بائعو بسطات يحولون مقاعد عامة معرض لبضاعتهم

 

من مقاعد للراحة إلى متجر ملابس هذا ما حدث بالمقاعد العامة التي وضعتها أمانة عمان الكبرى في جبل الحسين  لزوار السوق. حيث قام بعض باعت البسطات بإستخدام هذه المقاعد لأغراض البيع كوضع البضائع او الجلوس عليها ومن أمامهم بسطاتهم , فلم يعد بإمكان زوار السوق استخدامها لراحتهم أو لغايات التنزه, بالإضافة الى ان الأرصفة باتت ضيقة بسبب وجود المقاعد والبسطات معاَ. 

المهندس سعد دويكات مدير مديرية ضبط البيع العشوائي في أمانة عمان الكبرى قال: "لا يحق لأصحاب البسطات استعمال المقاعد المخصصة لزوار السوق . وانه يوجد لدينا فريق ثابت في جبل الحسين يكافح هذه الظاهرة وسيستمر في مكافحتها. وان هذه الظاهرة تنتشر من الباعة المتجولين الذين يكونون أغلب اوقاتهم في سيارات مثل الباصات الصغيرة فيحاولون استخدام هذه المقاعد في  ظل غياب فريق الأمانة وغالبا يكون في أوقات المساء .

اما المهندس أسامة الجبور مدير مشروع الحي النموذجي في جبل الحسين اعتبر : ان "البسطات تسبب تشويهَ بصرياَ وصعوبات في الحركة على الأرصفة,بالإضافة الى ان بعض أصحاب البسطات كانوا قد تسببوا بالعديد من المشاكل وعرقلة للعمل قبل الانتهاء من المشروع  بحيث اننا لم نتمكن من تركيب وترتيب البلاط والدرابزين والمقاعد الخشبية بشكل ميسر الا بعد الترتيب مع دائرة البيع العشوائي التي قامت بإزالة جميع البسطات عن الأرصفة. وأكد ان أصحاب البسطات يقومون هم بالجلوس على هذه المقاعد بدلا من رواد السوق مستعملين الدرابزين لتعليق بضاعتهم ومن امامهم بسطاتهم, 

               

هذا ما أكده أصحاب المحلات قائلين : أن فريق عمل المشروع لم يستطع ان يتجادل مع أصحاب البسطات على الرغم من ان المهندسة المسؤولة عن وضع المقاعد طلبت من العمال تغير مكان أحد المقاعد الا ان بعض اصحاب البسطات لم يسمحوا بتغيير موقع المقعد لأنه يتنافى مع رغبة صاحب البسطة,

مضيفين أن بعض أصحاب البسطات لا يلتزمون بأخلاق التواجد على الطرقات أي أنهم يقومون برمي النفايات امام المحلات و لا يلتزمون بالوقت المحدد لهم من الأمانة  وذلك من الساعة الحادية عشر صباحاَ إلى الرابعة عصراَ,ويعودون لوضع بسطاتهم بعد ذهاب مراقبو الأمانة طالبين من الأشخاص الجالسين على المقاعد القيام عنها لوضع بسطاتهم وقال "محمد" اسم مستعار صاحب محل اخر أنهم لم يقتصر فقط على أخذ المقاعد واستخدامها بل هنالك مقاعد أصبحت ملغاة بالكامل بسبب تواجد البسطة فوقها.

 وأضاف ان السوق أصبح غير مناسب للسيدات بسبب الكلام البذيء الذي يستخدمه بعض أصحاب البسطات وبسبب التحرش اللفظي الموجه لهؤلاء السيدات , وهذا ما أكدته  "هدى " اسم مستعار واحدة من الفتيات التي تعمل بائعة في متجر مقابل بسطة قائلة أنها لا تشعر بالراحة بوجودهم بسبب إقدامهم على فعل بعض الحركات الغير أخلاقية .

 قال دويكات للأسف أصحاب المحلات محقون في بعض اقوالهم الا اننا لا نستطيع اتخاذ اجرائتنا بحق هؤلاء  الباعة لانهم يتعاطفون معهم بسبب الاجراء المتبع الا وهو المصادرة لبضائعهم.

                       

 ومن الجانب الاخر نفى أصحاب البسطات استغلالهم للمقاعد قائلين انهم لا يحجبونها عن المارة  وان باستطاعتهم الجلوس عليها وقت ما يشاؤون وان الاتهامات الموجهة لهم هي غير سليمة.

بالإضافة الى ان العائق في الطريق ليس بسبب البسطات بل لان اماكن وضع المقاعد غير مناسب ولان للأمانة قامت بتضييق الشوارع و الأرصفة . 

وقال السيد "أبو خالد " لقب مستعار :ان من  يقوم بمنع رواد السوق من الجلوس على المقاعد هم الشبان الذين يقضون معظم أوقاتهم جالسين على تلك المقاعد مسببين  ازعاجً للمارة مستخدمين ألفاظ غير أخلاقية.

 وايد احد المواطنين كلام بائع البسطة قائلاَ انه ليس من الضروري ان يكون بائع البسطة هو المتسبب بالازعاج للمارة بل ايضاَ أصحاب المحلات وبعض رواد السوق يقومون بهذه الأفعال.  وانهم لا يسببون الأذى انما هم فقط بحاجة الى تنظيم من قبل المسؤولين.

وهذا ما قالته إحدى  رواد السوق الحسين الدائمين :ان البسطات لا تسبب لنا أي نوع من الازعاج بل هي باب رزق لهؤلاء الباعة إنما هم بحاجة الى تنظيم وأماكن مخصصة لهم.وكانت معظم اراء زوار السوق هي "ان الرزق على الله ولا يجوز قطع ارزاق الناس" وجميعهم اكدوا لنا انه لم يسبق لاي بائع بسطة التعدي على المارة بأي شكل كان.

وكان  احدهم يعمل بائع بأحد المحلات في وسط البلد وقال إن أمام محله يوجد  بائع بسطة وعند غياب هذا البائع يقل عدد زوار المحل لان السبب الرئيسي لقدومهم هي البسطة.

وكانت بعض مطالب أصحاب البسطات هو تخصيص أماكن خاصة لهم بأنهم سيلتزمون بذهاب اليها حتى لو كانت مقابل مبلغ رمزي شهرياَ, بعدما اخبرونا ان هذه البسطات هي باب رزقهم الوحيد وأضاف السيد أبو احمد انه في الخمسين من عمره ولا يستطيع العمل في غير هذا المجال وانه يعيل عائلة مكونة من ست اشخاص. 

رد دويكات قائلاَ: ان الأمانة  قامت فعلاَ بإيجاد أماكن مخصصة للبيع العشوائي موزعة في مناطق العاصمة كالأسواق الشعبية (رأس العين الشعبي وسوق المقابلين للخضار و وادي السير الشعبي وسوق مرج الحمام و ماركا والمحطة) إلا أن باعة البسطات يصرون على البيع العشوائي في الأماكن العامة والشوارع .وتوعد دويكات قائلاَ انه سيكون هناك حملات تفتيش على مدار الساعة في جبل الحسين وجميع المناطق الأخرى في الأيام المقبلة .

 وهنا  تبقى التساؤلات ما بين بسطات عشوائية في الطرقات أم باب رزق للكثير من العائلات ؟ 

 

 

أضف تعليقك