انتخابات البلدية والبرلمان وجهان لعملة واحدة

الرابط المختصر

يطلق على هذا العام اصطلاحاً في الأردن ب"عام الانتخابات" نظراً لأنه سيشهد استحقاقين دستوريين أولهما إجراء الانتخابات البلدية أواخر تموز المقبل....... وثانيهما توقع إجراء الانتخابات البرلمانية أواخر تشرين الثاني.
وبعد انتهاء فترة التسجيل للانتخابات البلدية بعد تسجيل أكثر من مليونين ونصف ناخب تقريبا، فإنه من شأن هذا الصيف الحار سياسياً أن يخلق جدلاً قد يكون عاصفاً في مرحلة ما وعلى محاور عدة، من ضمنها علاقة الانتخابات البلدية ونتائجها بالانتخابات البرلمانية وتأثيرهما المشترك.
إذ يرى النائب خليل عطية أن هناك ترابطاً وثيقاً بين الانتخابات البلدية والنيابية من حيث تأثير الدعم الذي يتلقاه من ينوي ترشيح نفسه للنيابة من خلال الوقوف مع مرشح معين للبلدية، ويعزو ذلك إلى غياب تأثير الأحزاب على العملية السياسية "بحكم أنه لا توجد أحزاب قوية في الأردن تحكم اتجاهات العملية الديمقراطية فإن اتجاه نواب نحو دعم مرشحين للبلديات له دلالة إلى اختيار عائلات وجهات وعشائر نحو الوقف بجانب مرشح لضمان أن يتم دعمهم في الانتخابات البلدية"
وأضاف عطية في حديثه لبرنامج رؤى برلمانية الخميس 14 حزيران"أن المجتمع الأردني لم يصل إلى مرحلة إلى الوعي الفكري الكامل ليقرر ممثليه بناء على أسس اختيار صحيحة وعدم الانتباه إلى الروابط العائلية والعشائرية" مشيراً إلى اتساع دوائر الصفقات والمحاصصة ما بين مرشحي البلديات والبرلمان في المنطقة الواحدة لضمان الدعم والتأييد كل منهما للآخر.
محمد العدوان ينوي ترشيح نفسه للانتخابات البلدية في الشونة الجنوبية وإن كان لا يختلف مع عطية بشكل كبير، من حيث توفر مناخ التحالفات والمقايضات بين المرشحين الذي يظهر كتأثير أكيد متبادل لنتائج الانتخابات البلدية والبرلمانية ، إلا أنه يعتبر " هذا الارتباط ذو حساسية بالغة من حيث ربط موقف مرشح النيابية بمرشح البلدية مما يشكل خطورة على موقفه في أن يحسب على مرشح دون آخر مما يؤثر على فرص نجاحه في المنطقة"
هذا وتلجأ بعض العشائر في بعض المحافظات نتيجة لاجتماعات عائلية مكثفة إلى اللجوء إلى المحاصصة بين أبناءها بحيث يتقاسمون أدوار الترشيح للبلدية والنيابية، حتى أن بعضها وتحديداً في محافظة عجلون لجأت إلى ترضية الشباب بترشيح أسماء منهم للبلدية وترك المنافسة على البرلمان للأكبر سناً كما يقول أحد الشباب من محافظة عجلون، ويغيب عن أذهان كثير منهم أن الطريق الأفضل للنيابية وللمستقبل السياسي الجيد هو تراكم الخبرة العملية في حقل الخدمة العامة التي تعتبر البلديات المسرح الأهم له بلا منازع.
 
و استناداً إلى التأثير الفعلي المتبادل بين نتائج الانتخابات ينقسم نواب ما بين: مفضلين لدعم مرشحين للبلدية لضمان حصولهم على الدعم لاحقاً لدى خوضهم للانتخابات البرلمانية، في حين يرى البعض أن في ذلك مخاطرة كبيرة فنأو بأنفسهم عنها، ويرى آخرون من جهة أخرى  أنه نتيجة لعدم تأثير بلدياتهم على الحسابات الانتخابية فإنهم يضمنون سلامة موقفهم والدعم المتوقع لهم فيها دون الدخول في تفاصيل دعم مرشحين للبلدية أم لا.
 

أضف تعليقك