أثار تفاعل الشارع الاردني على شبكات التواصل الاجتماعي مع مظاهرات لبنان المطالبة بتحسين ظروفهم الاقتصادية حفيظة العديد من منظمات المجتمع المدني المناهضة للعنف ضد المرأة، لما ظهر منها من تعليقات وردود افعال سلبية ساخرة حول مشاركة النساء الواسعة فيها.
و مع بداية الاحتجاجات بسبب تردي الاوضاع المعيشية ذهبت أنظار البعض من الشباب الأردني الى ما ترتديه الفتيات وطريقة تعبيرهن خلال هذه المظاهرات ، متجاهلين الاسباب التي دفعت الى الشارع.
ومن بين ما تم تداوله بين ناشطين عبر شبكات الاجتماعي من الانتقادات والكلمات الساخرة " يا ريت لو صارت عنا , ما حد يتزوج لبنان جايه عنا "
وينتقد أحد المواطنين هذه السلوكيات بقوله" إنها ليست من عادات الشعب الاردني المتعارف عليها، مستهجنا تبادل العبارات غير اللائقة بشعب شقيق خرج الى الشارع يطالب بحقوقه".
بينما يرجع مواطن آخر ان هذه الموجة الكبيرة التي شهدتها شبكات التواصل الاجتماعي من انتقادات واسعة على الفتيات المشاركات في المظاهرات اللبنانية الى اختلاف الثقافات بين البلدين الامر الذي يراه البعض مستهجنا وغريبا".
من جانبها تؤكد الأمينة العامة للجنة الوطنية الدكتورة سلمى النمس ان ما ظهر من تعليقات لدى البعض لم تكن المرة الاولى، فسبقتها العديد من الحالات، كشفت خلالها الخطاب العنصري تجاه المراة والتركيز على المظهر الخارجي لها فقط.
وتعتقد النمس أن اختلاف العادات والتقاليد والتنوع الثقافي بين البلدين وعدم قبول البعض للاخر، تساهم بإطلاق العنان لدى البعض واطلاقه عبارات انتقادية بشكل استفزازي، ليتحول إلى خطاب كراهية.
وتشير النمس إلى أن هناك العديد من الدراسات اثبتت بان التحرش بأنواعه في مختلف المجتمعات لا ينحصر بلباس المراة وانما قد تتعرض له المحجبة بالاضافة الى الاطفال، معتبرة التحرش بأنواعه هو سلوك ويحتاج الى معالجة صحية وتربوية .
هذا وأظهرت دراسة أعدتها إحدى الجهات المناهضة للعنف ضد المرأة بأن أكثر أنواع التحرش الجنسي شيوعا في الأردن هو التحرش اللفظي، يليه التحرش بالنظر والإيماءات، ثم باستخدام وسائل الاتصال المختلفة.