انتصارات الإخوان بانتخابات النقابات .. "استعراض للقوة"

انتصارات الإخوان بانتخابات النقابات .. "استعراض للقوة"
الرابط المختصر

لم يستطع أنصار جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اخفاء فرحتهم بالاكتساح الذي حققته الجماعة في عدد من النقابات، مشيرين إلى أن من يراهن على ضعف الحركة الإسلامية " مخطئ".

ومنذ نهاية حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد تجربة قصيرة، وتصنيف الجماعة على إنها "إرهابية" في بعض الدولة العربية، بدأ الحديث في الأردن على أن جناح الإخوان سيشهد تراجعاً كبيراً وخاصة مع إنحسار الحراك الشعبي في البلاد، لكن نتاج الانتخابات النقابية التي اكتسحتها الجماعة عاكست هذا التوقع.

وأكد الإخوان عبر هذه الانتصارات إنهم التيار الأقوى في الأردن والأكثر تنظيماً.

والرغم من حديث بعض المراقبين والصحف عن خلافات "عاصفة" داخل جماعة الإخوان، استطاعت الحركة الإسلامية أن تحقق انتصارات في انتخابات نقابة المعلمين التي تعتبر النقابة الأكبر في الأردن، وهو ما تكرر أيضاً في الجامعة الأردنية عبر المكتب الشبابي للجماعة الذي بسط سيطرته الانتخابات محققاً فوزاً وصف "بالكاسح".

 و حققت الجماعة انتصارات بالانتخابات النقابية في "نقابة المعلمين والمهندسين، والمهندسين الزراعيين والمعلمين في وكالة الغوث، وانتهاءً بالصيادلة، وأيضاً استطاعت الفوز في عدد من الانتخابات الطلابية كان على رأسها الجامعة الأردنية ومؤتة.

الإخوان يتعافون

محللون ومراقبون للجماعة الإسلامية قالوا إن هذه الانتصارات هو رد الجماعة على من توقع تراجعها في الأردن بعد نهاية الجناح الأم في مصر.

فبحسب الباحث والمختص في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية فإن هذه الانتصارات ليست غريبة على الجماعة، وخاصة أن النقابات تعتبر مجالاً حيوياً لها منذ بداية الانفتاح الديمقراطي في البلاد عام 1989.

وقال أبو هنية لـ"عمّان نت"  إن جماعة الإخوان دائماً ما أولت النقابات اهتماماً واسعاً، إلا أن الفترة الأخير شهد تعزيزاً لهذه الاهتمام وخاصة مع انحسار تأثير الجماعة على الحركة السياسية في الأردن.

وأكد أبو هنية أن هذا التركيز هو استعداد للاستحقاقات المقبلة على الساحة الساسية في الأردن، لأن الفوز في هذه الانتخابات هو تعبير عن قوة الجماعة واستعدادها لأي استحقاق سياسي، الذي ربما قد يصل إلى حد المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة.

وقال أبو هنية إن انحسار تأثير الحراكات القومية واليسارية يعتبر أيضاً من اسباب تقدم الجماعة في الانتخابات النقابية في الفترة الماضية.

النظام يراقب ولا يتدخل

الباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمد أبو رمان قال في تصريحات صحفية سابقة بعد فوز الجماعة في انتخابات نقابة المعلمين التي اكتسحتها القائمة المقربة من الجماعة إن هذا الفوز يؤكد بأن النظام الأردني غير معني بالدخول في "حرب تكسير عظم معالإخوان".

وقال إن مطبخ القرار السياسي يتعامل الآن مع الجماعة وفق المعادلة التقليدية.

وأكد أيضاً أبو رمان إن هذه الانتصارات مفيدة على المستوى المعنوي للإخوان وخاصة بعد الضربات المتتالية التي منيت بها على مستوى الإقليمي.

ونسبت تصريحات سابقة إلى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله نسور قال فيها "مطبخ القرار السياسي لن يستغل ضعف الجماعة في المنطقة لترجيم الإخوان الأردنيين". وأضاف بحسب ما نقلت صحيفة الحياة  "سنتعامل مع أخطائهم إن وقعت وفق القانون... لن نصعد ولن ننفتح".

حديث عن خلاف وسط فرحة النجاح

منذ أيام قالت تقارير إخبارية نشرتها بعض المواقع الإلكترونية في الأردن إن الجماعة تشهد خلافات "عاصفة" بعد اجتماع مجلس شورى الجماعة.

نائب المراقب العام للجماعة زكي بني إرشيد قال إن هناك من يملك "نفسية ثأرية وقلبية وانتقامية" تسعى للنيل من انتصارات الجماعة الأخيرة، ملمحاً إلى قيادات "زمزم" التي اتخذت الجماعة قراراً سابقاً بفصلهم، إلا أنها عادت خلال الأيام الماضية انتخب المجلس محكمة عليا لافساح المجال للقيادات باستئناف قرار الفصل.

وتساءل بني إرشيد عن أسباب نشر هذه الأخبار في هذا التوقيت بالتحديد، وأكد أن الجماعة بأفضل حالاتها على حد تعبيره، والمح أن هناك من يحاول استغلال مسألة قيادات زمزم للتشويه على انتصارات الجماعة، بعد أن اثبتت للجميع أنها قوية.

انتصار جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات النقابية في القترة الماضية اثبت أن الحديث عن تراجع الإخوان جماهيراً هو "خرافة" على حد وصف الباحث أبو هنية، الذي قال أيضاً إن تراجع الإخوان يقاس بالصندوق، والصندوق إلى الآن اخرج الجماعة منتصرة ومن حقها أن تستعرض قوتها.

أضف تعليقك