ايوب يصرخ بعد صبر طويل
صبر ايوب طويلا لكنه لم يعد يحتمل المزيد من الفقر وضيق الحال. موظف بائس في شركة امن وحماية يعمل 12 ساعة يوميا براتب لا يزيد على 150 دينارا يعيل اسرة من خمسة افراد الى جانب زوجته طبعا.
يعيشون في غرفة واحدة في احدى ضواحي عمان, يذهب نصف الراتب اجرا شهريا لها, والنصف المتبقي لا يطعم طفلا واحدا. ابنته الكبرى لم تكمل تعليمها الجامعي ولم تتمكن من الحصول على وظيفة.
ايوب, مضروب بحجر كبير, كونه يعمل في القطاع الخاص لكن »التجار« لا يرحمون فهو محروم من حقوقه في التأمين الصحي ناهيك عن كونه يعمل ساعات عمل اكثر مما ينص عليه القانون.
دار ايوب على كل الجهات الرسمية التي يمكن ان تقدم له المساعدة, اضطر لذلك بعد ان باع اثاث غرفته البسيط واسطوانة الغاز لتسديد فاتورة زوجته في مستشفى حكومي لجنة الزكاة في منطقته اثقلت طلبه بالاختام والتواقيع بلا جدوى, وزارة التنمية الاجتماعية منحته مساعدة عاجلة لمرة واحدة مقدارها 100 دينار, اما زوجته فالتحقت باحدى المؤسسات التابعة لجمعية المركز الاسلامي حيث تتلقى دروسا دينية على آمل ان تحصل على مساعدة مالية كما وعدتها ادارة المؤسسة وما زالت تنتظر.
التقيت ايوب في مبنى »العرب اليوم«, بكى بحرارة واقسم انه يتنقّل على قدميه لتوفير ما في جيبه من دنانير قليلة »في رمضان ليجد قوت اولاده« يقول »ايوب رداد«.
رجل الامن والحماية لم يعد قادرا على توفير الامن والطمأنينة لعائلته فكيف يطب منه اصحاب المال ان يحمي ممتلكاتهم وثرواتهم.
قصة ايوب توجع القلب, لم استطع تجاهل مأساته واكتب في شأن آخر. وهذا المقال ليس نداء من اجل حل مشكلة فردية وان كان ذلك عمل خير يشكر فاعله وانما للتذكير بعشرات الالاف ممن هم على شاكلة ايوب.
لقد حققت الدولة الاردنية الكثير في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية, فغالبية الاردنيين مؤمنون صحيا ومن لا يتوفر له يحصل على اعفاء طبي من الديوان الملكي بسهولة, اما عدد المشتركين بالضمان الاجتماعي فقد قارب المليون مواطن.
لكن دائرة الفقر تتسع مع استمرار الهرولة في طريق الخصخصة, فبعد قرابة العقدين على برامج التصحيح الاقتصادي يقبع ثلث الاردنيين تحت خط الفقر وتعيش 82 الف اسرة على رواتب صندوق المعونة الوطنية. الفقر ليس »جيوبا« في عدة محافظات كما تسميها برامج وزارة التخطيط وانما الاف من البشر في كل مكان صبروا طويلا وها هو ايوب يصرخ باسمهم.0











































