انحسار تدريجي لمساحات الحمضيات في وادي الأردن
تشتهر منطقة وادي الاردن بزراعة الحمضيات ، وهي الهوية التي تمتاز بها المنطقة عن غيرها من المناطق الأخرى ، حيث تتوزع مساحة الحمضيات في وادي الاردن ،على 60 الف دنم زراعي في منطقة الشونة الشمالية ، و 10 الاف دنم زراعي في منطقة دير علا ، و 5 الاف دونم زراعي في منطقة الشونة الجنوبية ، الا ان في الفترة الاخيرة ومنذ منتصف التسعينات بدات هذه المنطقة تتعرض لانحسار مساحات الحمضيات المزروعة فيها ، وتحديدا في لواء دير علا ، ولواء الشونة الجنوبية،لتصبح مساحة الحمضيات في دير علا 8 الاف دنم زراعي، و الفي دونم زراعي في الشونة الجنوبية، وبحسب نجاح المصالحة مديرة زراعة وادي الاردن .
و تشير المصالحة الى ان انحسار زراعة الحمضيات جاء نتيجة عدة اسباب اهمها عدم توفر الاحتياجات المائية الكافية لاشجار الحمضيات "المياه المتاحة في وادي الاردن قليلة و سلطة وادي الاردن وفرت 50% من احتياجات المياه فقط ، مما اثر على انتاجية شجرة الحمضيات ".
وتضيف المصالحة بان العديد من المزارعين قاموا بالاستثمار في زراعات اخرى ذات جدوى اقتصادية " بعض المزارعين غيروا زراعاتهم واستثمروا في قطاع النخيل عالية الإنتاجية ، والخضروات ".
وينوه سليمان الغزاوي رئيس اتحاد المزارعين على ان نسبة الانحسار ستزداد نتيجة عدم توفير سلطة وادي الاردن تكنولوجيا ري حديثة ، بسبب تقنين المياه الذي تفرضه على المزارعين ، وفتح باب الاستيراد لمنتوجات الحمضيات من دول مجاورة " يفترض ان يكون هناك نقلة نوعية في توفير تكنولوجيا ري حديث ، بحيث تستطيع اشجار الحمضيات ان تكتفي من كمية المياه المقننة ، وان يتكيف المزارع والمزروعات بالكميات المحددة من المياه ، بحيث نضمن انتاجية عالية للحمضيات "بالاضافة لتوفير حماية لمنتوجات الحمضيات من خلال " عدم الاستيراد من الدول المجاورة ،اذ يعمل الاستيراد على اغراق الاسواق بمختلف الاصناف من الحمضيات ، بشكل ينافس المنتوج المحلي ".
ومن العوامل المؤثرة على مساحة الحمضيات في وادي الاردن ظروف التربة ونوعية المياه ، فبعض المناطق في الشونة الجنوبية ودير علا تعاني من ملوحة التربة ، والتي تؤثر بشكل مباشر على زراعة الحمضيات .
و يؤكد خلف الشعلان رئيس وحدة الارشاد الزراعي في مديرية زراعة الشونة الجنوبية ، على ان زراعة الحمضيات في منطقة الشونة الجنوبية اصبحت كحدائق في المنازل وللاستخدامات الشخصية فقط ، مشيرا الى ظروف التربة في مناطق الشونة الجنوبية "اشجار الحمضيات لا تقاوم ملوحة التربة ،ونعني في ملوحة التربة ارتفاع طبقة تسمى ب"المارل" وهي طبقة يزداد مستواها من سطح التربة ، كل ما اتجهنا باتجاه الشونة الجنوبية وغور الصافي ، وهي نسبة من كربونات الكالسيوم والاملاح والطين ، وتعمل هذه الطبقة على ديمومة الملوحة وهي غير منفذه للماء مما يتسبب ب سمية الجذور بالتالي موتها ".
وعن احتماليات تاثير هذا الانحسار على كمية واسعار الحمضيات تقول نجاح المصالحة ان الامر مرتبط بالموسم المطري، وارتفاع اسعار الحمضيات يخضع لقانون العرض والطلب في السوق " من الان لغاية شهر شباط ، ستتوفر جميع أصناف الحمضيات ، ووفقا للطلب يقدم المزارع عروضا ليحصل على سعر مناسب ،ونتمنى ان يكون الموسم المطري جيد لهذه السنة ، وان كان هناك احتمال لنقص اشجار الحمضيات لن نتفاجىء بخلو السوق من اصناف الحمضيات ".
وتضيف المصالحة ان الانحسار الذي حصل للحمضيات في وادي الاردن لن يؤثر على اقتصاد الدولة " المساحة التي فقدناها من الحمضيات خمسة الاف دنم زراعي استثمرت بزراعة النخيل والخضروات ،حيث تقدر مساحة اشجار النخيل ب 10 الاف دنم في وادي الاردن ".
ومن جهة اخرى تؤكد المصالحة على ان المحافظة على هوية وادي الاردن كمنطقة تمتاز بزراعة الحمضيات هي من اهم الحلول التي تعمل عليها مديرية زراعة وادي الاردن ، وذلك بتشجيع المزارع لزراعة اصناف من الحمضيات لها مردود مادي جيد وسوق جيد كزراعة اصناف البرتقال .
وقالت المصالحة:" المزارع في المناطق التي تعاني من ملوحة التربة ، امامه خيارات اخرى كزراعة النخيل ، والشعير " والتي تعتبر من الاصناف المناسبة تماما لهذه المناطق ، ومناسبة اقتصاديا واستثماريا .











































