهادي.
وقال الشيخ جراح قداح –أحد قيادات التيار السلفي الجهادي بالسلط- إن "استشهاد قطيشات يضاف لشهداء مدينة السلط الذي قارب عددهم العشرين خلال عقد من الزمان".
وقال إن قطيشات "ترك شهادة الدنيا وذهب ملبيا نداء ربه ليحصل على شهادة في سبيل الله دفاعا عن أعراض المسلمات وأرض المسلمين في الوقت الذي جاءت فيه أميركا من مسافة عشرين ألف كيلومتر إلى بلادنا لتحاربنا في ديننا وأرضنا وتنهب الأموال والأعراض وتغتصب الأراضي".
وتساءل "هل يحق لأميركا أن تقاتل في أرضنا ونحن محرم علينا أن نذهب وندافع ونحرر هذه الأرض؟"، مضيفا "لا عزة لنا ولا عشنا إن لم ندافع عن ديننا العظيم".
وتزامن استقبال العزاء بقطيشات مع فتح عائلة محمود أبو ريدة (39 عاما) "عرسا" في الطيبة جنوب عمان لابنها الذي قالت إنها تلقت اتصالا يفيد بـ"استشهاده" في أفغانستان.
وقال شقيق أبو ريدة إن شقيقه الذي ولد في مخيم غزة -القريب من مدينة جرش شمال عمان- توجه إلى باكستان منتصف العقد الماضي ليغادرها نهاية عام 2000 لبريطانيا.
وأضاف أنه اعتقل هناك لمدة أربع سنوات وخرج دون أن توجه له أي تهم ومكث لأربع سنوات أخرى تحت الإقامة الجبرية ليطلب منه بعد ذلك مغادرة بريطانيا.
وأشار إلى أن شقيقه حاول العودة للأردن عن طريق سوريا لكن السلطات الأردنية رفضت دخوله، حيث عاد لقطاع غزة وعندما خرج لإحضار عائلته الموجودة في الأردن لم يتمكن من العودة لغزة مرة أخرى.
وأضاف أنه قرر إرسال عائلته للعيش بالأردن بينما اختار هو التوجه إلى أفغانستان عن طريق إيران مطلع العام الجاري "بحثا عن الشهادة التي أحبها منذ صغره".
وقال شقيق أبو ريدة إن الأخبار انقطعت عن شقيقه منذ عشرة أشهر ليتلقى اتصالا نهاية الأسبوع الماضي يفيد بـ"استشهاد" شقيقه، وقال إنه تأكد من الخبر من مواقع جهادية على الإنترنت.
ونعى الشيخ حمزة منصور -أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي- أبو ريدة، وقال في كلمة له ببيت العزاء إنه سار على خطى الشهيد الدكتور عبد الله عزام.
ووضعت عائلة أبو ريدة لافتة كتب عليها "عرس الشهيد المجاهد محمود أبو ريدة" على مدخل بيت العزاء، كما أنشد شبان في العزاء احتفاء بـ"الشهيد".