بلدة حزما شاهدٌ على شراسة الإستيطان بالقدس

بلدة حزما شاهدٌ على شراسة الإستيطان بالقدس
الرابط المختصر

ظلماتٌ بعضها فوق بعضها، تلك التي تعيشها بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة. جدارٌ يبتلع الاف الدونمات، كتل استيطانية تزدحم حول البلدة، هدم للبيوت والمنشآت بحجة عدم الترخيص، وحرمان من أهم مصادر المياه .

تقع البلدة في المنطقة الفاصلة بين شمال الضفة وجنوبها، الأمر الذي جعلها عرضة لحملة إستيطانية شرسة أنهكت الأرض و الإنسان، فمستوطنة "آدم " تحيط بها من الجهة الجنوبية، وإلى الجنوب الشرقي تجثم مستوطنة"علمون"، فيما تحيط بها مستوطنات"النبي يعقوب، بسغات زئيف،وبني آدم "من الشمال الشرقي .

رئيس المجلس ببلدة حزما موفق الخطيب يرى في حديثه لـ"هُنا القدس" أن الأمور تعقدت بشكل أكبر، بعد إقامة الاحتلال لجدار الفصل العنصري منذ عام (2006)، حيث خسرت القرية قرابة (4318) دونمًا من الأراضي الزراعية والرعوية، ما حرم الأهالي أهم مصادر رزقهم، في ظل عدم توافر خطة استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة مخططات الاحتلال سواء على المستوى الرسمي او الشعبي .

ويتابع الخطيب "أنّ مخططًا اسرائيليًا مبرمجًا أسهم في عزل البلدة قسرًا عن مركزها المتمثل بالمدينة المقدسة، فحياتنا واقتصادنا وسوق تجارتنا كان في القدس، وبعد أن أكمل الاحتلال بناء الجدار تم عزل البلدة بشكل كامل عن امتدادها، وتحوّلت الحركة بإتجاه مدينة رام الله ".

"عين فارة" كانت إحدى المصادر المائية التي تعتمد عليها البلدة بشكل خاص، ومنطقة القدس بمجملها، وبعد مصادرة الاحتلال للعين عام (1967) أصبحت البلدة تعاني شُحًا شديدًا في المياه .

عائلات عزلها الجدار

ما إن أتم الاحتلال وضع أخر مكعباته الإسمنية في الجدار الفاصل، حتى بدأت فصول مأساة عائلة عبد الغفور الخطيب وغيرها من العائلات بالتكشف، لاسيّما وأنهم أصبحوا في منطقة معزولة عن باقي سكان القرية .

يقول عبد الغفور لـ"هُنا القدس": المنزل يحاصره الجدار و المستوطنة، وأطفالي يضطرون للمشي مسافات طويلة يوميًا للوصول إلى مدارسهم، لدينا في العائلة حالات اعاقة بحاجة الى رعاية طبية خاصة، وسلطات الاحتلال منعتنا من إدخال سيارة لتيسير أمور حياتنا، بعد تدخل جهات عديدة، فيما الضرب والإهانات من الجنود المنشرين في المنطقة لم تتوقف .

عبد الغفور الخطيب لم يجعل للتفاؤل مكانًا في حساباته المستقبلية، فلا أحد قادرٌ على إخراجه من المأساة التي يعيشها منذ سنوات .

شبكة هنا القدس للإعلام المجتمي

أضف تعليقك