بالصور.. مستنقعات مياه عادمة تهدد منطقة الوالة

بالصور.. مستنقعات مياه عادمة تهدد منطقة الوالة
الرابط المختصر

ما زال أهالي سكان منطقة الوالة في لواء ذيبان يتقدمون بذات الشكوى وعلى مدار شهر تقريبا للجهات المعنية حول استمرار تشكل مستنقعات مياه صناعية عادمة في المنطقة ما يتسبب بمكرهة صحية تمتد حوالي 10 كم.

على إثر ذلك، شكل أهالي المنطقة لجنة مكونة من مدير زراعة مادبا ومجموعة من الأهالي قبل 10 أيام للكشف على المناطق الملوثة، كما يقول عضو اللجنة محمد سنيد "إذ تبين تشكل مستنقعات من المياه العادمة ذات اللون الأسود على ضفاف السيل الجاري بمسافة 7 كيلو القادم من منطقة زيزيا وتسير في مجرى الوادي باتجاه سد الوالة مما سيتسبب بتلوث المياه، كما حدث عندما هطلت الأمطار في أول مرة سحبت جميع المياه العادمة باتجاه السد".

وفي المرة الأولى التي قدم فيها أهالي المنطقة شكوى إلى المحافظ قامت فرق سلطة وادي الأردن بأخذ عينات من مياه السد للكشف عن صحة حدوث تلوث، بحسب سنيد الذي تابع قائلاً " أظهرت النتائج وقتها انه لا يوجد أي تلوث في مياه السد، وذلك لان الأمطار عندما هطلت سحبت جميع المياه الملوثة إلى السد فاختلطت مع المياه النظيفة التي تعتبر كميتها أعلى لذا لم يظهر أي نتائج في العينات".
 
وما زال أهالي المنطقة يتخوفون من هطول الأمطار في هذه الفترة لأنها ستعمل على سحب المياه العادمة عبر سيل الوادي باتجاه السد  مما سيلحق تلوثا في مياهه، وبالتالي سيترتب عليه ظهور مشكلة أخرى تنصب في معالجة مياهه.
 
من جهته، شكك أيضا المواطن عبد الله بريزات بصحة نتائج الفحص المخبري الذي قامت به كل من فرق سلطة وادي الأردن ووزارة المياه والري "هذه النتائج غير صحيحة لعدم وجود مصداقية في نتائج الفحص ويجب العمل على اخذ الإجراءات اللازمة في تنظيف وتعقيم السد كونه المغذي الرئيسي لمياه الشرب في كل من منطقة عمان ومادبا".
 
 
ويجري هذا السيل عبر الوادي ويمر في عدة قرى منها زويزا وارينبة الغربية والقطيعة، وهذه المناطق يقطنها آلاف السكان الذين يعانون من الروائح الكريهة، بالإضافة إلى تواجد الأراضي الزراعية والبيوت البلاستيكية بكثرة على ضفاف السيل الجاري الملوث بالمياه العادمة؛  فالمزارعون يعملون على ري مزروعاتهم من مياه السيل غير الصالحة للري، بالإضافة إلى شرب قطعان الماشية من مياهه الملوثة.
 
الناطق الإعلامي في وزارة البيئة عيسى الشبول اعتبر أن على سكان هذه القرى إثارة هذه القضية بشكل أكبر من اجل التحرك وإجراء ما يلزم لإنهاء هذه المشكلة ومعالجتها من جذورها.
 
وقامت الوزارة بتوجيه من رئيس الوزراء نادر الذهبي بالتحقق من عمليات التسرب الحاصلة في منطقة الواله بلواء الجيزة من خلال فرق وزارة البيئة في منتصف شهر نيسان الماضي، ويزيد الشبول " اطلعنا على واقع الحال وثبت أن هناك عمليات تسريب إلى منطقة السيل المؤدية إلى سد الواله الأمر الذي أدى إلى تشكل بعض البرك الناجمة عن تصريف المياه العادمة من بعض المنشآت الصناعية في تلك المنطقة".
 
بحسب الشبول قامت الوزارة على ضوء ذلك بمخاطبة الجهات المعنية ممثلة بوزارة المياه والري، مطالبين "بالإسراع لإنشاء وتشغيل محطة التنقية في منطقة جنوب عمان، وإغلاق بعض المناهل والشروع بإعادة تأهيل المناطق الملوثة فيها، والعمل أيضا على إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة لنوعية المياه في سد الوالة".
 
وبين بانه سيتم اتخاذ جملة من الإجراءات اللازمة لتصحيح الأوضاع في تلك المنطقة، منها العمل على مراقبة المصانع وإلزامهم بعدم تصريف المياه الصناعية العادمة، "وبخط موازي ستلزم هذه المصانع بإنشاء وحدات لمعالجة المياه الصناعية العادمة، إضافة إلى تكثيف الرقابة من قبل كوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة "الشرطة البيئية".
 
ويتواجد في منطقة الوالة محطة تنقية كان عملها مقتصر على إعادة تنقية هذه المياه الصناعية العادمة القادمة من المصانع، لكن تم إيقاف عملها بسبب انتهاء مدة عطاء تشغليها في عام 2006.

وبالنسبة لعمل هذه المحطة، يقول الشبول " قامت الوزارة بمخاطبة أمانة عمان الكبرى للإسراع في إعادة تأهيل المحطة والعمل على توسعتها لاستيعاب كميات اكبر من المياه العادمة، وستقوم الأمانة بناء على الاتفاق بإعادة تأهيلها وتنظيفها خاصة تلك البرك التي تؤدي بالمياه الفائضة منها إلى مجرى السيل".
 
وبين الشبول أن جريان السيل في الوادي يجري باتجاه سد الوالة، وتم إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة وتبين أن "مياه السد لم يعتليها أي تلوث ممكن أن يشكل خطورة على نوعية المياه فيه".           
 

ويشار إلى انه تم توجيه كتاب رسمي في الثامن من نيسان إلى أمانة عمان موجه من مدير منطقة الجيزة م. عبد الحليم وريكات إلى نائب مدير المدينة للخدمات العامة فان رئيس القسم الصحي قام بجولة لمنطقة الجيزة وقام بالكشف على محطة التنقية والوادي المحاذي مؤكدا الكتاب إلى وجود مكرهة صحية بشكل كبير جدا وتلوث بيئي في مجرى مياه الأمطار في الوادي المحاذي للمحطة عن تسرب المياه العادمة من مخيم الطالبية إلى مجرى الوادي وان نظام الصرف الصحي مكشوف منذ عشرين عاما ومحطة التنقية لم يكتمل عملها بعد.
 
وتختلط المياه العادمة المتدفقة من المخيم مع مياه الأمطار ثم تصب في مجرى الوادي مما يسبب انبعاث روائح كريهة وتكاثرا للحشرات والقوارض في المنطقة مؤكدا الكتاب ان المياه العادمة تنتهي في سد الوالة.
 
اما فيما يتعلق بجانب صهاريج النضح، حيث تقوم بإفراغ حمولتها من المياه العادمة في مجرى الوادي. الأمر الذي يفاقم المشكلة.
 
يشار ان سد الوالة قدرته التخزينية حوالي 8 ملايين م مكعب وهو مخصص لغايات تغذية المياه الجوفية.