انخفاض القوة الشرائية في رمضان لـ 40%

انخفاض القوة الشرائية في رمضان لـ 40%
الرابط المختصر

ودع عدد كبير من المواطنين المشتريات العشوائية و المتطلبات غير الضرورية في رمضان الحالي بعكس الذي سبقه الذي استمرت فيه العادات الرمضانية الاستهلاكية من شراء وإسراف بالسيطرة على أجواءه العامة.

وبالرغم من أن موجة ارتفاع الأسعار بدأت منذ ما يقارب الأربع سنوات إلا أن أثرها لم يظهر بوضوح على العادات الرمضانية إلا في رمضان الحالي، الذي لجأ فيه بعض المواطنين إلى توفير احتياجاتهم الرمضانية بما يتناسب وإمكاناتهم المادية وتغيير نمطهم الاستهلاكي واقتصارها على الاحتياجات فقط.

أم جلال (معلمة) تحدثت عن انخفاض نسبة شرائها مقارنة مع العام الماضي بقليل في جولة ميدانية داخل الأسواق الشعبية لراديو البلد أجرى خلالها استفتاء مع عدد من المواطنين حول إقبالهم على الشراء في شهر رمضان لهذا العام مقارنة بالعام الماضي وعزت أم جلال اختلاف نسبة شراءها هذا العام عن الذي سبقه  بسبب "ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية لهذا العام بشكل كبير ".
 
أم زكريا (ربة منزل) قررت التجوال في السوق منذ الصباح لتشتري حاجياتها، لكنها لم تتمكن بسبب موجة الغلاء " أسعار الخضار بأنواعها في رمضان هذا العام مرتفعة جدا ووصلت اغلبها إلى ما يقارب الدينار، حتى الجوز واللوز الكيلو وصل إلى 10 دنانير، وبالنسبة للملابس فإنني لم أتمكن من شراء ملابس العيد للأطفال بسبب غلائها".
 
المواطن جمال متقاعد من الضمان الاجتماعي، يشتري الخضار يوما بيوم بسبب " تقلّب أسعار الخضار بارتفاع وانخفاض في كل يوم،  لذا خفّت نسبة شراءه مقارنة مع رمضان العام الماضي مع أنني حصلت على المكرمة الملكية إلا أن الدخل أصبح لا يكفي مقارنة بعدد أفراد أسرتي وارتفاع الأسعار".
 
تراجع الطلب على الملابس...
الحال بالمثل بالنسبة لأصحاب المحال التجارية الذين اشتكوا من انخفاض نسبة الطلب على شراء الملابس، بسبب توجه المواطنون لإعطاء الأولوية لتأمين المواد الغذائية والتموينية بالأسعار التي تناسب ميزانيتهم.
 
أبو محمود صاحب محل تجاري لبيع الملابس اشتكى من عدم إقبال المواطنين على شراء الملابس في شهر رمضان " الإقبال ضعيف لأن اغلب المواطنين يقبلون على شراء المأكولات والمواد التموينية، لكن في الأسبوع الأخير سيرتفع الإقبال بقليل في الأسواق وذلك يعود إلى السيولة والدخل لكل مواطن".
 
ويرى التاجر أبو خالد أن الحركة في السوق ما زالت اخف حتى مع منح المكرمة الملكية للمواطنين المستفيدين، ويعود ذلك إلى أن "المواطنين ينفقونها في شراء المواد الغذائية والتأثير يكون قليل على محلات الألبسة والأقمشة".
 
حركة الأسواق منذ بداية رمضان...
هل تراجع الشراء وإقبال الزبائن في رمضان هذا العام بسبب الغلاء فعلاً قياساً مع رمضان الماضي، يقول نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق لراديو البلد "الإقبال على المواد الغذائية اقل من العام الماضي حيث وصلت النسبة في بعض المناطق إلى 40%، لكن الأقل تأثرا هي المراكز التجارية والمولات والمؤسسات الاستهلاكية بسبب ارتفاع الأسعار وضعف القوة الشرائية وأيضا تغير أنماط الشراء لدى الموطنين والشراء المتزايد عن حاجة الأسرة، بالإضافة إلى زيادة الرواتب غير المتوافقة مع أسعار السوق".
 
وحول تأثير السوق بالمكرمة الملكية يضيف توفيق" ساهمت المكرمة في مساعدة التجار والمواطنين خلال أسبوع واحد إلى أن وصلت مجمل ضخ قيمة 73 مليون دينار في السوق".
 
وهكذا الحال بالنسبة لقوة الشراء وإقبال المواطنين على أسواق الملابس، هذا ما بيّنه نقيب نقابة الألبسة والأقمشة صلاح حميدان " الإقبال على الشراء في أول عشر أيام من رمضان يكون قليل بسبب انشغال المواطنين بشراء المأكولات والمواد التموينية، وفي آخر 15 يوم من رمضان سيتوجه المواطنين لشراء الألبسة، وبشكل عام هناك تراجع في القدرة الشرائية عند المستهلك".
 
وسواء قل الطلب أم زاد على الشراء لأسباب مختلفة ومتباينة إلا أن الأسعار مازالت ترتفع  في شهر رمضان بشكل ملاحظ قياساً مع باقي الشهور بحسب زيادة طلب المستهلك على السلع، مما يستدعي التشديد في الرقابة لحماية المستهلك.