بائعو اليانصيب.. فقراء يلعبون بالألوف!

بائعو اليانصيب.. فقراء يلعبون بالألوف!
الرابط المختصر

يحترف
الكهل أبو سمير بيع أوراق اليانصيب منذ ما يقارب العشر سنين، تجده يجلس على الرصيف
في وسط البلد عمان،
واقفا أمام لوحة عرض البطاقات لساعات طويلة ينظر
الباحثون عن الحظ ممن "أدمنوا" على شراء بطاقات اليانصيب على حد قوله.


مردود جيد...

لكن ما الذي دفعه للعمل في هذه المهنة؟؟ يقول أبو سمير
ان بيع أوراق اليانصيب فيها نوع من المردود المالي الجيد، فهو يقوم بشراء أوراق
اليانصيب من الجمعية الخيرية ثم بدوره يبعها للناس ويربح في كل ورقة مبلغ معين وما
يتبقى من الأوراق يحتفظ بها لعله يفوز بإحدى الجوائز القيمة.


أما محمد وهو مصري الجنسية يحمل شهادة جامعية في السياحة
وجد في بيع اليانصيب مردود جيد يعيل فيه أسرته في مصر إذ انه يعمل على نظام النسبة
كما يقول" أبيع في اليوم
20 ورقة يانصيب تقريبا احصل على نسبة ربع دينار على الورقة وهذا مناسب لي وأفضل من الراتب الشهري اذ ان العمل على
نظام النسبة يشجع الشخص على المزيد من البيع.


ويتابع هذه مهنة مريحة لهذا اخترتها فأنا أقف في مكان معين والزبون يأتي ليشتري مني ولا اذهب إليه على عكس
بعض الباعة الذين يروجون بطاقاتهم في الباصات والمجمعات التجارية، أما أنا فعملي مختلف
أنني أقف في ركن معين من الشارع واجلس على الكرسي، فمن اشترى أهلاً وسهلاً.


مهنة جميع الأعمار..
والفقراء

ولا تعرف هذه المهنة عمرا معينا فمن خلال تجولنا رصدنا
أعمار العاملين في هذه المهنة، أبو سمير يناطح السبعينات ومحمد المصري ابن ال39
عاما وهناك أيمن 21 عاما وغيرهم الكثير من الشخصيات.


و يمتاز معظم العاملين في هذه
المهنة انهم من الفقراء ذو الدخل المسحوق، اذ ان معظمهم يعتاش ويعيل أسره كبيرة من وراء بيع اليانصيب كما
يقول جمال 45 " هذا مصدر رزقي الوحيد في هذه الحياة لا يوجد لي مهنة أخرى
غيرها أقوم ببيع اليانصيب وأعتاش على النسبة التي احصل عليها فكلما بعت ورق أكثر
حصلت على مال أفضل".


مدمنون يانصيب

أما الشاب احمد37 عام يواظب على شراء دفاتر اليانصيب
يوميا بعد ان ربح في احد المرات جائزة كبيرة عندما كان في رحلة الى تركيا ومن
وقتها وهو يحاول لعله يجد ضالته بورقة يانصيب أخرى ويقول" هنا في الأردن لم
يحالفني الحظ حتى هذه اللحظة، على الرغم من ان معدل ما ادفعه يوميا على اليانصيب من
نقود 30 دولار يوميا". لكن هل هذا الوضع مجدي يقول" إذا حسبناها اربح يوم واخسر 100 يوم، لكن هناك أمل فالعديد
من الأشخاص لا يملكون دينار اصبحو أغنياء من وراء ورقة يانصيب". هكذا يختم
احمد كلامه ثم انهمك بالعبث بارواق اليانصيب.


ويزيد أبو سمير هناك إقبال وإدمان من قبل بعض الأشخاص
على اليانصيب من المواطنين الباحثون عن فرصة العمر والمتمثلة بمبلغ سريع من المال
لشراء شقة أو زواج أو سيارة وخصوصا الإقبال من الشباب الراغبون بتكوين أنفسهم
بسرعة في ظل الظروف المعيشية الصعبة".


مفاجآت..ومواقف

يبيعون أوراق قد تساوي الآلف لكنهم لا يملكونها، فمحمد
المصري على سبيل المثال باع أكثر من ورقة يانصيب كان لها الحظ بأن فازت بالجائزة
الكبرى وقيمتها 25 ألف دينار! ما شعوره عندها
يقول " ان الحياة نصيب لم احزن لان هذه الورقة كانت من نصيب شخص آخر
لكني الذي يحزنني ان الفائز لم يقدم لي أي اكراميه أو حلوان، وهذه ليست المرة
الأولى ففي بعض المرات اشترى احد الأشخاص مني ورقة وفازت بمبلغ 5 آلاف دينار دون
ان يعلم إلا بعد ان راجعني بعد 5 أيام من تاريخ السحب وذهبت برفقته وساعدته في
استلام المبلغ إلا انه لم يتذكرني ولو بملغ قليل".


أما أبو سمير اكتفى بالقول " لا احزن اذا خرجت ورقة
رابحة من عندي بل بالعكس أنا افرح لأنها دعاية جيدة وحسن طالع للبائع الذي سيقبل
الناس عندها للشراء منه أوراق اليانصيب".


فصل الشتاء..يزعجنا

ويشكو كل من أبو
سمير ومحمد المصري من فصل الشتاء إذ انه " ضيف مزعج"، أبو سمير لا يقوى
على مآنسته بسبب عمره الكبير مما يدفعه للملمت أوراقه والذهاب الى المنزل أما محمد
المصري يصر على البقاء لكنه يلف أوراقه بمشمع بلاستيكي ويختفي هو تحت مظلة احد
المحلات المجاورة له.


اكشط واربح...

وتختلف إشكال أوراق اليانصيب فمنها أوراق فورية الربح او
الخسارة، وبمجرد ان تمسح الجزء المخصص لتظهر أمامك النتيجة، النوع الآخر من
الأوراق وهي الأكثر شيوعا تحمل رقم متسلسل يتم السحب العشوائي عليه مرتين في
الشهر.

أضف تعليقك